مواضيع مماثلة
بحـث
المواضيع الأخيرة
نوفمبر 2024
الأحد | الإثنين | الثلاثاء | الأربعاء | الخميس | الجمعة | السبت |
---|---|---|---|---|---|---|
1 | 2 | |||||
3 | 4 | 5 | 6 | 7 | 8 | 9 |
10 | 11 | 12 | 13 | 14 | 15 | 16 |
17 | 18 | 19 | 20 | 21 | 22 | 23 |
24 | 25 | 26 | 27 | 28 | 29 | 30 |
المواضيع الأكثر نشاطاً
تسجيل صفحاتك المفضلة في مواقع خارجية
قم بحفض و مشاطرة الرابط المسرح الجاد رمز تفتخر به الأنسانية على موقع حفض الصفحات
قم بحفض و مشاطرة الرابط منتدى مجلة الفنون المسرحية على موقع حفض الصفحات
المواضيع الأكثر شعبية
مجلة الفنون المسرحية
مجلة الفنون المسرحيةتمثل القيم الجمالية والفكرية والفلسفية والثقافية والأجتماعية في المجتمع الأنسانيوتعتمد المسرج الجاد اساس لها وتقوم فكرة المسرح الجاد على أيجاد المضمون والشكل أو الرؤية؛ لكي تقدم بأفكار متقدمة من النواحي الجمالية والفلسفية والفكرية والثقافية والأجتماعية وتأكيدها في المسرحية ، وكلمة جاد مرتبطة بالجدية والحداثة التي تخاطب مختلف التيارات الفكرية والفلسفية والسياسية والعقائدية. بدأ المسرح كشكل طقسي في المجتمع البدائي ، وقام الإنسان الذي انبهر بمحيطه بترجمة الطقس إلى أسطورة ، ولتكون الصورة هي مقدمة للفكرة التي ولفت آلية الحراك العفوي ، ثم الانتقال بهذا الحراك إلى محاولة التحكم به عبر أداء طقوس دينية أو فنية كالرقص في المناسبات والأعياد, وولادة حركات تمثيلية أداها الإنسان للخروج عن مألوفه .. وأفكار التقطهاوطورها فيما بعد الإغريق وأسسوا مسرحهم التراجيدي ، ومنذ ذلك الحين والمسرح يشكل عنصرا فنيا أساسيا في المجتمع ، ويرصد جوانب مختلفة من الحياة الأنسانية ، ومع كل مرحلة نجد أن المسرح يواكب تغيراتها وفق رؤى جدية غير تقليدية ، و تبعا للشرط ( الزمكاني ) شهد هذا الفن قدرة كبيرة على التجدد من المسرح التراجيدي الكلاسيكي الى الرومانسي والى كلاسك حديث إلى الواقعي والطبيعي والرمزي والسريالي واللامعقول ومسرح الغضب ، والسياسي وفي كل مرحلة من مراحل تطور المسرح تحمل بدون شك بعدا جديا وتجريبياً تتمثل إشكاليات تلك المرحلة وتعبر عن ظروفها الثقافية والاجتماعية والسياسية والاقتصادية , المسرح الجاد يؤكد قدرة المسرح على أستيعاب التجارب السابقة وإعادة صياغتها ، نحو الحداثة والخروج من العلبة الإيطالية إلى الفضاء المفتوح ، وتناول عناصر العرض المسرحي التي وضعها ستانسلافسكي ( التكامل والتوازن بين الكاتب والمخرج والممثل والجمهور) بطرق جديدة وبما أن أهم سمة في المسرح الجاد هي المعاصرة نحو التحولات المعرفية والتي هدمت كثيرا من الحواجز و كانت مقدمة لولادة الأفكار المعرفية الكونية ، فأثبت المسرح الجاد وجوده ليواكب الحداثة بكل مكوناتها ، و أثبت وجوده في العالم كله ، خلال العقدين الأخيرين من القرن العشرين ، حمل شرف ولادة مسرح اللامعقول على يد يوجين يونسكو وصموئيل بيكت وفرناندوا أرابال .. هو مسرح الكل بامتياز أوربي – عربي – أمريكي.. الكل ساهم ويساهم في تطويره ووضع خصائصه .. و يمتاز المسرح التجريبي بتجاوزه لكل ما هو مألوف وسائد ومتوارث و الإيتان التجريبي إمكانية تجاوز الخطوط الحمراء البنوية والشكلية من خلال ( جسد ، فضاء ، سينوغرافيا ، أدوات ) .. ومنها : - تفكيك النص و إلغاء سلطته ، أي إخضاع النص الأدبي للتجريب ، والتخلص من الفكرة ليقدم نفسه يحمل هم التجديد والتصدي لقضايا معاصرة ويوحد النظرة إليها عبر رؤيا متقدمة ،أو على الأقل رؤيا يمكننا من خلالها فهم ما يجري حولنا عبر صيغ جمالية وفنيةوفلسفية ، لكنها في جوهرها تمثل جزءا من مكاشفة يتصدى لها المسرح كفن أزلي باقٍ مادام الإنسان موجودا . السينوغرافيا والفضاء المسرحي ويتأتى دور التعبير الجسدي في توصيل الحالة الفنية وكأن الحركة هي اللغة التي يضاف إليها الإشارات والأيحاءات والعلامات والأدوات المتاحة لمحاكاة المتفرج .. أسئلة مطروحة أمام المسرح الجاد : تقف أمام المسرح الجاد كثير من الأسئلة ، ويحاول المسرحيون تجاوزها عبر المختبر المسرحي ، ومن هذه الأسئلة : لماذا لا تكون اطروحات العرض أكثر منطقية عبر توظيف عناصر العرض وفق توليفة متكاملة للغة والحركة والإشارة والعلامة ؟ لماذا لا يستفيد من التراث الشعبي ؟ ماذا عن الغموض ؟ - لماذا القسرية في إقصاء الخاص لصالح العام ؟ وهل يمكن أن ينجح ذلك ؟ - ماذا عن اللغة ؟ وهل هي عائق أمام انتشاره العالمي ؟ يبقى المسرح الجاد تجريب لضرورة من ضرورات الحياة بمجملها ، والمسرح يطرح أسئلة كبيرة وهذه إحدى مهامه الأساسية ، ويعكس إلى حد كبير الهواجس التي تعتري باطن الإنسان قبل ظاهره ، ورغم الأسئلة المطروحة وجديتها ، تجد المسرحية أفكارا وفلسفة للنص ،وبالتالي خلق فضاء أوسع للأداء عبر صيغ جمالية مؤثرة ذات دلالة معبرة .. كما توظف الإضاءة والحركة والموسيقى والرقص على حساب النص , المخرج هو المحور في العرض , الممثل هو أداة في تشكيل العرض الحركي . . سلطة المسرح ومسرح السلطة في العراق / أحمد شرجي
صفحة 1 من اصل 1
18062013
سلطة المسرح ومسرح السلطة في العراق / أحمد شرجي
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]
عندما نتحدث عن المسرح والسلطة ، فإننا بلاشك نتحدث عن الثورية في المسرح والتي تسعى للكشف عن المسكوت عنه في المجتمع. وفقا لذلك سعى المسرح لخلق الياته الاشتغالية الخاصة لتلك العلاقة الجدلية فهل مهمة المسرح ان يغير السلطة؟ ام ان مهمته الرئيسة جمالية، محفزة، مشاكسة؟ لماذا نحمل المسرح كل خيباتنا السياسية ، لماذا نريد من المسرح ان يتحول الى منبر للخطب السياسية؟ وهنا اعني العروض المسرحية المنبرية. وهنا نسأل : ألم يكن المسرح الاغريقي مع يوربيدس مسرحا ثوريا ضد السلطة الدينية، بعد ان ازال الالوهية من شخصياته الاغريقية ، وجعلها شخصيات حياتية تتحدث بلغة الفلاح والإنسان البسيط، بعد سيطرة الخطاب الديني على مجمل منجز سوفوكلس واسخيلوس.
التطور الذي أصاب الفن والأدب بكل مفاصله بعد الثورة الرمزية التي قادها الفرنسيون أمثال( مالارميه، ريمبود،فرلان، وبودلير) أواخر القرن التاسع عشر، والتي كانت ثورة على المذهبين الواقعي والطبيعي، وحقيقة الأمر هي ثورة ضد الطبيعة والواقع، وان الحقيقة لاتبدو في صورتها الصادقة إلا في عمق الأشياء وليست تحت سطحها.
في المسرح الحديث قتلت السلطة/ الثورة فيسفولد مايرهولد، لأنه نأى بمشروعه المسرحي بعيدا عن الثرثرة والشعارتية ، رغم إنه ابن الثورة، وبهذا تحققت نبؤة ماركس بأن الثورة تأكل أبناءها؟ اراد مايرهولد لمشروعه ان يكون مشروعا جماليا خالصا، بعيدا عن الخطابية، وليس تعبويا ، يساهم بصنع دكتاتورية جديدة، فلقى حتفه على يد رفاق الامس. ذهبت السلطة ، وظل مايرهولد واحدا من أهم الانتقالات الجمالية المهمة في المسرح العالمي. السلطة نفت برتولد بريخت فأنتج لنا اهم النصوص المسرحية التي تنتج سنويا على معظم مسارح العالم ، حتى اصبح القاضي في دائرة الطباشير القوقازية ، يمارس عمله وهو سكران. اذا لاعدالة للسلطة مع الثقافة والمثقف.
ثورة انتونان ارتو في بياناته لمسرح القسوة، ثورة ضد تحنيط المسرح ودكتاتورية النص.
وفي وطننا العربي، الم يكن مارون النقاش ثوريا عندما اقدم على تقديم اول عمل مسرحي في بيته عام 1848؟ والممارسات اللاأخلاقية التي مارسها الاسلاميون مع أبو خليل القباني وحرق بيته ومسرحه ، مما أضطره للهروب الى مصر. اليست هذه ثورة؟
انعكس الدمار الذي تخلفه الحروب على المنجز الأدبي والفني، في مختلف بلدان العالم، لأن أغلبها عاشت ويلات الحروب الخارجية، والأهلية. الحرب العالمية الأولى (1914-1918) تركت أثارا بشعة على البنية الاجتماعية للبلدان التي اشتركت بها، تداعيات هذه الحرب ظهرت في المنجز الأدبي والفني لتلك المجتمعات، صب الأدباء والفنانون جم غضبهم على الآلة الدموية التي سحقت الإنسان، خلفت ورائها أشلاء متناثرة، سحقت الإنسان، أكلت نيرانها آلاف البشر، وقد "عكس الأدب النظرة الجديدة إلى الحرب بكل صدق. هذا الأدب قد بدا من الخيال إلى الوهم، لكنه لا يدعو ألبته إلى الاستكانة والانهزامية. لقد صور أدب الخنادق للحرب العظمى "نفوق" الجنود كالأغنام وسحقهم كالحشرات الهائمة بعد تعرضهم لغاز الخردل".
استمر هذا الرفض لكل ما هو دموي ويصادر الفعل الإنساني، ويقوضه.
اتخذ الأدب والفن موقفه الرافض لكوارث الحروب، بعيدا عن منابر الساسة والسياسيين، فلقد كتب (إرنست همنغواي) رائعته (لمن تقرع الأجراس) عن تداعيات الحرب الأهلية الاسبانية 1936، وما خلفته من تراكمات هزت المجتمع الاسباني برمته. الحرب العالمية الثانية (1939) كانت المفصل الحقيقي لرفض الأدب والفن للحروب، وما خلفته من تحولات جذرية في بينة المجتمعات، تمثل في استخدام السلاح النووي لأول مرة في هذه الحرب، ظهرت كتابات مناهضة لها ولويلاتها، منها كتابات دراما اللامعقول في أوربا، وخاصة في فرنسا التي تعتبر الحاضنة المهمة للتيارات الحديثة في الأدب والفن، جسدت دراما اللامعقول الفعل الهمجي للآلة الحربية الدموية، وعبثية تلك الحروب والأنظمة الشمولية التي تسحق الإنسان ببرغماتية الساسة.
المنطقة العربية كان لها حصة كبيرة من تلك الآثار التي خلفتها الحروب، كونها آنذاك بلدان بطور التشكل المدني والحضاري هذا من جهة، ومن جهة ثانية تعاني من الاستعمارات والاحتلالات المتتالية.
لعب المسرح دوراً مهماً في حياة العراق السياسية، في صراعه مع السلطة، كان قريباً من الشارع العراقي، وكان الكثير من رواده هم من بسطاء الناس الذين لا يفقهون شيئاً من المسرح يواظبون على حضور العروض المسرحية، وخاصة عروض فرقة المسرح الفني الحديث.
اذا نشأ المسرح في العراق وسط اضطرابات سياسية واجتماعية. اتخذ مبدأ الثورية ليكون ضد السلطة.
قد تكون الكثير من العروض المسرحية انذاك طغت عليها الخطابات السياسية وفي أحيان كثيرة مباشرة مقيتة، وهذا حتما هو نتاج المخاض السياسي الذي يعيشه الشارع العراقي آنذاك، وكذلك نتيجة للأحداث السياسية السريعة التي بدأت تتغير بشكل كبير، منها قتل الملك (فيصل) وافراد العائلة المالكة، استلام العسكر لسلطة العراق، محاولة اغتيال (الزعيم عبد الكريم قاسم 1958) بشارع الرشيد، ومن ثم إعدامه وكان هذا هو المنعطف الأكثر دموية الذي قاد العراق من عام 1963 إلى يوم 9 نيسان 2003، بالتأكيد كل ذلك يترك أثره على مفاصل الحيوات العراقية ومن ضمنها المسرح حتما، اضافة لذلك تعدد الأيديولوجيات في الساحة العراقية، وكان للفكر اليساري حصة الأسد في استقطاب المثقفين والفنانين.
كل هذه المعطيات اسهمت إلى حد ما بتدجين المسرح، وتقويض دوره الاجتماعي داخل المجتمع العراقي، بدأت العروض المسرحية تحمل أفكارا تمليها الأحزاب، وكأنها تقارير حزبية، وبدأت تظهر تقاطعات فنية نتيجة الانتماءات الأيديولوجية الضيقة.
بعد مقتل الزعيم عبد الكريم قاسم عام 1963، وتسلط الحزب الواحد (حزب البعث)، ومن ثم القائد الأوحد، بدا المجتمع العراقي الدخول في بئر الدم نتيجة الدكتاتورية والقمع، بكل مستوياته الاجتماعية والثقافية، بدأ المثقف السلطوي يأخذ دوره الحزبي بإنتاج خطاب سلطوي مؤدلج.
وأيضا هناك مثقفو الأحزاب الأخرى التي كانت تتحرك بهامش بسيط من الحرية على الساحة المسرحية العراقية، ولكن أيضا وفق أيديولوجيا محددة، رغم أنها كانت فنيا أكثر أهمية من الخطاب السلطوي للحزب الواحد، لكن بكلى الحالتين هو خطاب مؤدلج كون معظم السلطات تسعى لتهميش دور الثقافة والمثقف، وعندما ضربت الأحزاب من قبل النظام الشمولي في النصف الثاني من سبعينات القرن الماضي، وغادر معظم كوادرها إلى خارج العراق، غادر فنانوها ومثقفوها معها، وبدأت مرحلة التأليه للحاكم، بدأت معها مرحلة جديدة من عمر الثقافة العراقية، ومنها المسرح. وفقا لذلك بدأت هيمنة السلطة الايدولوجية على المسرح.
سعت السلطة في العراق لتسخير كل الأشياء من أجل ديمومتها واستمراريتها والمحافظة على أسوارها التي بنيت بالدم، لان السلطة "تسخر كل الأشياء لخدمه مصالحها الشخصية، تسخر حتى مولود المتعة الجنسية لكي يكون جنديا مخلصا في خدمة مصالحها" كما يقول (رولان بارت) . بالتأكيد لا تخلو الساحة المسرحية العراقية من فن مسرحي حقيقي رغم ضغط السلطة ومحاولتها لتسييس وأدلجه الخطاب المسرحي العراقي في أوائل الثمانينات حيث الحرب العراقية الإيرانية (1980-1988) ،وفي التسعينات من القرن الماضي حيث تداعيات غزو العراق للكويت (1990-1991)، لكن بقي الكثير من المسرحيين العراقيين يفضلون الغناء بعيدا عن الخطاب السلطوي، بالرغم من التعتيم الإعلامي السلطوي لهم.
كانت أغلب عروض مسرح الثمانينات تدور حول ثيمة واحدة وهي الحرب، حتى أن دائرة السينما والمسرح التابعة لوزارة الثقافة والاعلام آنذاك نظمت مهرجاناً مسرحياً يحمل إسم مسرح الحرب، لكن أغلب هذه العروض كانت فيها إدانة واضحة للحرب رغم إنه كان ضد توجه وغاية المهرجان، حيث تحمل وزر هذه الإدانة في أغلب الأحيان الشباب.
بدأت الماكينة الإعلامية للسلطة تشتغل لتعبئة الجماهير، فأخذت مؤسساتها بتقديم عروض مسرحية، وهي خطة مدروسة، حيث كانت العروض تصب في توجه آخر هو التوجه التعبوي الذي تريده السلطة للحرب، "فاعد واخرج الفنان (عبد المطلب السنيد) مسرحية (الخندق الواحد... بيت المنتصرين)، تناول فيها الجذور التاريخية للأطماع الفارسية في العراق، ومعارك العرب ضد الغزاة في أكثر من مكان و زمان. ثم قدمت، بعد ذلك، الفرقة القومية تجربتها الأولى في العام الثاني للحرب، وهي مسرحية (أم المقاتلين)، تأليف وإخراج فتحي زين العابدين...) وغيرها العشرات من العروض المسرحية.
المدى - بغداد
عندما نتحدث عن المسرح والسلطة ، فإننا بلاشك نتحدث عن الثورية في المسرح والتي تسعى للكشف عن المسكوت عنه في المجتمع. وفقا لذلك سعى المسرح لخلق الياته الاشتغالية الخاصة لتلك العلاقة الجدلية فهل مهمة المسرح ان يغير السلطة؟ ام ان مهمته الرئيسة جمالية، محفزة، مشاكسة؟ لماذا نحمل المسرح كل خيباتنا السياسية ، لماذا نريد من المسرح ان يتحول الى منبر للخطب السياسية؟ وهنا اعني العروض المسرحية المنبرية. وهنا نسأل : ألم يكن المسرح الاغريقي مع يوربيدس مسرحا ثوريا ضد السلطة الدينية، بعد ان ازال الالوهية من شخصياته الاغريقية ، وجعلها شخصيات حياتية تتحدث بلغة الفلاح والإنسان البسيط، بعد سيطرة الخطاب الديني على مجمل منجز سوفوكلس واسخيلوس.
التطور الذي أصاب الفن والأدب بكل مفاصله بعد الثورة الرمزية التي قادها الفرنسيون أمثال( مالارميه، ريمبود،فرلان، وبودلير) أواخر القرن التاسع عشر، والتي كانت ثورة على المذهبين الواقعي والطبيعي، وحقيقة الأمر هي ثورة ضد الطبيعة والواقع، وان الحقيقة لاتبدو في صورتها الصادقة إلا في عمق الأشياء وليست تحت سطحها.
في المسرح الحديث قتلت السلطة/ الثورة فيسفولد مايرهولد، لأنه نأى بمشروعه المسرحي بعيدا عن الثرثرة والشعارتية ، رغم إنه ابن الثورة، وبهذا تحققت نبؤة ماركس بأن الثورة تأكل أبناءها؟ اراد مايرهولد لمشروعه ان يكون مشروعا جماليا خالصا، بعيدا عن الخطابية، وليس تعبويا ، يساهم بصنع دكتاتورية جديدة، فلقى حتفه على يد رفاق الامس. ذهبت السلطة ، وظل مايرهولد واحدا من أهم الانتقالات الجمالية المهمة في المسرح العالمي. السلطة نفت برتولد بريخت فأنتج لنا اهم النصوص المسرحية التي تنتج سنويا على معظم مسارح العالم ، حتى اصبح القاضي في دائرة الطباشير القوقازية ، يمارس عمله وهو سكران. اذا لاعدالة للسلطة مع الثقافة والمثقف.
ثورة انتونان ارتو في بياناته لمسرح القسوة، ثورة ضد تحنيط المسرح ودكتاتورية النص.
وفي وطننا العربي، الم يكن مارون النقاش ثوريا عندما اقدم على تقديم اول عمل مسرحي في بيته عام 1848؟ والممارسات اللاأخلاقية التي مارسها الاسلاميون مع أبو خليل القباني وحرق بيته ومسرحه ، مما أضطره للهروب الى مصر. اليست هذه ثورة؟
انعكس الدمار الذي تخلفه الحروب على المنجز الأدبي والفني، في مختلف بلدان العالم، لأن أغلبها عاشت ويلات الحروب الخارجية، والأهلية. الحرب العالمية الأولى (1914-1918) تركت أثارا بشعة على البنية الاجتماعية للبلدان التي اشتركت بها، تداعيات هذه الحرب ظهرت في المنجز الأدبي والفني لتلك المجتمعات، صب الأدباء والفنانون جم غضبهم على الآلة الدموية التي سحقت الإنسان، خلفت ورائها أشلاء متناثرة، سحقت الإنسان، أكلت نيرانها آلاف البشر، وقد "عكس الأدب النظرة الجديدة إلى الحرب بكل صدق. هذا الأدب قد بدا من الخيال إلى الوهم، لكنه لا يدعو ألبته إلى الاستكانة والانهزامية. لقد صور أدب الخنادق للحرب العظمى "نفوق" الجنود كالأغنام وسحقهم كالحشرات الهائمة بعد تعرضهم لغاز الخردل".
استمر هذا الرفض لكل ما هو دموي ويصادر الفعل الإنساني، ويقوضه.
اتخذ الأدب والفن موقفه الرافض لكوارث الحروب، بعيدا عن منابر الساسة والسياسيين، فلقد كتب (إرنست همنغواي) رائعته (لمن تقرع الأجراس) عن تداعيات الحرب الأهلية الاسبانية 1936، وما خلفته من تراكمات هزت المجتمع الاسباني برمته. الحرب العالمية الثانية (1939) كانت المفصل الحقيقي لرفض الأدب والفن للحروب، وما خلفته من تحولات جذرية في بينة المجتمعات، تمثل في استخدام السلاح النووي لأول مرة في هذه الحرب، ظهرت كتابات مناهضة لها ولويلاتها، منها كتابات دراما اللامعقول في أوربا، وخاصة في فرنسا التي تعتبر الحاضنة المهمة للتيارات الحديثة في الأدب والفن، جسدت دراما اللامعقول الفعل الهمجي للآلة الحربية الدموية، وعبثية تلك الحروب والأنظمة الشمولية التي تسحق الإنسان ببرغماتية الساسة.
المنطقة العربية كان لها حصة كبيرة من تلك الآثار التي خلفتها الحروب، كونها آنذاك بلدان بطور التشكل المدني والحضاري هذا من جهة، ومن جهة ثانية تعاني من الاستعمارات والاحتلالات المتتالية.
لعب المسرح دوراً مهماً في حياة العراق السياسية، في صراعه مع السلطة، كان قريباً من الشارع العراقي، وكان الكثير من رواده هم من بسطاء الناس الذين لا يفقهون شيئاً من المسرح يواظبون على حضور العروض المسرحية، وخاصة عروض فرقة المسرح الفني الحديث.
اذا نشأ المسرح في العراق وسط اضطرابات سياسية واجتماعية. اتخذ مبدأ الثورية ليكون ضد السلطة.
قد تكون الكثير من العروض المسرحية انذاك طغت عليها الخطابات السياسية وفي أحيان كثيرة مباشرة مقيتة، وهذا حتما هو نتاج المخاض السياسي الذي يعيشه الشارع العراقي آنذاك، وكذلك نتيجة للأحداث السياسية السريعة التي بدأت تتغير بشكل كبير، منها قتل الملك (فيصل) وافراد العائلة المالكة، استلام العسكر لسلطة العراق، محاولة اغتيال (الزعيم عبد الكريم قاسم 1958) بشارع الرشيد، ومن ثم إعدامه وكان هذا هو المنعطف الأكثر دموية الذي قاد العراق من عام 1963 إلى يوم 9 نيسان 2003، بالتأكيد كل ذلك يترك أثره على مفاصل الحيوات العراقية ومن ضمنها المسرح حتما، اضافة لذلك تعدد الأيديولوجيات في الساحة العراقية، وكان للفكر اليساري حصة الأسد في استقطاب المثقفين والفنانين.
كل هذه المعطيات اسهمت إلى حد ما بتدجين المسرح، وتقويض دوره الاجتماعي داخل المجتمع العراقي، بدأت العروض المسرحية تحمل أفكارا تمليها الأحزاب، وكأنها تقارير حزبية، وبدأت تظهر تقاطعات فنية نتيجة الانتماءات الأيديولوجية الضيقة.
بعد مقتل الزعيم عبد الكريم قاسم عام 1963، وتسلط الحزب الواحد (حزب البعث)، ومن ثم القائد الأوحد، بدا المجتمع العراقي الدخول في بئر الدم نتيجة الدكتاتورية والقمع، بكل مستوياته الاجتماعية والثقافية، بدأ المثقف السلطوي يأخذ دوره الحزبي بإنتاج خطاب سلطوي مؤدلج.
وأيضا هناك مثقفو الأحزاب الأخرى التي كانت تتحرك بهامش بسيط من الحرية على الساحة المسرحية العراقية، ولكن أيضا وفق أيديولوجيا محددة، رغم أنها كانت فنيا أكثر أهمية من الخطاب السلطوي للحزب الواحد، لكن بكلى الحالتين هو خطاب مؤدلج كون معظم السلطات تسعى لتهميش دور الثقافة والمثقف، وعندما ضربت الأحزاب من قبل النظام الشمولي في النصف الثاني من سبعينات القرن الماضي، وغادر معظم كوادرها إلى خارج العراق، غادر فنانوها ومثقفوها معها، وبدأت مرحلة التأليه للحاكم، بدأت معها مرحلة جديدة من عمر الثقافة العراقية، ومنها المسرح. وفقا لذلك بدأت هيمنة السلطة الايدولوجية على المسرح.
سعت السلطة في العراق لتسخير كل الأشياء من أجل ديمومتها واستمراريتها والمحافظة على أسوارها التي بنيت بالدم، لان السلطة "تسخر كل الأشياء لخدمه مصالحها الشخصية، تسخر حتى مولود المتعة الجنسية لكي يكون جنديا مخلصا في خدمة مصالحها" كما يقول (رولان بارت) . بالتأكيد لا تخلو الساحة المسرحية العراقية من فن مسرحي حقيقي رغم ضغط السلطة ومحاولتها لتسييس وأدلجه الخطاب المسرحي العراقي في أوائل الثمانينات حيث الحرب العراقية الإيرانية (1980-1988) ،وفي التسعينات من القرن الماضي حيث تداعيات غزو العراق للكويت (1990-1991)، لكن بقي الكثير من المسرحيين العراقيين يفضلون الغناء بعيدا عن الخطاب السلطوي، بالرغم من التعتيم الإعلامي السلطوي لهم.
كانت أغلب عروض مسرح الثمانينات تدور حول ثيمة واحدة وهي الحرب، حتى أن دائرة السينما والمسرح التابعة لوزارة الثقافة والاعلام آنذاك نظمت مهرجاناً مسرحياً يحمل إسم مسرح الحرب، لكن أغلب هذه العروض كانت فيها إدانة واضحة للحرب رغم إنه كان ضد توجه وغاية المهرجان، حيث تحمل وزر هذه الإدانة في أغلب الأحيان الشباب.
بدأت الماكينة الإعلامية للسلطة تشتغل لتعبئة الجماهير، فأخذت مؤسساتها بتقديم عروض مسرحية، وهي خطة مدروسة، حيث كانت العروض تصب في توجه آخر هو التوجه التعبوي الذي تريده السلطة للحرب، "فاعد واخرج الفنان (عبد المطلب السنيد) مسرحية (الخندق الواحد... بيت المنتصرين)، تناول فيها الجذور التاريخية للأطماع الفارسية في العراق، ومعارك العرب ضد الغزاة في أكثر من مكان و زمان. ثم قدمت، بعد ذلك، الفرقة القومية تجربتها الأولى في العام الثاني للحرب، وهي مسرحية (أم المقاتلين)، تأليف وإخراج فتحي زين العابدين...) وغيرها العشرات من العروض المسرحية.
المدى - بغداد
مواضيع مماثلة
» مسرحة اليومي عند المخرج مهند هادي / أحمد شرجي
» قراءة في النص الحائز على المركز الأول في جائزة الشارقة للإبداع العربي المسرحي 2015 “ولم يكُ شيئاً..”/ أحمد الماجد (العراق)
» المسرح العربي: من الاستعارة إلى التقليد للدكتور أحمد شرجي / د.هشام بن الهاشمي
» قراءة في النص الحائز على المركز الأول في جائزة الشارقة للإبداع العربي المسرحي 2015 “ولم يكُ شيئاً..”/ أحمد الماجد (العراق)
» المسرح العربي: من الاستعارة إلى التقليد للدكتور أحمد شرجي / د.هشام بن الهاشمي
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
أمس في 11:41 pm من طرف الفنان محسن النصار
» شركة برمجيات في مصر – تك سوفت للحلول الذكية – Tec Soft for SMART solutions
الإثنين 25 نوفمبر 2024, 5:31 pm من طرف سها ياسر
» ذاتية المؤدي والتعبير في الأداء المسرحي تأليف جيمس هاملتون ترجمة أحمد عبد الفتاح
الخميس 21 نوفمبر 2024, 9:09 pm من طرف الفنان محسن النصار
» في الدورة الـ25 من أيام قرطاج المسرحية حضور فاعل لمسرحية (وين رايحين) لحيدر منعثر
الخميس 21 نوفمبر 2024, 8:30 pm من طرف الفنان محسن النصار
» أنثروبولوجيا المسرح / محسن النصار
الأربعاء 20 نوفمبر 2024, 9:59 pm من طرف الفنان محسن النصار
» أنثروبولوجيا المسرح / محسن النصار
الأربعاء 20 نوفمبر 2024, 9:59 pm من طرف الفنان محسن النصار
» نجاة نجم فعلها ومسرح الشارع سيد الموقف
الأربعاء 20 نوفمبر 2024, 6:01 pm من طرف الفنان محسن النصار
» أفضل شركة تصميم تطبيقات في مصر – تك سوفت للحلول الذكية – Tec Soft for SMART solutions
الثلاثاء 19 نوفمبر 2024, 11:36 am من طرف سها ياسر
» ضمن (مشروع صدى الأرض) وبدعوة من الشبكة الآسيوية للمسرح AMA ورشة oxygen مسرح المستحيل (بيت ابو عبد لله) للمبدع أنس عبد الصمد تحظى بنجاح كبير
الأربعاء 13 نوفمبر 2024, 11:05 pm من طرف الفنان محسن النصار