منتدى مجلة الفنون المسرحية
مرحبا بكم في منتدى مجلة الفنون المسرحية : نحو مسرح جديد ومتجدد

انضم إلى المنتدى ، فالأمر سريع وسهل

منتدى مجلة الفنون المسرحية
مرحبا بكم في منتدى مجلة الفنون المسرحية : نحو مسرح جديد ومتجدد
منتدى مجلة الفنون المسرحية
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.
بحـث
 
 

نتائج البحث
 


Rechercher بحث متقدم

المواضيع الأخيرة
» أنثروبولوجيا المسرح / محسن النصار
"المسرح العربي ما بعد الدراما" د.حسن المنيعي Icon_minitime1أمس في 9:59 pm من طرف الفنان محسن النصار

» أنثروبولوجيا المسرح / محسن النصار
"المسرح العربي ما بعد الدراما" د.حسن المنيعي Icon_minitime1أمس في 9:59 pm من طرف الفنان محسن النصار

» نجاة نجم فعلها ومسرح الشارع سيد الموقف
"المسرح العربي ما بعد الدراما" د.حسن المنيعي Icon_minitime1أمس في 6:01 pm من طرف الفنان محسن النصار

» أفضل شركة تصميم تطبيقات في مصر – تك سوفت للحلول الذكية – Tec Soft for SMART solutions
"المسرح العربي ما بعد الدراما" د.حسن المنيعي Icon_minitime1الثلاثاء 19 نوفمبر 2024, 11:36 am من طرف سها ياسر

» ضمن (مشروع صدى الأرض) وبدعوة من الشبكة الآسيوية للمسرح AMA ورشة oxygen مسرح المستحيل (بيت ابو عبد لله) للمبدع أنس عبد الصمد تحظى بنجاح كبير
"المسرح العربي ما بعد الدراما" د.حسن المنيعي Icon_minitime1الأربعاء 13 نوفمبر 2024, 11:05 pm من طرف الفنان محسن النصار

» الإعلان عن الفائزين في مسابقة الدوبلاج لمهرجان القاهرة الدولي للطفل العربي والتي حملت الدورة اسم المسرحي الكبير عصام السيد
"المسرح العربي ما بعد الدراما" د.حسن المنيعي Icon_minitime1الأربعاء 13 نوفمبر 2024, 11:01 pm من طرف الفنان محسن النصار

» المكان هوية في مسرحية الحاكم بأمر الله
"المسرح العربي ما بعد الدراما" د.حسن المنيعي Icon_minitime1الأربعاء 13 نوفمبر 2024, 10:56 pm من طرف الفنان محسن النصار

» العرض المسرحي " الجدار " على مسرح الرشيد
"المسرح العربي ما بعد الدراما" د.حسن المنيعي Icon_minitime1الخميس 07 نوفمبر 2024, 10:38 pm من طرف الفنان محسن النصار

» أثر مسرحة المناهج في تطوير العملية التعليمية التعلمية داخل السياق الجامعي
"المسرح العربي ما بعد الدراما" د.حسن المنيعي Icon_minitime1الأربعاء 06 نوفمبر 2024, 11:37 pm من طرف الفنان محسن النصار

مكتبة الصور


"المسرح العربي ما بعد الدراما" د.حسن المنيعي Empty
نوفمبر 2024
الأحدالإثنينالثلاثاءالأربعاءالخميسالجمعةالسبت
     12
3456789
10111213141516
17181920212223
24252627282930

اليومية اليومية

تدفق ال RSS


Yahoo! 
MSN 
AOL 
Netvibes 
Bloglines 


تسجيل صفحاتك المفضلة في مواقع خارجية

تسجيل صفحاتك المفضلة في مواقع خارجية reddit      

قم بحفض و مشاطرة الرابط المسرح الجاد رمز تفتخر به الأنسانية على موقع حفض الصفحات

قم بحفض و مشاطرة الرابط منتدى مجلة الفنون المسرحية على موقع حفض الصفحات

مجلة الفنون المسرحية
مجلة الفنون المسرحيةتمثل القيم الجمالية والفكرية والفلسفية والثقافية والأجتماعية في المجتمع الأنسانيوتعتمد المسرج الجاد اساس لها وتقوم فكرة المسرح الجاد على أيجاد المضمون والشكل أو الرؤية؛ لكي تقدم بأفكار متقدمة من النواحي الجمالية والفلسفية والفكرية والثقافية والأجتماعية وتأكيدها في المسرحية ، وكلمة جاد مرتبطة بالجدية والحداثة التي تخاطب مختلف التيارات الفكرية والفلسفية والسياسية والعقائدية. بدأ المسرح كشكل طقسي في المجتمع البدائي ، وقام الإنسان الذي انبهر بمحيطه بترجمة الطقس إلى أسطورة ، ولتكون الصورة هي مقدمة للفكرة التي ولفت آلية الحراك العفوي ، ثم الانتقال بهذا الحراك إلى محاولة التحكم به عبر أداء طقوس دينية أو فنية كالرقص في المناسبات والأعياد, وولادة حركات تمثيلية أداها الإنسان للخروج عن مألوفه .. وأفكار التقطهاوطورها فيما بعد الإغريق وأسسوا مسرحهم التراجيدي ، ومنذ ذلك الحين والمسرح يشكل عنصرا فنيا أساسيا في المجتمع ، ويرصد جوانب مختلفة من الحياة الأنسانية ، ومع كل مرحلة نجد أن المسرح يواكب تغيراتها وفق رؤى جدية غير تقليدية ، و تبعا للشرط ( الزمكاني ) شهد هذا الفن قدرة كبيرة على التجدد من المسرح التراجيدي الكلاسيكي الى الرومانسي والى كلاسك حديث إلى الواقعي والطبيعي والرمزي والسريالي واللامعقول ومسرح الغضب ، والسياسي وفي كل مرحلة من مراحل تطور المسرح تحمل بدون شك بعدا جديا وتجريبياً تتمثل إشكاليات تلك المرحلة وتعبر عن ظروفها الثقافية والاجتماعية والسياسية والاقتصادية , المسرح الجاد يؤكد قدرة المسرح على أستيعاب التجارب السابقة وإعادة صياغتها ، نحو الحداثة والخروج من العلبة الإيطالية إلى الفضاء المفتوح ، وتناول عناصر العرض المسرحي التي وضعها ستانسلافسكي ( التكامل والتوازن بين الكاتب والمخرج والممثل والجمهور) بطرق جديدة وبما أن أهم سمة في المسرح الجاد هي المعاصرة نحو التحولات المعرفية والتي هدمت كثيرا من الحواجز و كانت مقدمة لولادة الأفكار المعرفية الكونية ، فأثبت المسرح الجاد وجوده ليواكب الحداثة بكل مكوناتها ، و أثبت وجوده في العالم كله ، خلال العقدين الأخيرين من القرن العشرين ، حمل شرف ولادة مسرح اللامعقول على يد يوجين يونسكو وصموئيل بيكت وفرناندوا أرابال .. هو مسرح الكل بامتياز أوربي – عربي – أمريكي.. الكل ساهم ويساهم في تطويره ووضع خصائصه .. و يمتاز المسرح التجريبي بتجاوزه لكل ما هو مألوف وسائد ومتوارث و الإيتان التجريبي إمكانية تجاوز الخطوط الحمراء البنوية والشكلية من خلال ( جسد ، فضاء ، سينوغرافيا ، أدوات ) .. ومنها : - تفكيك النص و إلغاء سلطته ، أي إخضاع النص الأدبي للتجريب ، والتخلص من الفكرة ليقدم نفسه يحمل هم التجديد والتصدي لقضايا معاصرة ويوحد النظرة إليها عبر رؤيا متقدمة ،أو على الأقل رؤيا يمكننا من خلالها فهم ما يجري حولنا عبر صيغ جمالية وفنيةوفلسفية ، لكنها في جوهرها تمثل جزءا من مكاشفة يتصدى لها المسرح كفن أزلي باقٍ مادام الإنسان موجودا . السينوغرافيا والفضاء المسرحي ويتأتى دور التعبير الجسدي في توصيل الحالة الفنية وكأن الحركة هي اللغة التي يضاف إليها الإشارات والأيحاءات والعلامات والأدوات المتاحة لمحاكاة المتفرج .. أسئلة مطروحة أمام المسرح الجاد : تقف أمام المسرح الجاد كثير من الأسئلة ، ويحاول المسرحيون تجاوزها عبر المختبر المسرحي ، ومن هذه الأسئلة : لماذا لا تكون اطروحات العرض أكثر منطقية عبر توظيف عناصر العرض وفق توليفة متكاملة للغة والحركة والإشارة والعلامة ؟ لماذا لا يستفيد من التراث الشعبي ؟ ماذا عن الغموض ؟ - لماذا القسرية في إقصاء الخاص لصالح العام ؟ وهل يمكن أن ينجح ذلك ؟ - ماذا عن اللغة ؟ وهل هي عائق أمام انتشاره العالمي ؟ يبقى المسرح الجاد تجريب لضرورة من ضرورات الحياة بمجملها ، والمسرح يطرح أسئلة كبيرة وهذه إحدى مهامه الأساسية ، ويعكس إلى حد كبير الهواجس التي تعتري باطن الإنسان قبل ظاهره ، ورغم الأسئلة المطروحة وجديتها ، تجد المسرحية أفكارا وفلسفة للنص ،وبالتالي خلق فضاء أوسع للأداء عبر صيغ جمالية مؤثرة ذات دلالة معبرة .. كما توظف الإضاءة والحركة والموسيقى والرقص على حساب النص , المخرج هو المحور في العرض , الممثل هو أداة في تشكيل العرض الحركي . .
تصويت

"المسرح العربي ما بعد الدراما" د.حسن المنيعي

اذهب الى الأسفل

27102011

مُساهمة 

"المسرح العربي ما بعد الدراما" د.حسن المنيعي Empty "المسرح العربي ما بعد الدراما" د.حسن المنيعي





المسرح العربي ما بعد
الدراما

د.حسن المنيعي
(مدخــل
)





  • 1) تقـديـم

لم يكن
للعرب تقليد مسرحي كما هو الشأن في الغرب مع أن تراثهم القديم يفيض بأشكال
فرجوية تنعكس في طقوسهم الدينية والدنيوية، وفي فنون القول، والمناظرة، والسمر،
والفروسية. والتشخيص التلقائي وكنا في حكايات العوام ونوادرهم.

لهذا، فبدل تحويل مكونات هذا
التراث إلى صيغ مسرحية وتطويرها في ارتباط وثيق بواقعهم الاجتماعي وامتداده
التاريخي، انتظروا طويلا: أي إلى حدود منتصف القرن التاسع عشر لدخول عالم
المسرح بصيغته الإيطالية عبر بوابة الغرب، وتحديداً عبر " موليير " الكاتب
الفرنسي ومسرحيته الشهيرة " البخيل ".

من هنا، فليس صدفة أن تحظى
الكوميديا باهتمام العديد من الكتاب العرب، وأن تكون منطلقاً لبروز عملية
اقتباس وتأليف وإعداد مسرحي، قبل أن تفسح المجال أمام مسرح اجتماعي، تاريخي
وسياسي أنتجه كتاب مرموقون ومخرجون صقلوا مواهبهم في الغرب، وحاولوا – قدر
الإمكان – التشبع بأساليبه الدرامية إلى درجة أن المسرح العربي أصبح منذ نهاية
الستينات من القرن الماضي مختبراً كبيراً يتم فيه استحضار أهم الممارسات
الغربية وشعرياتها، كما يتم فيه أيضاً " تأصيل " الفعل المسرحي العربي للارتقاء
به إلى صيغة عربية توازي بعض الصيغ السائدة في آسيا والهند، كما فعل "
الطيب الصديقي " حينما صنَّف أعماله الأخيرة في خانة " لبساط "
Le Bsat باعتباره
" مسرحاً مغربياً " يستحق الوقوف إلى جانب الأشكال المسرحية العالمية.

إن هذا لا يعني أن المسرح العربي
يريد الانسلاخ عن الغرب، وإنما هي محاولة من بعض رجاله لإحياء طقوس وظواهر
احتفالية، ووضعها في قالب مسرحي: الشيء الذي ساعدهم على ترسيخ ممارسة مسرحية "
كونية " و " وطنية " في نفس الوقت تقترن وجوهُها وأبعادُها بتأملات حول أوضاع
الفن الدرامي وتوجهاته الحديثة ومنها على الخصوص مسرح " ما بعد الدراما ".





  • 2)
    من مسرح الدراما إلى مسرح ما بعد الدراما:

يعد مسرح
ما بعد الدراما ثورة ضد المسرح الدرامي التقليدي وبنياته الثابتة التي تنعكس في
الوحدات الثلاث وفي نطاق نص درامي. بتعبير آخر، إن الخشبة في المسرح الدرامي هي
إطار تنتظم في داخله منظومات من الأحداث تنتج " عالما " تتحدد فيه الحياة
حصريّاً من وجهة نظر بنية علاقات التفاعل بين الأفراد، ويشكل " الحوار "
Dialogue كما يقول
بيتر زوندي P. Szondi
وسيطه الكلامي. ومن ثم، فإن هذا الإطار لا يراعي دور المتفرج إلا باعتباره "
ملاحظاً "، حيث يُقصي كلَّ إمكانيات حقله المرئي: أي إمكانية تمثل الطبيعة
الحقيقية للأشياء أو التأمل فيها.

إن هذا يعني أن المسرحية، من
منظور الدراما التقليدية، هي عمل يقوم على صفاء الرؤية ويعكس بوضوح المصير
الإنساني. على عكس مسرح ما بعد الدراما الذي يجعل الحدود بين الواقع والمتخيل –
كما يقول منظره هانس – ثيز ليمان
Hans – Thies
Lehmann « أكثر
ضبابية وغير واضحة، لأن معالجة الواقع في الإنجاز المسرحي تخضع لتأمل الفنان
الذاتي الذي لا يسعى إلى تحويل حقيقة خارجية عنه، بقدر ما يعمل على توصيلها عبر
عمله الجمالي: أي عبر تحويل ذاتي
auto transformation
» ([وحدهم المديرون لديهم صلاحيات معاينة هذا الرابط].

على ضوء هذه الإشارة، نرى أن
مسرح ما بعد الدراما لم يحقق حضوره في الثقافة المسرحية العربية إلا عبر تفاعل
قوي مع شعريات مسرحية تُعنَى بجماليات الخشبة، والأداء التمثيلي وتلقي الجمهور.
وهذا ما جعل التنظير المسرحي العربي يركز في الأساس على شعريتين كان لهما أثر
كبير في تحديث الممارسة لدى العديد من الدول العربية وانفتاحها على آفاق جديدة.
ويتعلق الأمر بمسرح القسوة لأنطونان أرطو والمسرح الملحمي لبرتولد برشت.

لقد نادى الأول بالعودة إلى
أصول الفعل المسرحي الفرجوي وذلك بالتخلي عن مسرح بورجوازي يقوم على الكلام
والتكرار الميكانيكي، كما ألح على ربط علاقة وطيدة مع المنظومة الراسخة
للشعائري والاحتفالي التي دفعته إلى التبشير بمسرح يعارض مسرح النص، ويقوم على
" تمسرح " une théâtralité
شامل يجمع بين ما هو حسي، حركي، إيقاعي، فضائي وجسدي على الخصوص، كما
يعمل على إثارة المتفرج وإشراكه في عملية إضفاء طابع القداسة على الحدث
المسرحي، أي الانخراط في " شعيرة "
Rite يجسدها واقع
الإنسان في مواجهته مع الكائنات والأشياء والقوى الخفية: الشيء الذي يدفع هذا
المتفرج إلى التحرر من غرائزه الغامضة والخطيرة وتغيير ذاته.

أما الثاني، فقد شكَّل مسرحُه
الجدلي رافداً كبيراً في الممارسة المسرحية، وذلك من حيث اعتماده شكلا درامياً
تقوم فرجته على عدة إيقاعات ترتبط بالنص ومجسداته الفنية، كما تعيد النظر إلى
دور الممثل والمتفرج. وقد نتج عن ذلك نسق درامي يهتم بسرد الأحداث وتغريبها،
وتنويع المشاهد مما يؤدي إلى بروز أثر فني يكشف في داخله عن أثر إيديلوجي.

إن هذين المسْرَحَين هما اللذان
شكلا منطلق حداثة المسرح العربي. وهذا لا يعني أن المسرحيين العرب قد وقفوا عند
هذا الحد، بل إن الكثير منهم اعتمد فنِّيات أخرى مما جعل إنجازاتهم تعكس أهم
مواصفات مسرح " ما بعد الدراما " كما حددها هانس- ثيز ليمان في كتابه
والتي نذكر منها ما يلي:





  • 3)
    بعض مواصفات مسرح ما بعد الدراما

- " إنه مسرح لا يسعى إلى
تحقيق شمولية التركيب الجمالي، وإنما يسعى بالأحرى إلى إضفاء طابع تشذري لهذا
التركيب: الشيء الذي يخول له اكتشاف عالم جديد للفرجة، وحضوراً متجدداً
للفنانين، وأفقا واسعاً لتطوير مُكونات مسرح ارتكز دوما على الدراما " ([وحدهم المديرون لديهم صلاحيات معاينة هذا الرابط]).

- لا يجب عده نَفْياً للمسرح
الدرامي الذي يظل حاضراً في الأشكال الجديدة التي تتبلور انطلاقا من بنيته
العامة.

- إنه مسرح لا يهتم بالصراعات
بقدر ما يهتم بوسائل التعبير وتنوعها.

- إن الزمن هو المركز في
العمل المسرحي، وهو فن ممدد
étiré يعكس حالة ويتعارض مع الزمن الغائي
téléologique الذي
يقوم عليه المسرح الدرامي([وحدهم المديرون لديهم صلاحيات معاينة هذا الرابط]).

- إنه مسرح لا يرتكز على
مبدإ " الحدث " و " الحكاية "
fable . وإنما يقدم
" موقفاً " أو حالة، كما أن الفضاء يعد فيه عنصراً فاعلا لا محايداً. ومن
ثم، فإن السينوغرافيا تكتسي أهمية مادام النص لم يعد الدعامة الأساسية للإنجاز
المسرحي.

- إن مسرح ما بعد الدراما هو
طقس (أو شعيرة) يسعى إلى تغيير المتفرج، لأن الفضاء المسرحي يتحول إلى استمرار
للواقع ([وحدهم المديرون لديهم صلاحيات معاينة هذا الرابط]). ولهذا، فإنه مسرح
ملموس يعرض نفسه فنّاً في الفضاء والزمن وبأجساد بشرية ([وحدهم المديرون لديهم صلاحيات معاينة هذا الرابط]).
وهو أيضا إطار احتفالي لا مرجعية له، كما أن العلامات المسرحية تبتعد عن
دلالتها: بمعنى أنه مسرح يحتفي بحضور جسد الممثل في حد ذاته، وليس إطاراً
يُولِّد الإيهام بحدث درامي، مادام الجسد " الما بعد درامي " هو جسد الحركة ([وحدهم المديرون لديهم صلاحيات معاينة هذا الرابط])
يرفض دوره كدال، ويكتفي بحضوره الذاتي مما يجعل الممثل هو سببُ ونتيجةُ حضور
المتفرج: أي أن هناك حضوراً متبادلاً بينهما.

- بما أن مسرح ما بعد
الدراما يرتكز على " موقف "، فإن الوسائل المسرحية المستعملة لا تخضع لاختيارات
تراتبية بما في ذلك " العلامات ". ومادامت قاعدة هذا المسرح هي اختراق
المقولات، فإن المتفرج يجد نفسه " غارقاً " في هذه العلامات. من هنا يرى هانس-
ثيز ليمان أن مفهوم " الخلاصة
synthèse يختفي لصالح
بنية جزئية، ونموذج للحلم، وعملية البحث أو التواصل الذي يجب على المتفرج أن
يقوم به، وكذا للإيقاع الموسيقي للعرض وانبثاق الواقعي في نطاق المتخيل: أي
كُلَّما تَمَّ حصر العلامات، فإن ذلك يؤدي إلى التعرف على بعض المظاهر الجديدة،
ولكنها تظل مجرد وسائل تأويلية يجب إتباعها، أو مجرد منطلقات تخدم الباحثين.

على ضوء
هذه الملاحظة، ندرك أن نمط " التلقي " يتحول في مسرح ما بعد الدراما، حيث إنه
لا يخضع لرؤية " خطية " ومتلاحقة، وإنما يخضع لإدراك متواقت
simultané لمنظوريات
متعددة. ومن ثم، فإذا كان المسرح الدرامي " إبداعاً للإيهام"، فإن مسرح ما بعد
الدراما هو تساؤل حول الإدراك، لأنه " مكان النظر
le lieu du
regard ([وحدهم المديرون لديهم صلاحيات معاينة هذا الرابط]).

ومع أن
الجمهور ليس متجانساً، فإن بعض المتفرجين يتقاسمون بعض الأذواق. وهذا يفسر
جزئية الإدراك المشار إليها سابقاً، لأن كل متفرج يدرك بطريقة مغايرة انطلاقاً
من اختيار خاص. وهذا ما يؤكد لنا أنه لا يستطيع فهم النتاج في شموليته، ولا
الوقوف على بنية أو نظام يُطَمْئِنُه كما هو الشأن في المسرح الدرامي، لأنه يجد
نفسه دوماً أمام روابط متنافرة تَحُولُ دون بروز " الخلاصة " مما يعني أن
التواصل مع الجمهور يتم عبر " حس متزامن " synesthésie ([وحدهم المديرون لديهم صلاحيات معاينة هذا الرابط]).
مادام الفضاء موزعاً بين الجمهور والمتفرجين من خلال حضور عادل ومتبادل





  • 4)
    المسرح العربي ما بعد الدراما

بعد
رصدنا لأهم مواصفات مسرح ما بعد الدراما التي تؤشر إلى مسرح جديد يعيد النظر
إلى قضية التلقي، وإلى مكونات الفرجة ودور المتفرج باعتباره جسداً، نستطيع
التأكيد على أن أغلب هذه المواصفات تنسحب على الممارسة المسرحية العربية، ذلك
أنه منذ منتصف السبعينيات حاول الكثير من المسرحيين العرب تجاوز المسرح الدرامي
الذي يجعل من النص البنية العميقة والمحتوى الرئيس لفن الدراما، وتعويضه بكتابة
جدولية تقوم على مشاهد ولوحات تطرح العديد من المواضيع والقضايا في أماكن
متعددة وأزمنة مختلفة، وتركز على " الشخصية "
Personnage باعتبارها
أداةً فاعلة في منظومة العرض. وقد نتج عن ذلك توجهٌ مسرحي ما بعد درامي يتأرجح
بين التمسك بالهوية العربية من خلال التعامل مع التراث ومَسْرَحَتِه بطرق
جديدة، وبين الانفتاح على النصوص الغربية والأساليب الدرامية الحديثة ارتبط
معظمها بمخرجين رواد وشباب وكذا بمخرجين/ كتاب حاول كل واحد منهم من منطلق
ثقافته – التي تلقاها داخل بلده أو خارجه – المساهمة في بناء مسرح عربي يعتمد
على ثنائية المقروء le
lisible (أي النص) والمرئي
le visuel (أي الفرجة
المسرحية).

إن الاطلاع على أعمال بعض هؤلاء
المخرجين (كما أمكن لنا ذلك من خلال مهرجانات وطنية ودولية) تجعلنا ندرك
التحولات الهائلة التي عرفها المسرح العربي، والاختيارات الفنية التي طبعت
إنتاجيته سواء على مستوى قراءة النصوص من لدن المخرجين وتطعيمها بجماليات تعكس
رؤيتهم الخارجية، أو على مستوى بحثهم الدائم عن وسائل جديدة للعرض المسرحي الذي
أصبح يعتمد " الامتلاء والفراغ " من حيث السينوغرافيا، وعلى استثمار طاقة
الممثلين وإمكانياتهم الجسدية.

في هذا الصدد، يؤكد المخرج
العراقي جواد الأسدي على أن من أهم التقاليد التي يعمل على ترسيخها في كل إنجاز
مسرحي هو الحرص على أن يتأسس النص المسرحي من " روح الممثل "، أي من حرية أدائه
التي تتحول، خلال التدريب على النص المختار، إلى بنائه في إطار ارتجالية واسعة.
إن هذا يعني بالنسبة إليه أنه يكره رسم خطة جاهزة للتدريب بعد قراءته للنص، حيث
يعتمد بدل ذلك على جسد الممثل لاكتشاف أساليب جمالية ومعرفية تخدم عملية
الإخراج المسرحي ([وحدهم المديرون لديهم صلاحيات معاينة هذا الرابط]).

وعليه، فإذا كان مسرح ما بعد
الدراما هو " كوراغرفيا " ([وحدهم المديرون لديهم صلاحيات معاينة هذا الرابط])
Chora-graphie كما
يقول هانس- ثيز ليمان: أي " كتابة بالفضاء والزمن والجسد لا بالنص"، فإن
المخرجين العرب قد تحولوا في الغالب إلى منتجي كتابة شبيهة بما تفترضه
الكوراغرافيا، وذلك من خلال حرصهم على إنتاج فرجات تقوم على فنيات الأيقنة،
وتجسيد الملفوظ الدرامي بالصورة والرقص والموسيقى، والإنارة، وابتكار الفضاءات
الحركية البسيطة والمركبة التي تُتيح للممثل الابتعاد عن الأداء السكوني،
واستثمار جسده وموهبته في الارتجال، كما تدفع الجمهور المتلقي إلى ممارسة قراءة
متعددة للإنجاز المسرحي وإلى تفكيك عناصره.

إن هذا التطور الذي عرفه
الإخراج المسرحي هو الذي جعل المسرح العربي ما بعد الدراما يتعامل مع فنون أخرى
كالسرد، والحكي، والتشكيل، والكتابة الشذرية، والفيديو الذي أصبح كما يقول جورج
بانو G. Banu "شريكا
درامياً حيث عمل على توسيع فضاء الخشبة، من خلال انفتاحه على الخارج الذي أدمج
السرد وذلك بترسيخه في العمل المسرحي، ومَدِّه بعناصر مُساعدة مما جعل الفيديو
يقوم بدور سلطة روائية" ([وحدهم المديرون لديهم صلاحيات معاينة هذا الرابط])
أو بأدوار أخرى كما فعل المخرج المسرحي الألماني فرانك كاستور
Frank Kastor "، حيث
قام بتحرير الكواليس من سكونيتها ودمجها في الخشبة وذلك لكي لا ينسلخ الممثل عن
الشخصية التي يؤديها، وليظل جسداً حاضراً في فضاء الكواليس. وقد كانت غايته من
ذلك تقديم " استعارة
métaphore عن عالم بدون أسرار: أي عالمنا الذي هو محط حراسة على الدوام
" ([وحدهم المديرون لديهم صلاحيات معاينة هذا الرابط]).

وعلى عكس المسرحيين العرب،
فإن استعمالهم للفيديو كان مجرد تقنية لتجويد العرض بلقطات سردية مصورة لها
علاقة بالموضوع الرئيس للمسرحية وخصوصاً بمشاهد خارجية لا يمكن تجسيدها فوق
الخشبة. إضافة إلى ذلك، فإنهم لم يتعاملوا إلا نادراً مع وسائل تكنولوجية
كالحاسوب الذي ساعد المسرحيين في الغرب على تصميم الرؤية السينوغرافية اعتمادا
على الرسم الغرافيكي
Graphique الذي يمكن استخراجه من برامج جاهزة.

ومع ذلك، فهناك منهم من
تعامل مع الفيديو والحاسوب كما فعل – مثلا – المخرج المغربي الشاب بوسلهام
الضعيف في مسرحيته التي أعدها عن الكاتب المغربي محمد خير الدين (حياة وحلم
وشعب في تيه دائم)، حيث وظف مقطعا من فيلم بدرو ألمودوفار
P.
Almodovar (تحدث معها
Parle avec elle).
وهو مقطع اقتطعه ألمودوفار
نفسه من كوريغرافيا بينابوش
Pina Baush في عملها
الموسوم بـ" قهوة ميلر Café
Muller. أما المقاطع الأخرى، فقد قام بوسلهام بتصويرها ومعالجتها عبر
الحاسوب اعتماداً على تقنية المونطاج.





  • خـاتمـة

إن هذا
يدفعنا إلى التأكيد على أن علاقة المسرح العربي ما بعد الدراما بالتكنلوجيا هي
علاقة محدودة. ومع أن معظم فرجاته توظف أشكالا فنية جديدة ومتنوعة، فإن صانعيه
لم يتنازلوا بعد عن صيغة المسرح الدرامي وركيزته (أي النص). وهذه حقيقة تنسحب
كذلك على مسرح ما بعد الدراما الأوروبي مع أن صانيعه قد عملوا منذ العشرينيات
من القرن الماضي (كما هو الشأن بالنسبة لماييرهولد
Meyehold وبسكاتور
Piscator وإيزنشتاين
Eisenstein وفناني البوهاوس
Bauhaus على إدخال
الشريط السينمائي والراديو في الفرجة المسرحية، وعلى بَنْيَنَةِ الإخراج
المسرحي اعتماداً على الزمكانية السينمائية والمونطاج الفيلمي والتلقائية.

وكرد فعل على هيمنة التكنولوجيا،
ابتدع ماييرهولد نظريته عن الممثل " البيومكانيكي " التي تعكس سلوك العمال: أي
حركات الجسد الإنساني وهو يتعامل مع الآلة في المصنع وطريقة إنتاجها
الميكانيكي. وإذا كانت هذه النظرية تعرف تطبيقاً في الممارسة المسرحية العربية
الحديثة، فإن غيرها من النظريات التي تعتمد الجسد تظل شبه غائبة، لأن اعتمادها
في الغرب كان يرمي إلى تغيير بنية إدراك المتفرج وتلقيه بعد أن استلبته وسائل
الاتصال الحديثة. وهذا ما جعل مسرح ما بعد الدراما يعمل كما يقول " هانر- ثيز
ليمان " على خلخلته لإعادة ربط العلاقة المتقطعة بين إدراكه والتجربة المعيشة
".

لهذا، فمهما اجتهد المسرحيون
العرب في التركيز على جسد الممثل، فإن ذلك لا يتجاوز حدود التخلي عن الأداء
السكوني الجاف، والحرص على تطوير الفرجة وتوصيل أبعادها الفكرية بفنيات مستحدثة
إلى متفرج عارف يفترض أن تكون له مرجعيات درامية وجمالية. ورغم ما حققوه في هذا
المجال،فهناك من يُدِين أعمالهم ويتهمها بالتخريب (لا التجريب) والخروج عن
الطريق الصواب، بحكم أن المسرح العربي ما يزال في طريق التأسيس، وأن الثقافة
العربية محكومة بعدد من المحرمات والضوابط الاجتماعية والسياسية التي لا يمكن
تجاهلها. وهذا موضوع آخر يمكن مناقشته في ندوة أخرى، لأن غايتنا في هذا "
المدخل " هي الإشارة إلى أهم مواصفات مسرح ما بعد الدراما، والوقوف على بعض
أشكاله في المسرح العربي الحديث دون القيام بتحليل نماذج فرجوية محددة.

وبما أن هذا المسرح يجري دوما
وراء مستجدات الفعل الدرامي الغربي، ولا يتوانى عن توظيف كل ما يجده في طريقه
من وسائل تعبيرية جديدة، فإن طابعه " الما بعد درامي " يفرض علينا الاستمرار في
الكشف عن لغاته الركحية وروافدها، ولو أن بعض الدراسات النقدية الجامعية قد
فعلت ذلك منذ منتصف السبعينيات باعتبارها بداية " حداثة " المسرح العربي.




[وحدهم المديرون لديهم صلاحيات معاينة هذا الرابط]
- هانس – ثيز ليمان: مسرح ما بعد الدراما – منشورات لارك – باريس –
2002 ، ص: 221.


Hans –
Thies Lehmann : le théâtre postdramatique, éd l’arche – Paris-
2002, p . 221.
[وحدهم المديرون لديهم صلاحيات معاينة هذا الرابط]


- المصدر نفسه، ص: 84.

[3]



- المصدر نفسه، ص: 154.



[4]



- المصدر نفسه، ص: 242.


[5]



- المصدر نفسه، ص: 154.


[6]



- المصدر نفسه، ص: 267.

[7]


- المصدر نفسه، ص: 155.

[8]

- المصدر نفسه، ص: 132.


[9]

- من حوار مع جواد الأسدي، مجلة التجريب – العدد 9 -18 شتنبر 2006، ص:
4.

*

- كورا
chora
مصطلح سميوتيقي استعملته جوليا كرستيفا للإشارة إلى الجنين في بطن أمه
الذي لا يعرف بعد مفهوم المنطق والمعنى والتراتبية.

[10]

-
Georges Banu : Miniatures théoriques, ed, Actes- Sud- Paris
2009, p :32.


[11]

- Idem, p: 27.


الفنان محسن النصار
الفنان محسن النصار
مدير هيئة التحرير

الجنس : ذكر
عدد المساهمات : 3314
تكريم وشكر وتقدير : 5395
تاريخ الميلاد : 20/06/1965
تاريخ التسجيل : 12/10/2010
العمر : 59
الموقع الموقع : http://theatermaga.blogspot.com/

https://theaterarts.yoo7.com

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

مُشاطرة هذه المقالة على: reddit
- مواضيع مماثلة

 
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى