منتدى مجلة الفنون المسرحية
مرحبا بكم في منتدى مجلة الفنون المسرحية : نحو مسرح جديد ومتجدد

انضم إلى المنتدى ، فالأمر سريع وسهل

منتدى مجلة الفنون المسرحية
مرحبا بكم في منتدى مجلة الفنون المسرحية : نحو مسرح جديد ومتجدد
منتدى مجلة الفنون المسرحية
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.
بحـث
 
 

نتائج البحث
 


Rechercher بحث متقدم

المواضيع الأخيرة
» كتاب "الإخراج المسرحي " تأليف د. جميل حمداوي
العود الأول.. مقال في البدايات لمسرح الحاضر / د. عبدالمطلب السنيد  Icon_minitime1السبت 30 مارس 2024, 12:20 am من طرف بلحول واسيني

» الهيئة العربية للمسرح تعلن قائمة العشرين في مسابقة تأليف نصوص الكبار 2023 ثلاثة وعشرون كاتباً أحتلت نصوصهم
العود الأول.. مقال في البدايات لمسرح الحاضر / د. عبدالمطلب السنيد  Icon_minitime1الخميس 23 نوفمبر 2023, 4:43 am من طرف الفنان محسن النصار

» الهيئة العربية للمسرح تعلن قائمة العشرين في مسابقة تأليف النص المسرحي الموجه للأطفال من سن 6 إلى 18 سنة، في العام 2023 (النسخة 16) واحتل ثلاثة وعشرون نصا مسرحيا المراتب العشرين الأفضل
العود الأول.. مقال في البدايات لمسرح الحاضر / د. عبدالمطلب السنيد  Icon_minitime1الخميس 23 نوفمبر 2023, 4:30 am من طرف الفنان محسن النصار

» فتح باب المشاركة في ملتقى بابل الدولي لفنون الشارع الدورة الرابعة مارس 2024
العود الأول.. مقال في البدايات لمسرح الحاضر / د. عبدالمطلب السنيد  Icon_minitime1الثلاثاء 21 نوفمبر 2023, 1:00 am من طرف الفنان محسن النصار

» اختتام مهرجان اللواء الأخضر للمسرح الثنائي في دورته الأولى في اليمن
العود الأول.. مقال في البدايات لمسرح الحاضر / د. عبدالمطلب السنيد  Icon_minitime1الثلاثاء 21 نوفمبر 2023, 12:57 am من طرف الفنان محسن النصار

» اختتام مهرجان اللواء الأخضر للمسرح الثنائي في دورته الأولى في اليمن
العود الأول.. مقال في البدايات لمسرح الحاضر / د. عبدالمطلب السنيد  Icon_minitime1الثلاثاء 21 نوفمبر 2023, 12:57 am من طرف الفنان محسن النصار

» عرض مسرحية " عودة ترشيد " لفرقة مسرح العائلة في الشارقة
العود الأول.. مقال في البدايات لمسرح الحاضر / د. عبدالمطلب السنيد  Icon_minitime1الثلاثاء 21 نوفمبر 2023, 12:54 am من طرف الفنان محسن النصار

» اسماعيل عبدالله :المهرجان في دورته الجديدة منصة مفتوحة للإبداعات العربية الأفضل والأجود
العود الأول.. مقال في البدايات لمسرح الحاضر / د. عبدالمطلب السنيد  Icon_minitime1الأحد 15 أكتوبر 2023, 10:20 pm من طرف الفنان محسن النصار

» "من أجل الجنة إيكاروس" من مصر يفوز بجائزة أفضل عرض مسرحي في الدورة الثلاثين من مهرجان القاهرة الدولي للمسرح التجريبي
العود الأول.. مقال في البدايات لمسرح الحاضر / د. عبدالمطلب السنيد  Icon_minitime1الثلاثاء 12 سبتمبر 2023, 11:05 pm من طرف الفنان محسن النصار

مكتبة الصور


العود الأول.. مقال في البدايات لمسرح الحاضر / د. عبدالمطلب السنيد  Empty
مايو 2024
الأحدالإثنينالثلاثاءالأربعاءالخميسالجمعةالسبت
   1234
567891011
12131415161718
19202122232425
262728293031 

اليومية اليومية

تدفق ال RSS


Yahoo! 
MSN 
AOL 
Netvibes 
Bloglines 


تسجيل صفحاتك المفضلة في مواقع خارجية

تسجيل صفحاتك المفضلة في مواقع خارجية reddit      

قم بحفض و مشاطرة الرابط المسرح الجاد رمز تفتخر به الأنسانية على موقع حفض الصفحات

قم بحفض و مشاطرة الرابط منتدى مجلة الفنون المسرحية على موقع حفض الصفحات

مجلة الفنون المسرحية
مجلة الفنون المسرحيةتمثل القيم الجمالية والفكرية والفلسفية والثقافية والأجتماعية في المجتمع الأنسانيوتعتمد المسرج الجاد اساس لها وتقوم فكرة المسرح الجاد على أيجاد المضمون والشكل أو الرؤية؛ لكي تقدم بأفكار متقدمة من النواحي الجمالية والفلسفية والفكرية والثقافية والأجتماعية وتأكيدها في المسرحية ، وكلمة جاد مرتبطة بالجدية والحداثة التي تخاطب مختلف التيارات الفكرية والفلسفية والسياسية والعقائدية. بدأ المسرح كشكل طقسي في المجتمع البدائي ، وقام الإنسان الذي انبهر بمحيطه بترجمة الطقس إلى أسطورة ، ولتكون الصورة هي مقدمة للفكرة التي ولفت آلية الحراك العفوي ، ثم الانتقال بهذا الحراك إلى محاولة التحكم به عبر أداء طقوس دينية أو فنية كالرقص في المناسبات والأعياد, وولادة حركات تمثيلية أداها الإنسان للخروج عن مألوفه .. وأفكار التقطهاوطورها فيما بعد الإغريق وأسسوا مسرحهم التراجيدي ، ومنذ ذلك الحين والمسرح يشكل عنصرا فنيا أساسيا في المجتمع ، ويرصد جوانب مختلفة من الحياة الأنسانية ، ومع كل مرحلة نجد أن المسرح يواكب تغيراتها وفق رؤى جدية غير تقليدية ، و تبعا للشرط ( الزمكاني ) شهد هذا الفن قدرة كبيرة على التجدد من المسرح التراجيدي الكلاسيكي الى الرومانسي والى كلاسك حديث إلى الواقعي والطبيعي والرمزي والسريالي واللامعقول ومسرح الغضب ، والسياسي وفي كل مرحلة من مراحل تطور المسرح تحمل بدون شك بعدا جديا وتجريبياً تتمثل إشكاليات تلك المرحلة وتعبر عن ظروفها الثقافية والاجتماعية والسياسية والاقتصادية , المسرح الجاد يؤكد قدرة المسرح على أستيعاب التجارب السابقة وإعادة صياغتها ، نحو الحداثة والخروج من العلبة الإيطالية إلى الفضاء المفتوح ، وتناول عناصر العرض المسرحي التي وضعها ستانسلافسكي ( التكامل والتوازن بين الكاتب والمخرج والممثل والجمهور) بطرق جديدة وبما أن أهم سمة في المسرح الجاد هي المعاصرة نحو التحولات المعرفية والتي هدمت كثيرا من الحواجز و كانت مقدمة لولادة الأفكار المعرفية الكونية ، فأثبت المسرح الجاد وجوده ليواكب الحداثة بكل مكوناتها ، و أثبت وجوده في العالم كله ، خلال العقدين الأخيرين من القرن العشرين ، حمل شرف ولادة مسرح اللامعقول على يد يوجين يونسكو وصموئيل بيكت وفرناندوا أرابال .. هو مسرح الكل بامتياز أوربي – عربي – أمريكي.. الكل ساهم ويساهم في تطويره ووضع خصائصه .. و يمتاز المسرح التجريبي بتجاوزه لكل ما هو مألوف وسائد ومتوارث و الإيتان التجريبي إمكانية تجاوز الخطوط الحمراء البنوية والشكلية من خلال ( جسد ، فضاء ، سينوغرافيا ، أدوات ) .. ومنها : - تفكيك النص و إلغاء سلطته ، أي إخضاع النص الأدبي للتجريب ، والتخلص من الفكرة ليقدم نفسه يحمل هم التجديد والتصدي لقضايا معاصرة ويوحد النظرة إليها عبر رؤيا متقدمة ،أو على الأقل رؤيا يمكننا من خلالها فهم ما يجري حولنا عبر صيغ جمالية وفنيةوفلسفية ، لكنها في جوهرها تمثل جزءا من مكاشفة يتصدى لها المسرح كفن أزلي باقٍ مادام الإنسان موجودا . السينوغرافيا والفضاء المسرحي ويتأتى دور التعبير الجسدي في توصيل الحالة الفنية وكأن الحركة هي اللغة التي يضاف إليها الإشارات والأيحاءات والعلامات والأدوات المتاحة لمحاكاة المتفرج .. أسئلة مطروحة أمام المسرح الجاد : تقف أمام المسرح الجاد كثير من الأسئلة ، ويحاول المسرحيون تجاوزها عبر المختبر المسرحي ، ومن هذه الأسئلة : لماذا لا تكون اطروحات العرض أكثر منطقية عبر توظيف عناصر العرض وفق توليفة متكاملة للغة والحركة والإشارة والعلامة ؟ لماذا لا يستفيد من التراث الشعبي ؟ ماذا عن الغموض ؟ - لماذا القسرية في إقصاء الخاص لصالح العام ؟ وهل يمكن أن ينجح ذلك ؟ - ماذا عن اللغة ؟ وهل هي عائق أمام انتشاره العالمي ؟ يبقى المسرح الجاد تجريب لضرورة من ضرورات الحياة بمجملها ، والمسرح يطرح أسئلة كبيرة وهذه إحدى مهامه الأساسية ، ويعكس إلى حد كبير الهواجس التي تعتري باطن الإنسان قبل ظاهره ، ورغم الأسئلة المطروحة وجديتها ، تجد المسرحية أفكارا وفلسفة للنص ،وبالتالي خلق فضاء أوسع للأداء عبر صيغ جمالية مؤثرة ذات دلالة معبرة .. كما توظف الإضاءة والحركة والموسيقى والرقص على حساب النص , المخرج هو المحور في العرض , الممثل هو أداة في تشكيل العرض الحركي . .
تصويت

العود الأول.. مقال في البدايات لمسرح الحاضر / د. عبدالمطلب السنيد

اذهب الى الأسفل

03092013

مُساهمة 

العود الأول.. مقال في البدايات لمسرح الحاضر / د. عبدالمطلب السنيد  Empty العود الأول.. مقال في البدايات لمسرح الحاضر / د. عبدالمطلب السنيد




[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]
(1-2)بات واضحا في يقين البصيرة ان كلما جاء قبل المسرح الإغريقي من ظاهراتيات عسيرة الولادة قد تمخض عن كونها فاقدة الدلالة مهما حاول الباحثون اعتمادها في التحقق من أسبقية الشكل الذي بلور لنا معنى احترافيا نعتمده في منهج القياس وفي تكامل الظاهرة ومدى حياتها وديمومة نتاجها . لا يعنينا ما وجده الأولون من علماء الحفريات عن نص حضاري قديم يشير إلى مسرح ولا لطقس سومري أقدم مخروم اللوح ولم يحافظ على تتابع قصته نتيجة عوامل التعرية وعدم صيانته في مكتبات حمورابي أو الحكام الذين توالوا على حضارة وادي الرافدين إذ لم تعد مع جل احترامي وتقديري لما أنتجته حضارتنا القديمة من كشوفات وإبداعات في اللغة وكتابة التاريخ  وقصص وأساطير الخليقة من عمق الإنسان البدئي وعالمه المستفيض جمالا والذي سجله العلماء الغربيون لنا على طبق المعرفة الجاهز. فهذا كله يلقى عميق التقدير والاحترام. أما ما يخص المسرح فيبقى ظاهرة موسمية  دينية كرنفالية ناقصة ولو أنها حملت عين البدايات الإغريقية ولكن الفرق هنا وبتقدم الزمن والمكان لكلا الحضارتين , استطاع اليونانيون ( الإغريق) أن يؤسسوا احترافية بعد جل التجارب والتجريب في الوصول إلى عود المسرح الأول  وما بنيت عليه حضارات بعد الميلاد أسس نظرياتها المسرحية .
لقد مرت الظاهرة المسرحية اليونانية بغربلة عجيبة حتى وصلت لنموذجية القياس الذي تربع عليه المبدعون الأوائل أمثال أسخيلوس, سوفوكليس , يوربيديس  و أرستوفانيس. إن المحيط الذي نشأ فيه هؤلاء الأوائل من احتفالات ديونيسيوس والبذاءات الطقسية لمعنى الخصب وفوضى الفرح إلى ملاحم هوميروس وحروبهم وتمجيد أبطالهم وتعدد وثنية آلهتهم إلى ظهور ممثلهم الأول و مهرجاناتهم ومسابقاتهم المسرحية قادت المعلم الأول أرسطو أن يدرس ويبحث ويحلل وينتقد بعلمية استقصائية لزمكانية الحدث , سواء شاهد أو قرأ نصوصها وهو الفيلسوف الشامل الذي اكتملت عنده صورة الجمال ومعنى الفن الدرامي وما استدعاه لخروجه عن  مدرسة أستاذه أفلاطون , من كل هذا طلع علينا بقواعد أسست لنظرية جديدة لم يعرفها العالم من قبل اسمها ( نظرية الدراما), التي تقوم على سياقات ومعايير معرفية قاسمها المشترك الأعظم هو الفعل أي ( الحدث Action) أي العمل  أي (Drama ) ,حتى استطاع أن يبلور النقاط الست التي التقطها من نصوص الذين سبقوه أو عاصروه مع تقسيماته بطرز الشعر والأشعار التي استخدمت في النص المسرحي تراجيديا كان أم كوميديا, والذي يريد أن يتعمق فيما نقول ننصحه بالعودة لكتاب ( أرسطوطاليس في الشعر ) الذي حققه وترجمه الدكتور شكري محمد عياد أو باللغة الإنكليزية ( ARISTOTLE'S Theory of Poetry and Fine Art )المصدر المهم في عمق ملاحظاته النقدية (S.H. BUTCHER) واستنباطاته الغنية و المعتمدة في العديد من الجامعات والأقسام المسرحية الأمريكية و العالمية.
    لقد اشتغل فلاسفة العرب والإسلام شرحا وترجمة وتفسيرا وتلخيصا لكتاب فن الشعر لأرسطو وأجادوا في الشرح والتحليل محاولين تطبيق ما جاء فيه من نظرية الشعر التي أرادوا أن يسقطوها على الشعر العربي الذي هو أساسه( مديح وهجاء), حيث أدخلوا التسميات التي وضعها أرسطو على أنواع المسرحيات التي كتبت شعرا  والتي صنفها بين التراجيديا والكوميديا   والتي أخذت التصنيف نفسه عندهم على اساس الإبداع في صنعة الشعر العربي مثلما هو الإبداع في صنعة شعر الدراما, لذلك لجأوا إلى تعريب التسمية نصا حين نقلها ابو بشر متى بن يونس القنائي من السريانية الى العربية حتى استعمل ابن سينا  لفظة ( قرموذيا ) ويعني بها الكوميديا ولفظ ( طراغوذيا ) وتعني التراجيديا . من هنا كان للعرب والمسلمين أن يفتحوا لنا آفاقا في النص المسرحي كمولود وطراز جديد يتزامن مع الشعر العربي الذي اشتغل عليه الفلاسفة العرب والمسلمون والذين أرادوا له أن يتخذ لباسا أرسطويا في بناء القصيدة مدحا أو هجاءً. وتلك هي كانت حاجتهم في البحث النقدي والتحليلي للمحاكاة . ولكن لم يدر بخلدهم التوسع في مغادرة القصيدة الشعرية أو تأوليها بل وتفكيكها وصولا لبناء الشخصيات التي تنطلق من أهمية الحدث الذي تتبناه حتى تنتقل القصيدة الشعرية إلى المسرحية الشعرية , وهذا ليس نقدا أو مثلبة عليهم والسبب في ذلك أن كل أمة وحضارة تنتج نسيجا معرفيا مرتبطا بالحس الثقافي الجمعي الذي ينتمي أهله إليه , لذا فنحن نقول أن الشعر شفرة المجتمع العربي الدالة جاهلية كانت أم توحيدية بينما شفرة الشعر الجمعي في المجتمع الثقافي اليوناني والتي بنى عليها أرسطو منهجه كانت دالتها الدراما ، والدراما كلمة يونانية تعني فعل  , ولذا يصح لنا في ضوء ما تقدم أن نقول اصطلاحا أن العرب تنفسوا شعرا وأبدعوا فيه , بينما اليونانيون تنفسوا مسرحا وأجادوا في التنظير له. وهكذا يكون القياس الأساسي لنظرية الدراما هو يوناني إغريقي إن أردت القول والحاضنة أو المعمل الأول الذي صدّر بضاعته وأصبح الجميع مستوردا لبضاعة المعرفة والفن والجمال  الدرامي المسرحي, ولذا فالعود الأول بحق يعود لهم في تغيير منهجهم  وفي التنويع الذي قدموه عن طريق محاكاة مجتمعهم بطريقة فنية جمالية وهذا الفعل الجمالي يعتبره كأعظم فن لأن عنصر التغيير فيه فاعل لا محال وإلا كيف ظلت نظرية أرسطو حتى الآن قائمة في منهجيتها بغض النظر عن الوحدات الثلاثة التي لابد من تجاوزها في حكم حركة التطور في الكون , ومثالا على ذلك العجلة او ( الويل) الذي اكتشفه السومريون والذي أخذ تعبيرية خارج حدود زمكانيته فهو في السيارة والقطار والطيارة ..كما أنه في المركبة الفضائية و أساور النساء وحتى في التنور وبرميل النفط ثم في كروية الأرض الخ . من هنا نأتي الى القول طالما ان الفن  المسرحي أو الفنون كافة هي اكتشاف فيها  من التصرف والاجتهاد ثم الاستنباط الدال على معنى ما في  عقل المبدع .. أو في خلق تجربة اكتشافية جديدة.. أو مدرسة فنية متطورة ,فلا أحد يرفضه ولكنني لا أتعاطف مع المستنسخ  منه الذي لم  يحقق إحاطة  بعلم ومعرفة بما فعله الأولون في العود الأول ثم  يريك تجربة عرجاء منقولة لم يحسن التعبير عنها  ومع ذلك يمنح لنفسه جواز مرور ليقف في خانة الحداثوية  متصورا أنها موضة من موضات الملابس أو الشعر أو الماكياج عند النساء.
حسنا .. الملاحظ هنا ومنذ أن استورد الرومان المسرح بعد اضمحلال الحضارة الإغريقية في هجمة همجية لم ندخل في تفاصيلها و حتى القرن التاسع عشر الميلادي كان المسرح وتعاليم أرسطو في فن الدراما قد عمت العالم الأوروبي الذي نقول عنه أنهم أيضا  استوردوا المسرح من العود الأول لأنه كان ناضجا بمنهج أرسطوي , ولكن حين دخل المسرح لبلاد أوروبا هل توقف عند حدود التجربة الإغريقية الناضجة المنهج ؟ بالتأكيد لا , حيث ولأن المسرح فن الاكتشاف والاجتهاد والاستنباط أولا , ولأن المجتمعات تتأثر بنظرية الأواني المستطرقة طريقا للمعاصرة ومواكبة الكشوفات  , لذلك كان لكل مجتمع مسرحه وتجاربه ومؤلفيه وإشتغالاته الفنية والجمالية    فحينما  تشاهد عملا مسرحيا لشكسبير إنكلترا, أو لتشيخوف روسيا, أو لمولير فرنسا, أو لآرثر ميللر أمريكا تشعر أن بصمة لثقافة تلك الأمم وموروثها الجمعي يتجلى واضحا أمامك عقلا وإحساسا وهذا هو المقصود بالجنسية التي تحملها هذه الأعمال لأنها تحمل مجتمعاتها  سواء اشتغل مخرجوها متقيدين بالطراز الكلاسيكي أو الحداثوي.. لماذا؟ لأن المكتشف في فن المسرح وجمالياته يتوق لتنفيذ تفسيراته العقلية والتي اشتغل فيها على احترافية عالية الإبداع جعلته قادرا على هضم واستيعاب العود الأول ثم التحليق بمديات الكشف الفني والتعبير عن الأزمة التي تؤرقه في الوصول إلى وظيفة أخرى وروئ أخرى غير التي هضم حيثياتها , إنه في عملية تمثيل ليست جسدية جسمانية بل عقلية تعبيرية إبداعية , لذلك فهو لا يستنسخ أو يقلد بل يضيف ويبدع ويتسامى على المألوف الآتي من العود الأول. السؤال هو ..هل استطاع المسرح العراقي المستورد كبقية الأمم أن يحقق لنفسه هذا الحضور لكي نقايس فيه ما عمله الأولون وما سيعمله المجددون من أنساق؟ الجواب نعم ولا . واللا فيه أكثر من النعم .  
يشاع عند الذين يعملون في التجريب المسرحي تخوفهم من كلمة ( جنسية) أو بصمة في حين  أن الغرب عموما يفتخر بها ويبني عليها تجاربه وبحوثه ودراساته منطلقين من إنسانية التجربة نفسها على أساس أنها إضافة وتجديد وإبداع واكتشاف و ثورة على قاعدة الثابت لقاعدة المتحول بروئ ديالكتيكية تتغير لروئ جمالية أخرى. وهنا يبرز لنا مثال " الشكل المغلق" و" الشكل المفتوح" في جوهر الدراما . في حقيقة الأمر أن النقاد الأوائل اعتمدوا مصطلح الشكل المغلق للدراما تعبيرا عن المنهج الكلاسيكي الذي بنى عليه أرسطو نظريته الدرامية , أما الشكل المفتوح هي الدراما التي لا تتحدد بحدود العود الأول الأرسطوي ومثالنا على هذا هو وجوب وجود " الحكاية" عند المغلق والمفتوح معا. فنماذج الدراما اليونانية التي انطلقت من أسخيلوس وسوفوكليس ليوريبيدس وارستوفان كانت تحمل في جوهرها حكاية امعن أرسطو في تسليط أقوى أضواء التحليل المعرفي النقدي و التحليلي عليها ولكنها لم تغادر دراما القرن العشرين والواحد والعشرين بكل حداثويتها أو ما بعدها.
فلو راجعنا مفردة " فعل" , نجده يعود أصلا لنسق الحكاية ..والحكاية هي بالأصل قصة إن كانت تعود للفورمه أو الشكل المفتوح أو المغلق . ولهذا نقول: أن لكل فعل في الحياة له قصة , والقصة مهما كان شكل بنائها لكنها تفصح عن قضية , والقضية حتى وإن ابتعدت عن نسق البداية والوسط والنهاية لكنها تطورت من فعلها المجدي فكريا أو الامجدي . وحقيقة اللامجدي يقودنا إلى معرفة أخرى وهي أن حال الفعل لم ينته بعد لأن أزمة الكائن في أفعاله لم تتوقف بعد .هذا إذا أخذنا الموقف الفكري المرتبط بين الداخل والخارج. وهنا نشير إلى أن الداخل هو ذات الفرد والخارج هو صدى المجتمع . فذات الفرد الذي بنيت عليها قصة وأفعال نظرية أرسطو تعكس صدى الذات ولا شيء أكثر من تعاملها مع أفعال الذوات الأخرى في بناء خطوطها الدرامية , ولكننا نجد في نسق الحكاية عند بريشت مثلا آخر هو  أن صدى المجتمع والطبقة العاملة في صراع مجتمعي وليس ذاتي  , ومع ذلك وبالرغم من اختلاف الاثنين في المعالجة لكن بريشت لم يتخل عن الحكاية دون تهميش أو إلغاء لحيثياتها التي تشكل روح المأساة والتي أكد عليها أرسطو حيث قال"  من ثم فالأفعال والقصة هي غاية التراجيديات , والغاية هي أعظم كل شيء.". فن الشعر ص52. وفي معرض الحديث عن القصة ونعني الحكاية يعيد ارسطو التأكيد قائلا " فالقصة إذن هي نواة التراجيديا , والتي تتنزل منها منزلة الروح, وتليها الأخلاق " .فن الشعر ص 54 
لعلنا في طرحنا لنموذجين الأول ارسطو ونظريته والثاني بريشت وطريقته المسماة " المسرح الملحمي" ولو اني أتحفظ على مفردة ملحمي وأرى أن مسرحه يمكن ان نصفه بمسرح الواقعية الاشتراكية التي تستمد نهجها من  المادي الديالكتيكي  الذي يتعلق بملحمة صراع الطبقات في المجتمع الذي  يمثل مظلومية واضطهاد البروليتاريا , لذلك أراد بريشت أن يصرح بفكرته او نظريته في التغريب الذي يبتعد فيها عن الاندماج الأرسطوي كي ينشر غسيل أو معاناة الإنسان عن طريق صراع العقل أكثر من صراع العواطف الذي يرصد بناء الحدث الدرامي ويحافظ على انساق الحكاية التي تتعامل مع مجتمع الطبقات بموقف فكري وبأنساق تعبوية البنية في دالتها عن طريق فورمات الفن وجماليته في مدلولها والعكس صحيح طالما ان رسالته في تناول حالة نعدها من حالات تقشير الاندماج بعقلانية وجدلية الواقع وتلك كانت شعيرة حداثوية في ترسيم حالة التغريب التي جاء بمصطلحها بريشت ولكنه التزم بالحكاية التي تمثل جذر الدرامات عموما حتى وإن تفرعت عروقها ومحاورها التي تحمل عبثية أو لا معقوله بين نص مقروء ونص معمول أو مفعل مسرحيا .و الفرق بين الملحمة والدراما أن الأولى تتعامل مع السرد أما الثانية فمع تفعيل الفعل وحركته , وهذا ما قدمته أعمال بريشت المسرحية في المواقف والشخوص والصراع الدرامي المغرب عن إندماجيته لا كشكل مغلق .بينما كان في اختلاف الصراع على أساس الموازنة بين العواطف مع العقل ويمكننا أن نسمي مسرحه بمسرح الجدل أو المسرح الدياليكتيكي , والواقع أن أفعال الدنيا تقوم على جدل الأفعال والأفكار سواء الدينية او العلمانية.. الاقتصادية والمجتمعية والسياسية.  وقد يكون ذلك فيه عودة ليس فقط لانتمائه لمظلومية الطبقة العاملة وصراع البروليتاريا مع البورجوازية والرأسمالية الأوروبية  ورفضه للحروب التي طحنت إنسانية الإنسان بل في اعتقادنا أيضا تعود لخلفية بريشت التعليمية والتي  قد تكون عاملا آخر فهو بالأصل وفي شبابه كان يدرس الطب حينما قطع دراسته وقادوه جنديا في الوحدات الطبية في الحرب العالمية الأولى, ثم بعد ذلك درس منهج الماركسية الذي منحه قوة في المعنى والهدف الذي قاده لمسرح سياسي ذو شكل مفتوح ومغاير عن نظرية أرسطو وهذا بالتأكيد كان فتحا جديدا في عالم المسرح الذي كسر فيه بريشت الوهم الدراماتيكي ليواجه الجمهور بواقعية الحياة وما تحمله السياسة والاقتصاد من أمراض مجتمعية على المشاهد أن ينظر لها بعقل تتغرب فيه العواطف الاندماجية المليئة بأوهام الشكل المغلق .خلاصة القول أننا نقول بالرغم من التغيير الجديد الذي جاء به بريشت نظرية وتطبيقا والذي عد عملا تعبويا 
كما دفع بيتر فايس , لكنه لم يتخل عن الفعل العضوي أو الأس الأهم في الدراما ألا وهو الحكاية فالحداثة هنا تتبع قراءة المخرج الذي يجد له مخرجا حداثويا برؤية عصرية بغض النظر عن عمر المخرج أو المخرجه بل قدرة إشتغال عقله في النظر لتحديث القديم الوارد في نص المخرج . ومن بريشت يكون الباب مفتوحا لمناقشة ما بعد بريشت حيث سندرس أهمية الحكاية في مسرح العبث والا معقول مع الوقوف عند محطة آرتو ومسرحه الذي يحمل قلقا منطلقه مرضه العقلي الذي يغيب أو يتجاهل من بعض النقاد  وصولا إلى أوكستو بوال في أجزاء قادمة والتي قد تكون قد غادرت الحداثة  بتقشير جدرانها وصولا لما بعدها كجزء من معطيات او مخرجات العصر سلفيا كان أم تكنلوجيا .




المدى - بغداد

الفنان محسن النصار
الفنان محسن النصار
مدير هيئة التحرير

الجنس : ذكر
عدد المساهمات : 3277
تكريم وشكر وتقدير : 5358
تاريخ الميلاد : 20/06/1965
تاريخ التسجيل : 12/10/2010
العمر : 58
الموقع الموقع : http://theatermaga.blogspot.com/

https://theaterarts.yoo7.com

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

مُشاطرة هذه المقالة على: reddit

 
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى