مواضيع مماثلة
بحـث
المواضيع الأخيرة
نوفمبر 2024
الأحد | الإثنين | الثلاثاء | الأربعاء | الخميس | الجمعة | السبت |
---|---|---|---|---|---|---|
1 | 2 | |||||
3 | 4 | 5 | 6 | 7 | 8 | 9 |
10 | 11 | 12 | 13 | 14 | 15 | 16 |
17 | 18 | 19 | 20 | 21 | 22 | 23 |
24 | 25 | 26 | 27 | 28 | 29 | 30 |
المواضيع الأكثر نشاطاً
تسجيل صفحاتك المفضلة في مواقع خارجية
قم بحفض و مشاطرة الرابط المسرح الجاد رمز تفتخر به الأنسانية على موقع حفض الصفحات
قم بحفض و مشاطرة الرابط منتدى مجلة الفنون المسرحية على موقع حفض الصفحات
المواضيع الأكثر شعبية
مجلة الفنون المسرحية
مجلة الفنون المسرحيةتمثل القيم الجمالية والفكرية والفلسفية والثقافية والأجتماعية في المجتمع الأنسانيوتعتمد المسرج الجاد اساس لها وتقوم فكرة المسرح الجاد على أيجاد المضمون والشكل أو الرؤية؛ لكي تقدم بأفكار متقدمة من النواحي الجمالية والفلسفية والفكرية والثقافية والأجتماعية وتأكيدها في المسرحية ، وكلمة جاد مرتبطة بالجدية والحداثة التي تخاطب مختلف التيارات الفكرية والفلسفية والسياسية والعقائدية. بدأ المسرح كشكل طقسي في المجتمع البدائي ، وقام الإنسان الذي انبهر بمحيطه بترجمة الطقس إلى أسطورة ، ولتكون الصورة هي مقدمة للفكرة التي ولفت آلية الحراك العفوي ، ثم الانتقال بهذا الحراك إلى محاولة التحكم به عبر أداء طقوس دينية أو فنية كالرقص في المناسبات والأعياد, وولادة حركات تمثيلية أداها الإنسان للخروج عن مألوفه .. وأفكار التقطهاوطورها فيما بعد الإغريق وأسسوا مسرحهم التراجيدي ، ومنذ ذلك الحين والمسرح يشكل عنصرا فنيا أساسيا في المجتمع ، ويرصد جوانب مختلفة من الحياة الأنسانية ، ومع كل مرحلة نجد أن المسرح يواكب تغيراتها وفق رؤى جدية غير تقليدية ، و تبعا للشرط ( الزمكاني ) شهد هذا الفن قدرة كبيرة على التجدد من المسرح التراجيدي الكلاسيكي الى الرومانسي والى كلاسك حديث إلى الواقعي والطبيعي والرمزي والسريالي واللامعقول ومسرح الغضب ، والسياسي وفي كل مرحلة من مراحل تطور المسرح تحمل بدون شك بعدا جديا وتجريبياً تتمثل إشكاليات تلك المرحلة وتعبر عن ظروفها الثقافية والاجتماعية والسياسية والاقتصادية , المسرح الجاد يؤكد قدرة المسرح على أستيعاب التجارب السابقة وإعادة صياغتها ، نحو الحداثة والخروج من العلبة الإيطالية إلى الفضاء المفتوح ، وتناول عناصر العرض المسرحي التي وضعها ستانسلافسكي ( التكامل والتوازن بين الكاتب والمخرج والممثل والجمهور) بطرق جديدة وبما أن أهم سمة في المسرح الجاد هي المعاصرة نحو التحولات المعرفية والتي هدمت كثيرا من الحواجز و كانت مقدمة لولادة الأفكار المعرفية الكونية ، فأثبت المسرح الجاد وجوده ليواكب الحداثة بكل مكوناتها ، و أثبت وجوده في العالم كله ، خلال العقدين الأخيرين من القرن العشرين ، حمل شرف ولادة مسرح اللامعقول على يد يوجين يونسكو وصموئيل بيكت وفرناندوا أرابال .. هو مسرح الكل بامتياز أوربي – عربي – أمريكي.. الكل ساهم ويساهم في تطويره ووضع خصائصه .. و يمتاز المسرح التجريبي بتجاوزه لكل ما هو مألوف وسائد ومتوارث و الإيتان التجريبي إمكانية تجاوز الخطوط الحمراء البنوية والشكلية من خلال ( جسد ، فضاء ، سينوغرافيا ، أدوات ) .. ومنها : - تفكيك النص و إلغاء سلطته ، أي إخضاع النص الأدبي للتجريب ، والتخلص من الفكرة ليقدم نفسه يحمل هم التجديد والتصدي لقضايا معاصرة ويوحد النظرة إليها عبر رؤيا متقدمة ،أو على الأقل رؤيا يمكننا من خلالها فهم ما يجري حولنا عبر صيغ جمالية وفنيةوفلسفية ، لكنها في جوهرها تمثل جزءا من مكاشفة يتصدى لها المسرح كفن أزلي باقٍ مادام الإنسان موجودا . السينوغرافيا والفضاء المسرحي ويتأتى دور التعبير الجسدي في توصيل الحالة الفنية وكأن الحركة هي اللغة التي يضاف إليها الإشارات والأيحاءات والعلامات والأدوات المتاحة لمحاكاة المتفرج .. أسئلة مطروحة أمام المسرح الجاد : تقف أمام المسرح الجاد كثير من الأسئلة ، ويحاول المسرحيون تجاوزها عبر المختبر المسرحي ، ومن هذه الأسئلة : لماذا لا تكون اطروحات العرض أكثر منطقية عبر توظيف عناصر العرض وفق توليفة متكاملة للغة والحركة والإشارة والعلامة ؟ لماذا لا يستفيد من التراث الشعبي ؟ ماذا عن الغموض ؟ - لماذا القسرية في إقصاء الخاص لصالح العام ؟ وهل يمكن أن ينجح ذلك ؟ - ماذا عن اللغة ؟ وهل هي عائق أمام انتشاره العالمي ؟ يبقى المسرح الجاد تجريب لضرورة من ضرورات الحياة بمجملها ، والمسرح يطرح أسئلة كبيرة وهذه إحدى مهامه الأساسية ، ويعكس إلى حد كبير الهواجس التي تعتري باطن الإنسان قبل ظاهره ، ورغم الأسئلة المطروحة وجديتها ، تجد المسرحية أفكارا وفلسفة للنص ،وبالتالي خلق فضاء أوسع للأداء عبر صيغ جمالية مؤثرة ذات دلالة معبرة .. كما توظف الإضاءة والحركة والموسيقى والرقص على حساب النص , المخرج هو المحور في العرض , الممثل هو أداة في تشكيل العرض الحركي . . جماليات التكوين الحركى فى العرض المسرحى / راندا طه
صفحة 1 من اصل 1
31102014
جماليات التكوين الحركى فى العرض المسرحى / راندا طه
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]
يرى جوليان هيلتون Julian Hilton[1] أن العرض المسرحى هو نتاج لثلاثة عناصر : المؤدى والفضاء المسرحى والزمن، ويستبعد هيلتون عنصرالنص من العناصر السابقة وذلك لوجود بعض أنماط من العروض كالعروض الأدائية التى لا يوجد لها نص مكتوب . والعرض المسرحى شكل متسلسل يتسم بالديناميكية والحركة المستمرة فى الزمن، ويختلف العرض المسرحى عن السينمائى فى كون العرض المسرحى منفتحاً على المشاركة الحية للجمهور[2]. كما أن العرض المسرحى عالم مختلف بأبعاده وتصميمه وألوانه ، يقوم فيه المخرج بالتجريب والمغامرة من خلال أدواته وخبراته ، ومن خلالها يشكل مفاهيمه الخاصة . والعرض المسرحى هو فى جوهره صورة مرئية وصوتية، فالصورة لابد أن تقول شيئاً ولابد أن يكون لها شكل متميز وتكوين مقصود فكرياً وجمالياً ترتاح له العين وتستوعب معانيه ، ويتكون العرض المسرحى من سلسلة من الصور المتتابعة ذات المغزى المتسق الذى يحكى قصة من خلال تكوينه المحدد بإطار معين [3].
وتطرح العروض المسرحية رؤى جديدة ومبتكرة تظهر كـصور Images بصرية وتكوينات يقوم المتلقى بتأويلها Interpretation وتفسيرها بأشكال متعددة. ويعتمد التكوين المسرحى على عناصر عديدة منها عنصر بالغ الأهمية وهو الحركة وذلك لاعتماد العرض المسرحى بالأساس عليها، ولولا الإيهام بالحركة ما كان المسرح. والحركة – فى جوهرها- هى التعبير المباشر المحسوس عن مبدأ الصيرورة أو التحولات (ميتامورفوسيس metamorphosis)، أو هى فى معنى آخر الرسم على إحداثيى الزمان والمكان، كما اعتبرها الفلاسفة التعبير الحقيقى عن استمرار الحياة من خلال الصراع ، واتخذت الحركة فى التكوين المسرحى مكانة متعاظمة فى المسرح العالمى المعاصر كما فى أعمال جروتوفسكى، بيتر بروك وآرين منوشكين[4] .
ولكل عرض مسرحى تكوين حركي تشكيلي تتداخل فيه التكوينات والمفردات من خلال حركة الممثل ، والعناصر والإضاءة والتى تخلق فى مجملها مفهوماً تشكيلياً جمالياً عند المتلقى[5] . والتكوين المسرحى الحركى مساحة لا متناهية من التغير والتشكل يشعر بها المتلقى من خلال لفت انتباهه بإعادة التكوين والتشكيل. وللتكوين الحركى جماليات ترتبط بالكتلة واللون والفراغ والموسيقى وكافة العناصر بشكل عام وتشكل نسقاً خاصاً مترابطاً يؤثر في الجمهور ، وأحياناً يرتبط التكوين المسرحى الحركى بالفنون التشكيلية إلا أنه يبقى دائما مرتبطاً بالجوانب التذوقية التي لاتخضع لقانون أو قاعدة. ولكل سينوغرافى أو مخرج وجهة نظر خاصة به ، وذلك قد يسبب صعوبة في بلوغ المعنى الشامل للتكوين – ربما برغم سهولة فهم التكوين – عند ذلك يمكن إدراك التكوين بتأمل الانسجام الحادث بين العناصر المختلفة التى تشكله. يتحدد نجاح أى تكوين مسرحى بتوافر عناصرعديدة هى: الوحدة والتنوع والاتساق والتضاد والتوازن والتأكيد فى بناء التكوينات المتتابعة والتى تظهر فى تتابع سريع لصياغة التكوين المسرحى ، ولابد من توافر التناسب فى التكوين مع مساحة المنصة ، وخلق التكوينات ذات القيمة التشكيلية الجمالية والموحية، وترتيب التكوينات فى تتابع يثير ذهن المتلقى ، وإذا لم يستطع المخرج أن يوائم بين عناصره وبين خصائص المنصة التى يجرى عليها العرض أو بحدوث نقص فى العناصر السابقة ، تتأثر الاستجابة المرجوة للجمهور ويفشل المخرج فى توصيل المعنى، أو يتسبب فى تشتيت ذهن الجمهور مهما كان التكوين جميلاً .
كما أن تكرار أنماط التكوين قد يصيب الايقاع بالملل، فالتكوينات المقسمة لنصفين من الشخصيات - على سبيل المثال- أو ترتيب الشخصيات على مسافات متساوية يصيب المتفرج بالآلية والتشتت إلا فى العروض التجريبية التى قد تلجأ لتلك التكوينات للإيحاء بضياع الانسان المعاصر . كما أن "الوحدة unity " بدون تنويعات متتابعة سرعان ما تفقد قدرتها على التأثير على المتفرج . أما الاتساق فيزيد الاحساس بالوحدة فى التكوين ، فمن خلاله تتداخل العناصر وتتفاعل لتكوين الشكل المميز . ويضفى" التضاد contrast" الحيوية على التكوين ، فالتضاد قد يكون فى اللون والديكور والملابس وحتى فى الحوار ، أوالتضاد بين مختلف الأفكار والتوجهات ، كما أن التضاد فى الحركة المسرحية يبرز الصراع الدرامى ، وبدون التضاد يتحول التكوين من كيان ديناميكى متفاعل إلى وضع استاتيكى راكد .
ومن عناصر التكوين المسرحى الأخرى : "الاتزانbalance " والذى يتكون من قوى" الشد tension" و"الانجذاب"attraction، وتعتمد درجات الشد فى التكوين المسرحى على المسافة بين الأشكال ، أو فى العلاقة بين الممثل والعناصر المشهدية والأثاث ، أما قوة الانجذاب أو الجاذبية فتؤثر على الاتزان وذلك بوضع أحد عناصر المنظر ثقيلة الوزن بشكل يتدلى فى المشهد مما يعطى إحساساً بالسقوط يؤدى بدوره للاحساس بعدم الاتزان . كما يمكن تصنيف الاتزان لنوعين هما : الاتزان المادى والاتزان النفسى. فالاتزان المادى يتم من خلال تعادل توزيع كتل التكوين على المسرح ، أما الاتزان النفسى فمن خلال تعادل قوى متضادة ومتصارعة غير ملموسة مادياً ، وتلك الطاقات النفسية تمنح الإحساس نوعاً من الوزن والكتلة وتتجسد فى الحركة والصوت والحديث والضوء واللون ، ويؤثر افتقاد الصورة المسرحية للتوازن بالسلب على العرض . كما يؤثر عنصر التأكيد على التكوين المسرحى ، وذلك من خلال اختيار المخرج مثلاً للشخصية التى ترتكز عليها أنظار الجمهور ، وينتقل التأكيد ويتغير بالضرورة من شخصية لأخرى مع تطور المشهد فى العرض، ومن خلال استخدام الأوضاع الجسدية والمساحات والمناطق والمسطحات والمستويات يؤكد المخرج على المعنى المطلوب. أما "الايقاع rhythm " فمن خلاله تُحَدَّد النسبة ما بين حجم المشهد المسرحى بالنسبة للمقياس الانسانى كما قد تصمم مشاهد ضخمة فى قياسها بالنسبة لحجم الممثل ، ويؤثر الايقاع على وحدة التكوين من خلال التكرار المنتظم المتتابع والمتنوع دون أن يصيب المتلقى بالملل .
أما الإحساس بالوحدة فيعد القيمة النهائية التى يسعى إليها المخرج فى عرضه ، ويعتمد الإحساس بالوحدة على التفاعل الايجابى بين العناصر السابقة (التنوع والاتساق والتضاد والتوازن والتأكيد والايقاع)، ويمكن تحديد عنصر الوحدة بكونها تعنى التفرد والاكتمال ، فكل تكوين هو وحدة متكاملة من خلال الاختيار الصحيح والترتيب والتكثيف، فكل عنصر فى التكوين يؤدى معنىً مطلوباً فى الصورة .
وكل العناصر السابقة مهمة للحركة كما للتكوين فالحركة بطبيعتها لغة بصرية ذات قيمة تعبيرية غير محدودة ، فصورة الحركة تنطبع فى شاشة المخيلة – بعكس الحوار الذى يحتاج ليقظة ذهنية وقدرة على الحفظ والاسترجاع- فالحركة قادرة على جذب العين والتمسك بها ، وتثير تشويق المتفرج وتبرز عوامل الصراع الدرامى والتعبير الحسى عن الانفعالات والمشاعر .
يُطلق مصطلح الحركة على التتابع ما بين عمليتى الاختفاء ثم ظهور وإعادة صياغة تكوين جديد ، والفترة الزمنية التى تحتلها الصورة على المنصة رهن بمدى أهميتها وثقلها وقوة الدفع الكامنة فيها، وعندما تتوقف الحركة وتلزم الشخصيات مواقعها يتكون للصورة معنى من خلال التكوين الذى تحتوى عليه. وتشكل عناصر التكوين وحدة عضوية وجمالية أمام المشاهدين لا تنفصل عن المعنى أو المضمون الفكرى للنص المسرحى . ويمكن تحليل تتابع الحركة المسرحية من خلال : ظهورصورة يعقبها اختفاء مع صياغة تكوين جديد ثم ظهور صورة .....إلخ .
المصادر:
1 - جوليان هيلتون . اتجاهات جديدة فى المسرح.ترجمة أمين الرباط .مركز اللغات والترجمة اكادمية الفنون.1995م.ص33
2 - جوليان هيلتون . اتجاهات جديدة فى المسرح.ترجمة أمين الرباط .مركز اللغات والترجمة اكادمية الفنون.1995م.ص19-20
3- نبيل راغب فن العرض المسرحى ..الشركة المصرية العالمية للنشر-لونجمان.1996.ص104
[4] - صالح سعد،ميتافيزيقا الحركة. :دراسات فى الدراما الحركية والرقص، الهيئة العامة لقصور الثقافة،1995، ص11- 24
4- صالح سعد،ميتافيزيقا الحركة. :دراسات فى الدراما الحركية والرقص، الهيئة العامة لقصور الثقافة،1995، ص11- 24
- نبيل راغب . فن العرض المسرحى . الشركة المصرية العالمية للنشر- لونجمان.1996.ص108
- نفس المصدر.ص110
- نفس المصدر.ص110
- نفس المصدر.ص111
نفس المصدر.ص113
ننفس المصدر.ص108-109
نفس المصدر.ص115
نفس المصدر.ص104
-W. Oren Parker. Scene Design & Stage Lighting. 2nd Edition. 1964. p60-61
- W. Oren Parker. Scene Design & Stage Lighting. 2nd Edition. 1964. p62
يرى جوليان هيلتون Julian Hilton[1] أن العرض المسرحى هو نتاج لثلاثة عناصر : المؤدى والفضاء المسرحى والزمن، ويستبعد هيلتون عنصرالنص من العناصر السابقة وذلك لوجود بعض أنماط من العروض كالعروض الأدائية التى لا يوجد لها نص مكتوب . والعرض المسرحى شكل متسلسل يتسم بالديناميكية والحركة المستمرة فى الزمن، ويختلف العرض المسرحى عن السينمائى فى كون العرض المسرحى منفتحاً على المشاركة الحية للجمهور[2]. كما أن العرض المسرحى عالم مختلف بأبعاده وتصميمه وألوانه ، يقوم فيه المخرج بالتجريب والمغامرة من خلال أدواته وخبراته ، ومن خلالها يشكل مفاهيمه الخاصة . والعرض المسرحى هو فى جوهره صورة مرئية وصوتية، فالصورة لابد أن تقول شيئاً ولابد أن يكون لها شكل متميز وتكوين مقصود فكرياً وجمالياً ترتاح له العين وتستوعب معانيه ، ويتكون العرض المسرحى من سلسلة من الصور المتتابعة ذات المغزى المتسق الذى يحكى قصة من خلال تكوينه المحدد بإطار معين [3].
وتطرح العروض المسرحية رؤى جديدة ومبتكرة تظهر كـصور Images بصرية وتكوينات يقوم المتلقى بتأويلها Interpretation وتفسيرها بأشكال متعددة. ويعتمد التكوين المسرحى على عناصر عديدة منها عنصر بالغ الأهمية وهو الحركة وذلك لاعتماد العرض المسرحى بالأساس عليها، ولولا الإيهام بالحركة ما كان المسرح. والحركة – فى جوهرها- هى التعبير المباشر المحسوس عن مبدأ الصيرورة أو التحولات (ميتامورفوسيس metamorphosis)، أو هى فى معنى آخر الرسم على إحداثيى الزمان والمكان، كما اعتبرها الفلاسفة التعبير الحقيقى عن استمرار الحياة من خلال الصراع ، واتخذت الحركة فى التكوين المسرحى مكانة متعاظمة فى المسرح العالمى المعاصر كما فى أعمال جروتوفسكى، بيتر بروك وآرين منوشكين[4] .
ولكل عرض مسرحى تكوين حركي تشكيلي تتداخل فيه التكوينات والمفردات من خلال حركة الممثل ، والعناصر والإضاءة والتى تخلق فى مجملها مفهوماً تشكيلياً جمالياً عند المتلقى[5] . والتكوين المسرحى الحركى مساحة لا متناهية من التغير والتشكل يشعر بها المتلقى من خلال لفت انتباهه بإعادة التكوين والتشكيل. وللتكوين الحركى جماليات ترتبط بالكتلة واللون والفراغ والموسيقى وكافة العناصر بشكل عام وتشكل نسقاً خاصاً مترابطاً يؤثر في الجمهور ، وأحياناً يرتبط التكوين المسرحى الحركى بالفنون التشكيلية إلا أنه يبقى دائما مرتبطاً بالجوانب التذوقية التي لاتخضع لقانون أو قاعدة. ولكل سينوغرافى أو مخرج وجهة نظر خاصة به ، وذلك قد يسبب صعوبة في بلوغ المعنى الشامل للتكوين – ربما برغم سهولة فهم التكوين – عند ذلك يمكن إدراك التكوين بتأمل الانسجام الحادث بين العناصر المختلفة التى تشكله. يتحدد نجاح أى تكوين مسرحى بتوافر عناصرعديدة هى: الوحدة والتنوع والاتساق والتضاد والتوازن والتأكيد فى بناء التكوينات المتتابعة والتى تظهر فى تتابع سريع لصياغة التكوين المسرحى ، ولابد من توافر التناسب فى التكوين مع مساحة المنصة ، وخلق التكوينات ذات القيمة التشكيلية الجمالية والموحية، وترتيب التكوينات فى تتابع يثير ذهن المتلقى ، وإذا لم يستطع المخرج أن يوائم بين عناصره وبين خصائص المنصة التى يجرى عليها العرض أو بحدوث نقص فى العناصر السابقة ، تتأثر الاستجابة المرجوة للجمهور ويفشل المخرج فى توصيل المعنى، أو يتسبب فى تشتيت ذهن الجمهور مهما كان التكوين جميلاً .
كما أن تكرار أنماط التكوين قد يصيب الايقاع بالملل، فالتكوينات المقسمة لنصفين من الشخصيات - على سبيل المثال- أو ترتيب الشخصيات على مسافات متساوية يصيب المتفرج بالآلية والتشتت إلا فى العروض التجريبية التى قد تلجأ لتلك التكوينات للإيحاء بضياع الانسان المعاصر . كما أن "الوحدة unity " بدون تنويعات متتابعة سرعان ما تفقد قدرتها على التأثير على المتفرج . أما الاتساق فيزيد الاحساس بالوحدة فى التكوين ، فمن خلاله تتداخل العناصر وتتفاعل لتكوين الشكل المميز . ويضفى" التضاد contrast" الحيوية على التكوين ، فالتضاد قد يكون فى اللون والديكور والملابس وحتى فى الحوار ، أوالتضاد بين مختلف الأفكار والتوجهات ، كما أن التضاد فى الحركة المسرحية يبرز الصراع الدرامى ، وبدون التضاد يتحول التكوين من كيان ديناميكى متفاعل إلى وضع استاتيكى راكد .
ومن عناصر التكوين المسرحى الأخرى : "الاتزانbalance " والذى يتكون من قوى" الشد tension" و"الانجذاب"attraction، وتعتمد درجات الشد فى التكوين المسرحى على المسافة بين الأشكال ، أو فى العلاقة بين الممثل والعناصر المشهدية والأثاث ، أما قوة الانجذاب أو الجاذبية فتؤثر على الاتزان وذلك بوضع أحد عناصر المنظر ثقيلة الوزن بشكل يتدلى فى المشهد مما يعطى إحساساً بالسقوط يؤدى بدوره للاحساس بعدم الاتزان . كما يمكن تصنيف الاتزان لنوعين هما : الاتزان المادى والاتزان النفسى. فالاتزان المادى يتم من خلال تعادل توزيع كتل التكوين على المسرح ، أما الاتزان النفسى فمن خلال تعادل قوى متضادة ومتصارعة غير ملموسة مادياً ، وتلك الطاقات النفسية تمنح الإحساس نوعاً من الوزن والكتلة وتتجسد فى الحركة والصوت والحديث والضوء واللون ، ويؤثر افتقاد الصورة المسرحية للتوازن بالسلب على العرض . كما يؤثر عنصر التأكيد على التكوين المسرحى ، وذلك من خلال اختيار المخرج مثلاً للشخصية التى ترتكز عليها أنظار الجمهور ، وينتقل التأكيد ويتغير بالضرورة من شخصية لأخرى مع تطور المشهد فى العرض، ومن خلال استخدام الأوضاع الجسدية والمساحات والمناطق والمسطحات والمستويات يؤكد المخرج على المعنى المطلوب. أما "الايقاع rhythm " فمن خلاله تُحَدَّد النسبة ما بين حجم المشهد المسرحى بالنسبة للمقياس الانسانى كما قد تصمم مشاهد ضخمة فى قياسها بالنسبة لحجم الممثل ، ويؤثر الايقاع على وحدة التكوين من خلال التكرار المنتظم المتتابع والمتنوع دون أن يصيب المتلقى بالملل .
أما الإحساس بالوحدة فيعد القيمة النهائية التى يسعى إليها المخرج فى عرضه ، ويعتمد الإحساس بالوحدة على التفاعل الايجابى بين العناصر السابقة (التنوع والاتساق والتضاد والتوازن والتأكيد والايقاع)، ويمكن تحديد عنصر الوحدة بكونها تعنى التفرد والاكتمال ، فكل تكوين هو وحدة متكاملة من خلال الاختيار الصحيح والترتيب والتكثيف، فكل عنصر فى التكوين يؤدى معنىً مطلوباً فى الصورة .
وكل العناصر السابقة مهمة للحركة كما للتكوين فالحركة بطبيعتها لغة بصرية ذات قيمة تعبيرية غير محدودة ، فصورة الحركة تنطبع فى شاشة المخيلة – بعكس الحوار الذى يحتاج ليقظة ذهنية وقدرة على الحفظ والاسترجاع- فالحركة قادرة على جذب العين والتمسك بها ، وتثير تشويق المتفرج وتبرز عوامل الصراع الدرامى والتعبير الحسى عن الانفعالات والمشاعر .
يُطلق مصطلح الحركة على التتابع ما بين عمليتى الاختفاء ثم ظهور وإعادة صياغة تكوين جديد ، والفترة الزمنية التى تحتلها الصورة على المنصة رهن بمدى أهميتها وثقلها وقوة الدفع الكامنة فيها، وعندما تتوقف الحركة وتلزم الشخصيات مواقعها يتكون للصورة معنى من خلال التكوين الذى تحتوى عليه. وتشكل عناصر التكوين وحدة عضوية وجمالية أمام المشاهدين لا تنفصل عن المعنى أو المضمون الفكرى للنص المسرحى . ويمكن تحليل تتابع الحركة المسرحية من خلال : ظهورصورة يعقبها اختفاء مع صياغة تكوين جديد ثم ظهور صورة .....إلخ .
المصادر:
1 - جوليان هيلتون . اتجاهات جديدة فى المسرح.ترجمة أمين الرباط .مركز اللغات والترجمة اكادمية الفنون.1995م.ص33
2 - جوليان هيلتون . اتجاهات جديدة فى المسرح.ترجمة أمين الرباط .مركز اللغات والترجمة اكادمية الفنون.1995م.ص19-20
3- نبيل راغب فن العرض المسرحى ..الشركة المصرية العالمية للنشر-لونجمان.1996.ص104
[4] - صالح سعد،ميتافيزيقا الحركة. :دراسات فى الدراما الحركية والرقص، الهيئة العامة لقصور الثقافة،1995، ص11- 24
4- صالح سعد،ميتافيزيقا الحركة. :دراسات فى الدراما الحركية والرقص، الهيئة العامة لقصور الثقافة،1995، ص11- 24
- نبيل راغب . فن العرض المسرحى . الشركة المصرية العالمية للنشر- لونجمان.1996.ص108
- نفس المصدر.ص110
- نفس المصدر.ص110
- نفس المصدر.ص111
نفس المصدر.ص113
ننفس المصدر.ص108-109
نفس المصدر.ص115
نفس المصدر.ص104
-W. Oren Parker. Scene Design & Stage Lighting. 2nd Edition. 1964. p60-61
- W. Oren Parker. Scene Design & Stage Lighting. 2nd Edition. 1964. p62
مواضيع مماثلة
» العرض المسرحى "هى وهى" على مسرح الصندرة
» العرض المسرحى "قريب جدا" على خشبة المسرح العائم
» ترجمة كتاب “جماليات الأداء- نظرية في علم جمال العرض” للمؤلف اريكا فيشر- ليشته
» العرض المسرحى "قريب جدا" على خشبة المسرح العائم
» ترجمة كتاب “جماليات الأداء- نظرية في علم جمال العرض” للمؤلف اريكا فيشر- ليشته
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
الثلاثاء 26 نوفمبر 2024, 11:41 pm من طرف الفنان محسن النصار
» شركة برمجيات في مصر – تك سوفت للحلول الذكية – Tec Soft for SMART solutions
الإثنين 25 نوفمبر 2024, 5:31 pm من طرف سها ياسر
» ذاتية المؤدي والتعبير في الأداء المسرحي تأليف جيمس هاملتون ترجمة أحمد عبد الفتاح
الخميس 21 نوفمبر 2024, 9:09 pm من طرف الفنان محسن النصار
» في الدورة الـ25 من أيام قرطاج المسرحية حضور فاعل لمسرحية (وين رايحين) لحيدر منعثر
الخميس 21 نوفمبر 2024, 8:30 pm من طرف الفنان محسن النصار
» أنثروبولوجيا المسرح / محسن النصار
الأربعاء 20 نوفمبر 2024, 9:59 pm من طرف الفنان محسن النصار
» أنثروبولوجيا المسرح / محسن النصار
الأربعاء 20 نوفمبر 2024, 9:59 pm من طرف الفنان محسن النصار
» نجاة نجم فعلها ومسرح الشارع سيد الموقف
الأربعاء 20 نوفمبر 2024, 6:01 pm من طرف الفنان محسن النصار
» أفضل شركة تصميم تطبيقات في مصر – تك سوفت للحلول الذكية – Tec Soft for SMART solutions
الثلاثاء 19 نوفمبر 2024, 11:36 am من طرف سها ياسر
» ضمن (مشروع صدى الأرض) وبدعوة من الشبكة الآسيوية للمسرح AMA ورشة oxygen مسرح المستحيل (بيت ابو عبد لله) للمبدع أنس عبد الصمد تحظى بنجاح كبير
الأربعاء 13 نوفمبر 2024, 11:05 pm من طرف الفنان محسن النصار