منتدى مجلة الفنون المسرحية
مرحبا بكم في منتدى مجلة الفنون المسرحية : نحو مسرح جديد ومتجدد

انضم إلى المنتدى ، فالأمر سريع وسهل

منتدى مجلة الفنون المسرحية
مرحبا بكم في منتدى مجلة الفنون المسرحية : نحو مسرح جديد ومتجدد
منتدى مجلة الفنون المسرحية
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.
بحـث
 
 

نتائج البحث
 


Rechercher بحث متقدم

المواضيع الأخيرة
» كتاب "الإخراج المسرحي " تأليف د. جميل حمداوي
مسرحية مونودراما "ابن فضلان في بلاد العربان " تأليف منصور عمايرة  Icon_minitime1السبت 30 مارس 2024, 12:20 am من طرف بلحول واسيني

» الهيئة العربية للمسرح تعلن قائمة العشرين في مسابقة تأليف نصوص الكبار 2023 ثلاثة وعشرون كاتباً أحتلت نصوصهم
مسرحية مونودراما "ابن فضلان في بلاد العربان " تأليف منصور عمايرة  Icon_minitime1الخميس 23 نوفمبر 2023, 4:43 am من طرف الفنان محسن النصار

» الهيئة العربية للمسرح تعلن قائمة العشرين في مسابقة تأليف النص المسرحي الموجه للأطفال من سن 6 إلى 18 سنة، في العام 2023 (النسخة 16) واحتل ثلاثة وعشرون نصا مسرحيا المراتب العشرين الأفضل
مسرحية مونودراما "ابن فضلان في بلاد العربان " تأليف منصور عمايرة  Icon_minitime1الخميس 23 نوفمبر 2023, 4:30 am من طرف الفنان محسن النصار

» فتح باب المشاركة في ملتقى بابل الدولي لفنون الشارع الدورة الرابعة مارس 2024
مسرحية مونودراما "ابن فضلان في بلاد العربان " تأليف منصور عمايرة  Icon_minitime1الثلاثاء 21 نوفمبر 2023, 1:00 am من طرف الفنان محسن النصار

» اختتام مهرجان اللواء الأخضر للمسرح الثنائي في دورته الأولى في اليمن
مسرحية مونودراما "ابن فضلان في بلاد العربان " تأليف منصور عمايرة  Icon_minitime1الثلاثاء 21 نوفمبر 2023, 12:57 am من طرف الفنان محسن النصار

» اختتام مهرجان اللواء الأخضر للمسرح الثنائي في دورته الأولى في اليمن
مسرحية مونودراما "ابن فضلان في بلاد العربان " تأليف منصور عمايرة  Icon_minitime1الثلاثاء 21 نوفمبر 2023, 12:57 am من طرف الفنان محسن النصار

» عرض مسرحية " عودة ترشيد " لفرقة مسرح العائلة في الشارقة
مسرحية مونودراما "ابن فضلان في بلاد العربان " تأليف منصور عمايرة  Icon_minitime1الثلاثاء 21 نوفمبر 2023, 12:54 am من طرف الفنان محسن النصار

» اسماعيل عبدالله :المهرجان في دورته الجديدة منصة مفتوحة للإبداعات العربية الأفضل والأجود
مسرحية مونودراما "ابن فضلان في بلاد العربان " تأليف منصور عمايرة  Icon_minitime1الأحد 15 أكتوبر 2023, 10:20 pm من طرف الفنان محسن النصار

» "من أجل الجنة إيكاروس" من مصر يفوز بجائزة أفضل عرض مسرحي في الدورة الثلاثين من مهرجان القاهرة الدولي للمسرح التجريبي
مسرحية مونودراما "ابن فضلان في بلاد العربان " تأليف منصور عمايرة  Icon_minitime1الثلاثاء 12 سبتمبر 2023, 11:05 pm من طرف الفنان محسن النصار

مكتبة الصور


مسرحية مونودراما "ابن فضلان في بلاد العربان " تأليف منصور عمايرة  Empty
أبريل 2024
الأحدالإثنينالثلاثاءالأربعاءالخميسالجمعةالسبت
 123456
78910111213
14151617181920
21222324252627
282930    

اليومية اليومية

تدفق ال RSS


Yahoo! 
MSN 
AOL 
Netvibes 
Bloglines 


تسجيل صفحاتك المفضلة في مواقع خارجية

تسجيل صفحاتك المفضلة في مواقع خارجية reddit      

قم بحفض و مشاطرة الرابط المسرح الجاد رمز تفتخر به الأنسانية على موقع حفض الصفحات

قم بحفض و مشاطرة الرابط منتدى مجلة الفنون المسرحية على موقع حفض الصفحات

مجلة الفنون المسرحية
مجلة الفنون المسرحيةتمثل القيم الجمالية والفكرية والفلسفية والثقافية والأجتماعية في المجتمع الأنسانيوتعتمد المسرج الجاد اساس لها وتقوم فكرة المسرح الجاد على أيجاد المضمون والشكل أو الرؤية؛ لكي تقدم بأفكار متقدمة من النواحي الجمالية والفلسفية والفكرية والثقافية والأجتماعية وتأكيدها في المسرحية ، وكلمة جاد مرتبطة بالجدية والحداثة التي تخاطب مختلف التيارات الفكرية والفلسفية والسياسية والعقائدية. بدأ المسرح كشكل طقسي في المجتمع البدائي ، وقام الإنسان الذي انبهر بمحيطه بترجمة الطقس إلى أسطورة ، ولتكون الصورة هي مقدمة للفكرة التي ولفت آلية الحراك العفوي ، ثم الانتقال بهذا الحراك إلى محاولة التحكم به عبر أداء طقوس دينية أو فنية كالرقص في المناسبات والأعياد, وولادة حركات تمثيلية أداها الإنسان للخروج عن مألوفه .. وأفكار التقطهاوطورها فيما بعد الإغريق وأسسوا مسرحهم التراجيدي ، ومنذ ذلك الحين والمسرح يشكل عنصرا فنيا أساسيا في المجتمع ، ويرصد جوانب مختلفة من الحياة الأنسانية ، ومع كل مرحلة نجد أن المسرح يواكب تغيراتها وفق رؤى جدية غير تقليدية ، و تبعا للشرط ( الزمكاني ) شهد هذا الفن قدرة كبيرة على التجدد من المسرح التراجيدي الكلاسيكي الى الرومانسي والى كلاسك حديث إلى الواقعي والطبيعي والرمزي والسريالي واللامعقول ومسرح الغضب ، والسياسي وفي كل مرحلة من مراحل تطور المسرح تحمل بدون شك بعدا جديا وتجريبياً تتمثل إشكاليات تلك المرحلة وتعبر عن ظروفها الثقافية والاجتماعية والسياسية والاقتصادية , المسرح الجاد يؤكد قدرة المسرح على أستيعاب التجارب السابقة وإعادة صياغتها ، نحو الحداثة والخروج من العلبة الإيطالية إلى الفضاء المفتوح ، وتناول عناصر العرض المسرحي التي وضعها ستانسلافسكي ( التكامل والتوازن بين الكاتب والمخرج والممثل والجمهور) بطرق جديدة وبما أن أهم سمة في المسرح الجاد هي المعاصرة نحو التحولات المعرفية والتي هدمت كثيرا من الحواجز و كانت مقدمة لولادة الأفكار المعرفية الكونية ، فأثبت المسرح الجاد وجوده ليواكب الحداثة بكل مكوناتها ، و أثبت وجوده في العالم كله ، خلال العقدين الأخيرين من القرن العشرين ، حمل شرف ولادة مسرح اللامعقول على يد يوجين يونسكو وصموئيل بيكت وفرناندوا أرابال .. هو مسرح الكل بامتياز أوربي – عربي – أمريكي.. الكل ساهم ويساهم في تطويره ووضع خصائصه .. و يمتاز المسرح التجريبي بتجاوزه لكل ما هو مألوف وسائد ومتوارث و الإيتان التجريبي إمكانية تجاوز الخطوط الحمراء البنوية والشكلية من خلال ( جسد ، فضاء ، سينوغرافيا ، أدوات ) .. ومنها : - تفكيك النص و إلغاء سلطته ، أي إخضاع النص الأدبي للتجريب ، والتخلص من الفكرة ليقدم نفسه يحمل هم التجديد والتصدي لقضايا معاصرة ويوحد النظرة إليها عبر رؤيا متقدمة ،أو على الأقل رؤيا يمكننا من خلالها فهم ما يجري حولنا عبر صيغ جمالية وفنيةوفلسفية ، لكنها في جوهرها تمثل جزءا من مكاشفة يتصدى لها المسرح كفن أزلي باقٍ مادام الإنسان موجودا . السينوغرافيا والفضاء المسرحي ويتأتى دور التعبير الجسدي في توصيل الحالة الفنية وكأن الحركة هي اللغة التي يضاف إليها الإشارات والأيحاءات والعلامات والأدوات المتاحة لمحاكاة المتفرج .. أسئلة مطروحة أمام المسرح الجاد : تقف أمام المسرح الجاد كثير من الأسئلة ، ويحاول المسرحيون تجاوزها عبر المختبر المسرحي ، ومن هذه الأسئلة : لماذا لا تكون اطروحات العرض أكثر منطقية عبر توظيف عناصر العرض وفق توليفة متكاملة للغة والحركة والإشارة والعلامة ؟ لماذا لا يستفيد من التراث الشعبي ؟ ماذا عن الغموض ؟ - لماذا القسرية في إقصاء الخاص لصالح العام ؟ وهل يمكن أن ينجح ذلك ؟ - ماذا عن اللغة ؟ وهل هي عائق أمام انتشاره العالمي ؟ يبقى المسرح الجاد تجريب لضرورة من ضرورات الحياة بمجملها ، والمسرح يطرح أسئلة كبيرة وهذه إحدى مهامه الأساسية ، ويعكس إلى حد كبير الهواجس التي تعتري باطن الإنسان قبل ظاهره ، ورغم الأسئلة المطروحة وجديتها ، تجد المسرحية أفكارا وفلسفة للنص ،وبالتالي خلق فضاء أوسع للأداء عبر صيغ جمالية مؤثرة ذات دلالة معبرة .. كما توظف الإضاءة والحركة والموسيقى والرقص على حساب النص , المخرج هو المحور في العرض , الممثل هو أداة في تشكيل العرض الحركي . .
تصويت

مسرحية مونودراما "ابن فضلان في بلاد العربان " تأليف منصور عمايرة

اذهب الى الأسفل

01092012

مُساهمة 

مسرحية مونودراما "ابن فضلان في بلاد العربان " تأليف منصور عمايرة  Empty مسرحية مونودراما "ابن فضلان في بلاد العربان " تأليف منصور عمايرة




الشخصيّات :
ابن فضلان


( المسرح، هناك حصان خشبي في الطرف الأيمن من المسرح، تمثال للخليفة في الطرف الأيسر من المسرح... بقرب التمثال أكمة )
( الضوء يبدو معتما، وتزول العتمة شيئا فشيئا، ويبقى الضوء خافتا )
( يسمع صوت قادم من بعيد يصل خافتا )
صوت: اللعنة عليك، أنت مطرود من حاشيتي.
( تسمع همهمات الحرس، وهم يقرعون الأرض بأقدامهم )
( الضوء يبدو أكثر سطوعا ويسلط على الطرف الأيمن من المسرح )
ابن فضلان : أستميحك عذرا يا مولاي أن تؤجلني بالإجابة عن هؤلاء القوم وهذه البلاد قليلا، حتى أنهي كل الأخبار التي أحملها لك كهدهد سليمان، و كجن سليمان الذي جاء بعرش بلقيس منكسا... فأنا طفت بلادا كثيرة أبحرها وبراريها مدنها وصحاريها... أتأمرني يا مولاي أن أخبرك عن تلك البلاد المهزولة، إذا كانت هذه رغبتك وأنت صاحب الأمر والنهي، سأقول لك بأن تلك البلاد، وأولئك الأقوام ضعفاء العزيمة، وأحصنتهم خشبية هي بلاد وأقوام تحكمها أنت.
صوت : " يبدو الصوت أكثر وضوحا، يسمع من مكان قريب "
اللعنة عليك يا ابن فضلان.
ابن فضلان : " ملتح وخط شعر لحيته الشيب، يدخل المسرح مدفوعا من الخلف بقوة، يسقط على الأرض، ينهض مثقلا متوكئا على يديه، يذرع المكان بخطوات طويلة وسريعة "
" تعتيم "
" تبدأ العتمة بالتلاشي "
ابن فضلان : " يرقد بين شواهد القبور... ينهض متثاقلا حزينا ومندفعا أحيانا... وهو يخاطب التمثال، تمثال الخليفة في الجانب الأيسر... يفضح الضوء تمثالا مركونا في طرف المسرح الأيسر"
ها أنا أعود يا مولاي من رحلة طويلة ومضنية، لا، لا يا مولاي أنا لا أتذمر بقولي مضنية، لكني وكما تعلم أنا إنسان، يداخله التعب والضنك، فيبدو على وجهي وقلبي؛ لهذا قلت كانت الرحلة مضنية، نعم، لم أجد فيها متعة مهما كانت صغيرة كبقية ثمالة في قعر كأس ماء، لا تروي عطش الجسد، أو كلمة لا تشفي ألم الروح.
" يصمت قليلا "
العفو يا مولاي أنا لم أعد إلى التذمر، وأنت ربما تراني كذلك، لكن غايتي أن أصدقك القول بكل المهمة التي شرفتني بها، نعم وكلفتني بها.
"وهو يقترب من الحصان الخشبي "
جئتك بخبر يقين... والله الأمر مضحك أترى تلك الأكمة؟ نعم، نعم تلك الأكمة التي هي في مرمى النظر، رأيت أقواما عاجزين عن الوصول إلى تلك الأكمة، هذا سبب كبير يجعلني استبعد المتعة في هذه الرحلة، أو قل أنساها، وأغمض عيني عنها، لأن الآخرين يبدون بحالة لا يصدقها أحد، هم غير قادرين على معرفة هذه الأكمة، أو كما يقال "وراء الأكمة ما وراءها " ليعرفوا ما يختبئ وراء الأكمة.
" صوت ضحك ينقلب إلى قهقهة "
نعم، من حقك أن تضحك على هؤلاء، من حقك أن تتمتع بالضحك.
" ضحك صاخب "
لا، لا يا مولاي لديهم أحصنة… المشكلة أن أحصنتهم خشبية، فاقدة القوى… نعم، يستطيعون أن يستعيضوا عنها بأشياء أخرى، لكن الأمر…
" يذرع المكان بخطوات طويلة وسريعة مرتين …"
لكن الأمر...
" يصمت وهو يفرك فروة رأسه بشده "
لكن الأمر...
" يصمت وهو يعبث بيديه "
لكن الأمر ليس بهذه البساطة.
" يقترب من الحصان الخشبي يخاطبه"
هناك أمور أكثر تعقيدا تزيد بعجزهم.
" يركض نحو التمثال، يقف أمامه "
نعم، نعم يامولاي، سأقول لك ما الذي يعجزهم.
” يقترب من التمثال ويهمس في أذنه "
هم صاروا كخشب مسندة.
" يضحك "
قواهم خائرة.
" يضحك "
نفوسهم غير قادرة على ولوج شيء.
" يبدو حزينا ويصمت قليلا "
" ينتقل بسرعة إلى جوار الحصان الخشبي، ويشير من بعيد إلى الأكمة "
لم تعد مقولة " اطلبوا العلم ولو في الصين " تقرع آذانهم.
" يشير إلى التمثال "
لمَ ؟ تسألني يا مولاي لمَ ؟ لأن الصين أصبحت بين ظهرانيهم.
" يذرع المكان بخطوات طويلة وسريعة "
انظر إلى هذه الأكمة… نعم، نعم هذه الأكمة القريبة، إنها بلاد الصين، خطوات قليلة، ألم أقل بأن بلاد الصين لم تعد بعيدة؟
" يقف في الطرف الأيمن من المسرح مبتعدا عن الحصان الخشبي، وهو يبدو حزينا منكسرا "
لكن الهمة بعيدة.
" يسير باتجاه الحصان بطيئا.. بطيئا وهو ينشد "
" وإذا كانت النفوس كبارا
تعبت في مرادها الأجسام "
"وهو يربت على الحصان الخشبي ويخاطبه بحزن "
الأجساد نائمة، كأن غمامة المُدام سكنت فيها لا تريد أن تبرحها.
" يضحك حزينا "
" يقترب من التمثال بخطوات وئيدة "
والنفوس وضيعة، كأنها استسلمت لفراغ الرأس من المخ.
" يضحك "
" ما للجمال مشيها وئيدا
أجندلا يحملن أم حديدا "
نعم، حديث مضحك وحزين كما تقول يا مولاي... وأنت تستحثني على معرفة تلك البلاد التي جلبت إليك الضحك الكثير، والحزن القليل من حيث تدري ولا تدري، إنها في أرض الله الواسعة.
لا تفتح عمورية عندهم بصراخ امرأة، ولا بإبادة وطن، أو ضياع وطن؟!
" يسرع إلى الحصان الخشبي يخاطبه "
ها أنا أعود، سأقول له: إن رحلة ابن فضلان جاءت بثمرها كله، إلى حد التخمة رأيت هناك أناسا أكثر حاجة برحلتي إليهم من الذهاب بأطراف الأرض، اسمع يا مولاي، والشاعر عندهم محقور، إنهم قوم لا يعرفون الشعر، نعم وأكثر من ذلك يضعون شعراءهم في السجون، والكلمة مقتولة، رأيت بأم عيني أصحاب الكلمة يسيرون في الطرقات بأحوال رثة وبؤس، نعم إنهم أقوام يغتالون الكلمة.
" يصمت قليلا وهو يسترق السماع للحصان الخشبي "
أسمعك تسألني عن هذه البلاد، وكم كنت أود ألا تسألني عنها، لهذا تظاهرت بالصمم والغفلة، ولكنك كررت السؤال ثلاث مرات، وها أنت تظهر لي دهشتك بأنه لم يعلمك أحد عن هذه البلاد من قبل، إن الدهشة
مفزعة عندما تفج الحقيقة.
سأعلمك عنها يا مولاي، لكني أريد أن أحدثك عنها حتى النهاية.
" يصمت قليلا، وهو يتمايل بنشوة النصر مبتعدا قليلا عن الحصان الخشبي"
جئتك يا مولاي بخبر يقين، وأنا أمشي في تلك البلاد التي فاضت بالصحراء، بلاد الصحراء العربية...
" يقترب من التمثال وهو مازال يترنح "
لمن هذه البلاد التي تطاول أهلها بالبنيان؟ نعم لديهم بنايات يقال لها ناطحة للسحاب، أنا موجع، ونادم، لكن ما الذي يشغل الغريب مثلي، إذا ما بقي صامتا لا يسأل أو لا يحير جوابا لسائل..؟
" يهمس للتمثال "
تستطيع أن تقول بأني وجدت المتعة بالأسئلة، واللذة بسماع الإجاية، إنها أبنية كرتونية، نعم، نعم أبنية من ورق كل ما فيها لم يصنعه أهل هذه الأرض... لا شيء فيها من صنعهم، خاوية من الحنين، لا تحوي ذكريات...
" هل غادر الشعراء من متردم
أم هل عرفت الدار بعد توهم "
" وهو يحتضن التمثال "
أقسم لك أن الشاعر لا يقدر على قول الشعر بين هذه البنايات المتطاولة، ولن يخطر ببباله ذكريات درستها الأيام، لكنها مليئة بالحنين الذي يوجع صدورنا، ولا نستطيع أن نغمض أعيينا عنه مهما كان قاسيا.
" يصمت قليلا، ويبدو زاهدا بالتمثال، يبتعد عنه خائفا منه "
في تلك البلاد سال النفط يغذي الآخرين، نعم، هذا شيء يشار إليه بالبنان عندما تمد للآخرين يدا.. ولكني حزين، لأن هذا النفط صار ينشر الجوع في بيوتهم ورأيت الفقر متربصا بهم...
" لو كان الفقر رجلا لقتلته "
أسواق الشعر هدمت، والجوع انتشر.
" يسرع إلى الحصان الخشبي يركبه "
هذا الحصان الأعجف لا يعنية الكمبيوتر والطائرات، عجبا، عجبا ما بالهم ...
" ينزل عن الحصان بسرعة، يأخذ المكان جيئة وذهابا، وهو يتمتم ويعبث بيديه "
وأنا أجول بأطراف تلك البلاد، قلت له من أين أنت أيها الفتى؟
" ينحني أمام التمثال "
بذلة وإنكسار أجابني، أنا من بلاد الصحراء العربية... ذات يوم كان للصحراء مجد، صحراء العربان الحارقة وهجت روحة لينطلق، ذات يوم كان لهم مجد.
" وهو يتحسس التمثال ويربت عليه "
لججت بأسئلة كثيرة متتالية، وكلما سألت سؤالا ندمت، لم يعد أحد يسمع كلمة.
أماتت الكلمة؟ إني أسمع صوتك هامسا على استحياء من بين أطراف الأسنان، ماتت الكلمة وعاش الدولار.
وهل صنعتموه؟ لم تصنعوه، غزاكم الدولار ولم تصنعوه!
" وهو مازال يتحسس التمثال "
وكلما قلت لنفسي سأصمت عن طرح أسئلة تستولد الإجابات أسئلة أخرى، فقلت بخضم تلك الأسئلة المحشورة في صدري، وماذا فعلتم؟ ماذا صنعتم ؟ " يبتعد عن التمثال صارخا " ماذا صنعتم ؟ ماذا فعلتم ؟
" يشير بيده إلى التمثال "
أرجوك ارفق بي، أنا فزع بإجابتك، نستخدم كل وسائل الحضارة والتقدم ...
" يقترب من التمثال "
أنا فرح، أنا فرح، أحس بنشوة الفرح، أرى أنكم ما زلتم تمدون للمجد يدا...
" إذا القوم مـدّوا بأيديهم
إلى المجد مـدّ إليه يدا "
" يصمت قليلا "
ماذا تقول؟ ماذا أسمع؟ أنت تفج سمعي بهذا الكلام الذي يطربني..
" يحضن التمثال"
تمدون أيديكم إلى كل ما صنعت الأيام؟ أنا فرح، انظر إلي، ألا ترى؟ تأخذني نشوة النصر، أنا سعيد بما أسمع، ولو أنكم اغتلتتم الشعر والكلمة والحكمة؛ لكنكم مازلتم تسجلون أسماءكم في الزمن.
" يصمت قليلا "
ما هذا الصوت الصارخ في وجهي؟
" ينتفض مبتعدا عن التمثال، وهو يسرع إلى الحصان الخشبي"
تسجلون أسماءكم في سجلات المستهلكين والمدينين من الدرجة الأولى.
" وهو يضرب الحصان بيده "
لم أفهم، لم أفهم... ، أسمعك، سيوفكم ثلمت؟
" يربت على الحصان "
أحمد الله؛ لأنكم لم تعودوا بحاجة للسيوف، هذا فضل ربكم.
" وهو يسترق السماع إلى الحصان الخشبي، يبتعد عنه فزعا "
لا، لا، لا تقول لي بأن عزيمتكم ثلمت، لا تقول، اشحذوها، اشحذوها. لا، لا. أتقول لي ما من همم، أغتلتم الهمم؟ وتقول لي إنها اختفت وراء الأكمة، هذه الأكمة القريبة؟
" وهو يبدو متبرما، يقترب من التمثال "
وتقول نعم؟ قالوا " وراء الكلمة ما وراءها " لا أريد أن أسمع هذا الكلام، لم تذهبوا إلى الأكمة، عجبا أسمع، وتقول لم العجب؟ كيف تقدرون على شحذ الهمم؟ كيف تفرحون لسماع الشعر وقول الكلمة ؟
" وهو يبتعد عن التمثال يسرع إلى الحصان الخشبي، يركبه"
سأرحل من فوري.
" وهو يخاطب الحصان الخشبي"
لمن هذه الديار، أتقول إنها الديار الشرقية من الأرض العربية؟ جلت دياركم أبحث عن مدنكم العتيقة، لم أجد لها وجها. أتماهت فيها كل الأقنعة؟ لله دركم؟ أضاعت؟ وضاعت غيرها؟ وقطعوا البلاد وشردوا العباد؟ لم أسمع بهذه الكلمة من قبل... قطعوا... قطعوا " يردد قطعوا " أنا راحل من هنا.
انظر يا حصاني مابال الشباب والشيوخ يتمسكون بتلك الأبواب الحديدية المؤصدة؟ أنت؟
" وهو يخاطب الحصان "
نعم أنت، مابالكم تقفون على الأبواب الحديدية مثقلون بالهموهم؟ صرتم تقفون طوابير على أبواب أمريكا وأوروبا حبا بالشبع، ورغبة برؤية حياة خالية من الاكتئاب والحزن؟
" وهو يخاطب الحصان الخشبي "
سأرحل إلى الصحراء، إلى أقاصي الصحراء...
" وهو يسترق السماع إلى الحصان الخشبي "
أسمعك تضحك، لماذا تضحك؟ وضحكك صاخب، توقف توقف.
" يلطم الحصان الخشبي "
لم تعد لك ... الصحراء لم تعد لك؟
" وهو يتعلق بالحصان الخشبي "
الصحراء؟!
لا تتهمني بالغربة، لست غريبا، لكن كلامك عن الصحراء يوجعني... ما بالها مابالها؟ أبيعت بالدولار؟ لله دركم أيها العربان...؟ لله دركم، أغواكم الدولار! أحدثتم أشياء كثيرة في بلادكم.
" وهو مازال يتعلق بالحصان الخشبي يخاطبه "
أتقول الكل يهرع وراء الدولار؟ ولا قول في هذا الزمن إلا للدولار.
" ينزل عن الحصان فزعا، ينتقل من مكان إلى آخر بخطوات واسعة وسريعة ... يقفز فوق الحصان الخشبي، يلبث قليلا، ينزل، يذرع المكان مرة ثانية ... يقترب من التمثال "
عمّ تبحث؟ الصحراء لم تعد تستولد الشعر ولا العزيمة، تستولد " البترول " النفط ... لا بأس، لا بأس، مازلتم أسياد الصحراء، أرجوك لا تقل لي بأني واهم، ماذا أسمع ؟ هيهات هيهات ؟! ورأسي ذهبت بعيدا؟
" ضحك ساخر "
أسمع ضحكا ساخرا، ماذا؟ الصحراء والنفط لمن يملك الدولار...؟ ألم تعد لكم الصحراء برمالها وحرها؟ أرحلت؟ لم يبق لكم شيء؟
" يقترب من الحصان يعانقه "
" فإن تبغني في حلْقة القوم تلقنـي
وإن تلتمسني في الحوانيت تصطد"
" وهو يخاطب الحصان "
سأرحل ضاقت بي دياركم، قد ضاق هذا العيش بي، أين المفر؟
" وهو يقترب من التمثال منكسرا حزينا "
أستميحك عذرا يا مولاي أن تؤجلني بالإجابة عن هؤلاء القوم وهذه البلاد قليلا، حتى أنهي كل الأخبار التي أحملها لك كهدهد سليمان، و كجن سليمان الذي جاء بعرش بلقيس منكسا... فأنا طفت بلادا كثيرة أبحرها وبراريها مدنها وصحاريها... أتأمرني يا مولاي أن أخبرك عن تلك البلاد المهزولة، إذا كانت هذه رغبتك وأنت صاحب الأمر والنهي، سأقول لك بأن تلك البلاد، وأولئك الأقوام ضعفاء العزيمة، وأحصنتهم خشبية هي بلاد وأقوام تحكمها أنت.
" يبدأ المسرح بالتعتيم، تسمع صوت جلبة وصراخ في الخارج... وحركة جنود، يفضح الضوء ابن فضلان وهو في السجن وبقربه الحصان الخشبي، وبدا تمثال الخليفة بعيدا، اختفت الأكمة، وظهرت شواهد القبور قرب التمثال "
" يقترب من التمثال"
كيف تحاكمونني بتهمة الخيانة، تقولون يا مولاي ... أنا لا أوجه لك اتهماما ، بل أفتح عينيك على أمانة كلفتني بها، راودتك نفسك أن تزهو قليلا في مجدك بأطراف الأرض، وكلفتني بالرحيل، لكني لم أستطع الوصول إلى تلك الأطراف، ولم أنجز المهمة، لأني بقيت أدور في مكاني، في الأرض التي تحكمها.
" يقترب من الحصان الخشبي "
خنت الأمانة ؟!
" يصمت قليلا "
لم أخن الأمانة، جئتك بخبر يقين.
" يصمت قليلا، وهو يجلس أمام التمثال راكعا "
نعم، نعم لم أقم بالمهمة أصلا، كنت أود القيام بكل ما طلبت مني يا سيدي، أن أذهب إلى تلك البلاد لأرى ما فيها، ننقل لها صورتنا التي نود أن تكون، ننقل لها ثقافتنا، لكني وأنا في وسط الطريق هجم علي في عرض البحر قراصنة، لم تكن سحناتهم غريبة عني، إنهم يشبهونني، نعم يا مولاي يشبهونني، وأكثر من ذلك إنهم يتكلمون لغتي، أخذوني رهينة، وسرقوا كل ما كان معي في القافلة المنطلقة إلى بلاد الظلمات التي أرسلتني إليها، وجدت نفسي في ظلمات، كانوا يعيشون في ظلمات، الصحيح لم يؤذوني، كم وددت لو أنني لم أشرع بتلك الرحلة، رأيت أشياء تدمي قلبي، وتدمع عيني، أشياء لن يقبلها عاقل لبني البشر، أترى يا مولاي، وأنت تخاطب الغيمة " امطري حيث شئت فخراجك لي " كان القراصنة جوعى، كان القراصنة مغبونين، محرومين من الحقوق، خرجوا على الناس فصاروا يقطعون الطرق في البحر والبر، وقالوا " الجوع كافر" ومرة ثانية أسمعك يا مولاي تقول " لو كان الفقر رجلا لقتلته"
" يصمت وهو يزحف مقتربا من التمثال "
الحقيقة كانت أكبر من ذلك.
" يبدو أكثر حزنا، ينهض ويهرول بخطوات سريعة وطويلة في المسرح، وهو يقترب من التمثال "
كانت الحقيقة أكبر من ذلك، كان الفقر أوطانا، رجالا نساء صبية، انتشر الجوع..
" يصمت يسرع إلى الحصان الخشبي.. يركب الحصان الخشبي.. "
وأنتم تريدون محاكمتي على الخيانة؛ لأني لم أصل إلى تلك البلاد التي سنفتخر بأننا نشرنا فيها ثقافتنا، ولكننا أغمضنا عيوننا عن قراصنة من بني جلدتنا وقومنا، يسرقون الناس في بحرهم وصحرائهم.
" يصمت قليلا "
جئتكم بخبر يقين، وأنا أدور في بلاد العربان، رأيت الناس يقطنون المقابر... وسادتهم يرددون " أنا ربكم الأعلى ".
" من علم الأسود المخصي مكرمةً
أ قومه البيض أم آباؤه الصيد "
" يصمت قليلا "
وأنتم تريدون مني أن أبلغ ثقافتنا كما تقولون إلى أطراف الدنيا.
" بصوت عال "
وأنا لست حرا ... ما الثقافة إذا لم تكن حرية؟ ما الثقافة إذا لم نأكل ونشبع؟ ما الثقافة إذا لم تكن هناك كلمة؟ أليست كلمة حق عند سلطان جائر هي أعظم الكلام؟
" وهو يخاطب الحصان الخشبي "
أثقافة جفاء وغلظة؟ ثياب قصيرة بدوية، ونعال صحراوية، أهذا الدين؟ لا أعرف، لا أعرف، أحس برأسي فارغة.
" يصمت قليلا، ويخاطب الحصان الخشبي "
ما الدين إذا وضعنا كمامات على أفواه الناس؟ ما الدين إذا ألزمنا نفوسنا ذلها وهوانها ونحن نردد : في فمي ماء ماء ماء؟!
" يصمت قليلا "
هذه البلاد يا مولاي، هي أحق بنشر الثقافة فيها من تلك القابعة في أطراف الدنيا ونهاياتها.
" يصمت... ينزل عن الحصان يقترب من التمثال... "
جئتك بخبر يقين، وأنا في بلاد العربان كانت السجون ملأى بالناس.
" يتعلق بالتمثال "
جئتك بخبر يقين، وأنا في بلاد العربان لم يعد هناك من يقرأ.
" يصمت قليلا "
أتوجد في هذه البلاد رؤى؟
" يدور حول نفسه يبحث عن شيء "
ها أنا أبحث علني أعثر عليها...
" وهو يضرب كفا بأخرى "
هاهي يداك فارغتان الآن، متى أعثر على ذاك الشيء الضائع؟
" يسير باتجاه الحصان ... يركبه، تسمع أصوات مرعبه وأصوات أناس يصرخون ويتراكضون، ينتقل بسرعة خائفا من مكان إلى آخر، يلتجئ إلى التمثال، يتمتم بصوت غير مسموع، يحاول الاحتماء بالتمثال "
إنه لا يحرك ساكنا كيف تحتمي بتمثال؟
" يتمتم، يهرول إلى الحصان، يمتطيه، يستحثه على الهرب بسرعة "
إنه خشبي، كيف ينجيك حصان خشبي من هذا الفزع ؟
" وهو يخاطب التمثال "
أنت، نعم أنت، ماذا يحدث؟ لصوص يقتلون الناس ويحرقون البلاد والعباد.
" نيرون " مجنون روما ما زال يعيش بينكم؟ ماذا؟ نيرون لم يمت، جاء نيرون من مكان بعيد فالتقى بنيرون يعيش بينكم فاحترقت البلاد والعباد.
" يدور في المسرح من مكان إلى آخر وهو يردد "
اللصوص اللصوص.
" يصمت قليلا "
أنا نيرون بإرادتي تتطهر الأوطان.
" يصمت قليلا "
وأنا نيرون باسم العنجهية سأحكم البلاد والعباد.
" يهرول باتجاه الحصان الخشبي "
أسمعت أيها الحصان الأعجف المهزوم...؟
" وهو يقترب من شواهد القبور يخاطبها "
وأنتم ماذا تفعلون في هذه المقبرة؟ أنتم سكان المقابر، تنامون هنا، تعيشون بين الأموات، أنا أحسدكم، أراكم تتشابهون مع الأموات في حالة النوم السرمدي.
" وهو يقترب من التمثال"
أسمعت؟ هم مطرودون من رحمة الحكام.
" يسرع إلى الحصان يركبه "
جئتك بخبر يقين، وأنا في بلاد العربان كان عرابو النفط يسرقونه، وأهله غافلون.
" حرام على بلابله الدوح
حلال للطير من كل جنس "
" يسرع إلى التمثال يخاطبه منحنيا "
وجئتك بخبر يقين، لا، لا يا مولاي ليسوا غوغاء، إنهم محرومون.
" وهو يشير إلى رأسه "
لا يكون كل شيء في الحياة بالتفكير، هناك شيء آخر يحس بوجود الحياة..
" يشير إلى صدره "
إنه القلب.
" يجثو أمام التمثال، يتعلق به.. يضحك "
دع الأمور خفيّة.
تريد إصلاح العالم، وأنت غير قادر على إصلاح أرض رعيتك التي ورثتها كما تقول من الله وحده.
" يضحك ويبدو حزينا "
من الله وحده! وبقيت تمارس علينا غواية الوصاية؟
" يبتعد قليلا عن التمثال وهو مازال جاثيا أمامه، يبدو مضطربا يحرك يديه ورأسه تارة، ويعبث بشعر رأسه ولحيته تارة أخرى "
من الله وحده! وبقينا نصدق أنك ظل الله في الأرض؟
" يتعلق بالتمثال، يهمس إليه "
دع الأمور خفيّة.
" يصمت... يتجه صوب الحصان الخشبي بخطوات وئيدة، يركب الحصان الخشبي، ينهره، ينهره ثانية وثالثة، يبقى ثابتا... يخاطب الحصان "
تسألني لمن أنتصر، أنتصر للكلمة، للشعر بعيدا عن مهاوى ردى التفكير الذاتي... أبحث عن روحي الموجودة هنا، بعدئذ يمكنني الرحيل لأروي للآخر ما يوجد عندنا، كيف أرحل وجوفي جائع، وحقي ضائع؟ كيف أرحل وحصاني خشبي؟
كيف أرحل ونحن أمة مدججة بالهزائم، والبؤس، والضعف والفرقة، نحن أمة مدججة بالفقر والفساد واللصوص، ونهب ثروات الأمة وحرمان الآخر؟ كيف أرحل والحروب الأهليه تمزقني، ويمارس علينا الإرهاب بشبقية إلى حد الجنون؟
ليس هناك راحة أو طمأنينة، كثر النخاسون، كثر المشردون وسكان المقابر، كثر المنافقون، وعصفت بنا سلطة تقمعنا، كيف أرحل؟
" ينهار ويسقط على الأرض قرب التمثال، يزحف إلى الحصان الخشبي، يحاول التشبث به أكثر من مرة "
أين المفر؟ سأهرب من هنا، كيف الهرب؟
" وهو يتعلق بالحصان الخشبي "
نعم هذا الحصان ينجيني، سأرحل، يبدو حصانا أعجف لكني سأرحل... أين سترحل؟ الفقر والإرهاب والجوع واللصوص، الجميع يتربص بك؟
آه ! ما هذا الحزن البليد؟
" يحاول التعلق بالحصان الخشبي... يفشل "
أنا طفل صغير، رق لحالي، أغنيك كالأطفال.
" يردد الغناء وهو يزحف من مكان إلى آخر "
يا حصان يا حصان،
خذني برأفة وحنان،
أبغي النوم بأمان.
" يحاول التعلق بالحصان الخشبي مرة ومرة ومرة ... يفشل "
" يبقى ممدا، يطغى عليه اليأس "
لم يبق لك شيء تستطيع أن تلوذ به.
" وهو ينظر إلى الحصان الخشبي "
لا، لا هناك المقبرة، نعم، المقبرة، عليك بها، اظفر بالمقبرة، بالمقبرة تكون لك أقل الخسائر، هذا صحيح، لست ميتا ولا حيا، وتعيش على هامش حياة مليئة بكل الفوضى، لكنك في مأمن من السطوات، لا مطمع لهم بك.
" يزحف إلى المقبرة "
ها هي المقبرة، هنا يرقد ابن فضلان بسلام... ( ادخلوها بسلام آمنين ) يتكور قرب شاهد القبر... يبدأ التعتيم... تعتيم...
ستار

منصور عمايرة
كاتب أردني 2009
الفنان محسن النصار
الفنان محسن النصار
مدير هيئة التحرير

الجنس : ذكر
عدد المساهمات : 3277
تكريم وشكر وتقدير : 5358
تاريخ الميلاد : 20/06/1965
تاريخ التسجيل : 12/10/2010
العمر : 58
الموقع الموقع : http://theatermaga.blogspot.com/

https://theaterarts.yoo7.com

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

مُشاطرة هذه المقالة على: reddit
- مواضيع مماثلة

 
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى