منتدى مجلة الفنون المسرحية
مرحبا بكم في منتدى مجلة الفنون المسرحية : نحو مسرح جديد ومتجدد

انضم إلى المنتدى ، فالأمر سريع وسهل

منتدى مجلة الفنون المسرحية
مرحبا بكم في منتدى مجلة الفنون المسرحية : نحو مسرح جديد ومتجدد
منتدى مجلة الفنون المسرحية
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.
بحـث
 
 

نتائج البحث
 


Rechercher بحث متقدم

المواضيع الأخيرة
» كتاب "الإخراج المسرحي " تأليف د. جميل حمداوي
الندوة التقييمية لمسرحية "شارع الواقعة"التي عرضت في مهرجان المسرح الأردني الثامن عشر 2011 Icon_minitime1السبت 30 مارس 2024, 12:20 am من طرف بلحول واسيني

» الهيئة العربية للمسرح تعلن قائمة العشرين في مسابقة تأليف نصوص الكبار 2023 ثلاثة وعشرون كاتباً أحتلت نصوصهم
الندوة التقييمية لمسرحية "شارع الواقعة"التي عرضت في مهرجان المسرح الأردني الثامن عشر 2011 Icon_minitime1الخميس 23 نوفمبر 2023, 4:43 am من طرف الفنان محسن النصار

» الهيئة العربية للمسرح تعلن قائمة العشرين في مسابقة تأليف النص المسرحي الموجه للأطفال من سن 6 إلى 18 سنة، في العام 2023 (النسخة 16) واحتل ثلاثة وعشرون نصا مسرحيا المراتب العشرين الأفضل
الندوة التقييمية لمسرحية "شارع الواقعة"التي عرضت في مهرجان المسرح الأردني الثامن عشر 2011 Icon_minitime1الخميس 23 نوفمبر 2023, 4:30 am من طرف الفنان محسن النصار

» فتح باب المشاركة في ملتقى بابل الدولي لفنون الشارع الدورة الرابعة مارس 2024
الندوة التقييمية لمسرحية "شارع الواقعة"التي عرضت في مهرجان المسرح الأردني الثامن عشر 2011 Icon_minitime1الثلاثاء 21 نوفمبر 2023, 1:00 am من طرف الفنان محسن النصار

» اختتام مهرجان اللواء الأخضر للمسرح الثنائي في دورته الأولى في اليمن
الندوة التقييمية لمسرحية "شارع الواقعة"التي عرضت في مهرجان المسرح الأردني الثامن عشر 2011 Icon_minitime1الثلاثاء 21 نوفمبر 2023, 12:57 am من طرف الفنان محسن النصار

» اختتام مهرجان اللواء الأخضر للمسرح الثنائي في دورته الأولى في اليمن
الندوة التقييمية لمسرحية "شارع الواقعة"التي عرضت في مهرجان المسرح الأردني الثامن عشر 2011 Icon_minitime1الثلاثاء 21 نوفمبر 2023, 12:57 am من طرف الفنان محسن النصار

» عرض مسرحية " عودة ترشيد " لفرقة مسرح العائلة في الشارقة
الندوة التقييمية لمسرحية "شارع الواقعة"التي عرضت في مهرجان المسرح الأردني الثامن عشر 2011 Icon_minitime1الثلاثاء 21 نوفمبر 2023, 12:54 am من طرف الفنان محسن النصار

» اسماعيل عبدالله :المهرجان في دورته الجديدة منصة مفتوحة للإبداعات العربية الأفضل والأجود
الندوة التقييمية لمسرحية "شارع الواقعة"التي عرضت في مهرجان المسرح الأردني الثامن عشر 2011 Icon_minitime1الأحد 15 أكتوبر 2023, 10:20 pm من طرف الفنان محسن النصار

» "من أجل الجنة إيكاروس" من مصر يفوز بجائزة أفضل عرض مسرحي في الدورة الثلاثين من مهرجان القاهرة الدولي للمسرح التجريبي
الندوة التقييمية لمسرحية "شارع الواقعة"التي عرضت في مهرجان المسرح الأردني الثامن عشر 2011 Icon_minitime1الثلاثاء 12 سبتمبر 2023, 11:05 pm من طرف الفنان محسن النصار

مكتبة الصور


الندوة التقييمية لمسرحية "شارع الواقعة"التي عرضت في مهرجان المسرح الأردني الثامن عشر 2011 Empty
مايو 2024
الأحدالإثنينالثلاثاءالأربعاءالخميسالجمعةالسبت
   1234
567891011
12131415161718
19202122232425
262728293031 

اليومية اليومية

تدفق ال RSS


Yahoo! 
MSN 
AOL 
Netvibes 
Bloglines 


تسجيل صفحاتك المفضلة في مواقع خارجية

تسجيل صفحاتك المفضلة في مواقع خارجية reddit      

قم بحفض و مشاطرة الرابط المسرح الجاد رمز تفتخر به الأنسانية على موقع حفض الصفحات

قم بحفض و مشاطرة الرابط منتدى مجلة الفنون المسرحية على موقع حفض الصفحات

مجلة الفنون المسرحية
مجلة الفنون المسرحيةتمثل القيم الجمالية والفكرية والفلسفية والثقافية والأجتماعية في المجتمع الأنسانيوتعتمد المسرج الجاد اساس لها وتقوم فكرة المسرح الجاد على أيجاد المضمون والشكل أو الرؤية؛ لكي تقدم بأفكار متقدمة من النواحي الجمالية والفلسفية والفكرية والثقافية والأجتماعية وتأكيدها في المسرحية ، وكلمة جاد مرتبطة بالجدية والحداثة التي تخاطب مختلف التيارات الفكرية والفلسفية والسياسية والعقائدية. بدأ المسرح كشكل طقسي في المجتمع البدائي ، وقام الإنسان الذي انبهر بمحيطه بترجمة الطقس إلى أسطورة ، ولتكون الصورة هي مقدمة للفكرة التي ولفت آلية الحراك العفوي ، ثم الانتقال بهذا الحراك إلى محاولة التحكم به عبر أداء طقوس دينية أو فنية كالرقص في المناسبات والأعياد, وولادة حركات تمثيلية أداها الإنسان للخروج عن مألوفه .. وأفكار التقطهاوطورها فيما بعد الإغريق وأسسوا مسرحهم التراجيدي ، ومنذ ذلك الحين والمسرح يشكل عنصرا فنيا أساسيا في المجتمع ، ويرصد جوانب مختلفة من الحياة الأنسانية ، ومع كل مرحلة نجد أن المسرح يواكب تغيراتها وفق رؤى جدية غير تقليدية ، و تبعا للشرط ( الزمكاني ) شهد هذا الفن قدرة كبيرة على التجدد من المسرح التراجيدي الكلاسيكي الى الرومانسي والى كلاسك حديث إلى الواقعي والطبيعي والرمزي والسريالي واللامعقول ومسرح الغضب ، والسياسي وفي كل مرحلة من مراحل تطور المسرح تحمل بدون شك بعدا جديا وتجريبياً تتمثل إشكاليات تلك المرحلة وتعبر عن ظروفها الثقافية والاجتماعية والسياسية والاقتصادية , المسرح الجاد يؤكد قدرة المسرح على أستيعاب التجارب السابقة وإعادة صياغتها ، نحو الحداثة والخروج من العلبة الإيطالية إلى الفضاء المفتوح ، وتناول عناصر العرض المسرحي التي وضعها ستانسلافسكي ( التكامل والتوازن بين الكاتب والمخرج والممثل والجمهور) بطرق جديدة وبما أن أهم سمة في المسرح الجاد هي المعاصرة نحو التحولات المعرفية والتي هدمت كثيرا من الحواجز و كانت مقدمة لولادة الأفكار المعرفية الكونية ، فأثبت المسرح الجاد وجوده ليواكب الحداثة بكل مكوناتها ، و أثبت وجوده في العالم كله ، خلال العقدين الأخيرين من القرن العشرين ، حمل شرف ولادة مسرح اللامعقول على يد يوجين يونسكو وصموئيل بيكت وفرناندوا أرابال .. هو مسرح الكل بامتياز أوربي – عربي – أمريكي.. الكل ساهم ويساهم في تطويره ووضع خصائصه .. و يمتاز المسرح التجريبي بتجاوزه لكل ما هو مألوف وسائد ومتوارث و الإيتان التجريبي إمكانية تجاوز الخطوط الحمراء البنوية والشكلية من خلال ( جسد ، فضاء ، سينوغرافيا ، أدوات ) .. ومنها : - تفكيك النص و إلغاء سلطته ، أي إخضاع النص الأدبي للتجريب ، والتخلص من الفكرة ليقدم نفسه يحمل هم التجديد والتصدي لقضايا معاصرة ويوحد النظرة إليها عبر رؤيا متقدمة ،أو على الأقل رؤيا يمكننا من خلالها فهم ما يجري حولنا عبر صيغ جمالية وفنيةوفلسفية ، لكنها في جوهرها تمثل جزءا من مكاشفة يتصدى لها المسرح كفن أزلي باقٍ مادام الإنسان موجودا . السينوغرافيا والفضاء المسرحي ويتأتى دور التعبير الجسدي في توصيل الحالة الفنية وكأن الحركة هي اللغة التي يضاف إليها الإشارات والأيحاءات والعلامات والأدوات المتاحة لمحاكاة المتفرج .. أسئلة مطروحة أمام المسرح الجاد : تقف أمام المسرح الجاد كثير من الأسئلة ، ويحاول المسرحيون تجاوزها عبر المختبر المسرحي ، ومن هذه الأسئلة : لماذا لا تكون اطروحات العرض أكثر منطقية عبر توظيف عناصر العرض وفق توليفة متكاملة للغة والحركة والإشارة والعلامة ؟ لماذا لا يستفيد من التراث الشعبي ؟ ماذا عن الغموض ؟ - لماذا القسرية في إقصاء الخاص لصالح العام ؟ وهل يمكن أن ينجح ذلك ؟ - ماذا عن اللغة ؟ وهل هي عائق أمام انتشاره العالمي ؟ يبقى المسرح الجاد تجريب لضرورة من ضرورات الحياة بمجملها ، والمسرح يطرح أسئلة كبيرة وهذه إحدى مهامه الأساسية ، ويعكس إلى حد كبير الهواجس التي تعتري باطن الإنسان قبل ظاهره ، ورغم الأسئلة المطروحة وجديتها ، تجد المسرحية أفكارا وفلسفة للنص ،وبالتالي خلق فضاء أوسع للأداء عبر صيغ جمالية مؤثرة ذات دلالة معبرة .. كما توظف الإضاءة والحركة والموسيقى والرقص على حساب النص , المخرج هو المحور في العرض , الممثل هو أداة في تشكيل العرض الحركي . .
تصويت

الندوة التقييمية لمسرحية "شارع الواقعة"التي عرضت في مهرجان المسرح الأردني الثامن عشر 2011

اذهب الى الأسفل

26122011

مُساهمة 

الندوة التقييمية لمسرحية "شارع الواقعة"التي عرضت في مهرجان المسرح الأردني الثامن عشر 2011 Empty الندوة التقييمية لمسرحية "شارع الواقعة"التي عرضت في مهرجان المسرح الأردني الثامن عشر 2011







[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط]


عرض مسرحية
شارع الواقعة / المعقّب منصور عمايرة الأردن


مهرجان
المسرح الأردني الثامن عشر 2011


ندوة
تقييمية 23-11-2011م




[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط]

قدم عرض مسرحية " شارع الواقعة " العراق على مسرح أسامه المشيني يومي
الاثنين والثلاثاء 22،21 – 11- 2011 في المهرجان المسرحي الأردني الثامن عشر، المسرحية من إعداد وإخراج تحرير الأسدي ، تمثيل
وسام عدنان ، أحمد صلاح ، بالإضافة إلى فريق العمل الموسيقى والأزياء والديكور
والتقنيات.

وقفت على جملة من المعطيات التي تمثلت في المسرحية لقراءة العرض ، وتمثلت تلك المعطيات
والإشارات بـ التأريخية ، التكرارية ، البناء المسرحي من خلال المفردات التي أثثت
للعرض المسرحي، السينوغرافيا ، الممثل ، المتلقي والتواصل.
إن تأريخية العرض المسرحي يأخذنا إلى ( الواقعية/ الواقعة ) التي يعيشها العراق ، ومازالت هذه الواقعة تحدث ، إن هذه الواقعة التي يحيل إليها عنوان المسرحية " شارع الواقعة " حادثة حدثت بالوقت القريب وما زالت تداعياتها مستمرة ، فهي قابلة للتجدد بين الفينة والأخرى ، فهذه المسرحية ليست تاريخية فحسب كما حدثت منذ سنين خلون، ولكنها أيضا حادثة تاريخية ما زالت تحدث ، وربما ننفي عنها صفة التاريخية لواقعيتها الآن ، وهنا لم يرد المخرج أن يؤرخ لهذه الحادثة بقدر ما أراد أن يتحدث عنها وهي مازالت طرية. مسرحية شارع الواقعة اقتباس عن موقعة هاينر ميللر ، إن " موقعة " الكاتب الألماني هاينر ميللر وثائقية لتدين ، أما شارع الواقعة هي موقعة آنية تدعو المتلقي لاتخاذ موقف، فالحيادية في العرض واضحة تماما في المسرحية ، إن ميللر يستقريء الحالة التاريخية ، والمخرج العراقي الشاب " تحرير الأسدي " يعيش الحالة التاريخية. وإذا ما كان هاينر ميللر تحدث عن التاريخية في الحرب العالمية، لإدانة الحرب والنازية، بعدما انتهت الحرب ، نجد أن المخرج لا يقارب هذه الموضوعة إلا بالاسم ،يعني أن المعادل الموضوعي لا يقترب مع ميللر إلا من خلال التسمية ، ولكن الحدث يختلف بالرغم من أن المسرحية هي محاولة اقتباس لمسرحية ميللر ، ولكن المخرج أراد أن يقرأها مقاربا وليس متمثلا، وهذا التماثل هو ما سيحقق المعادل الموضوعي. لم يرد المخرج أخذنا إلى الواقعية ، بل أراد أن نرى وجوهنا - وهنا الخطاب للعراقين - في مرآة الواقعة ، وهو يطلب من الجميع أن يتخلص من هذه البثور والأشياء الزائدة غير المرغوب بها التي تقض المضاجع وتشكل الفجائعية.

أماالآخر الذي يريد أن يريه الواقعة - غير العراقي - ليدينه لأنه شريك بما يحصل، وهنا إشارة إلى الغرباء الذين أوصلوا العراق إلى حالة التدمير والتحارب والتصارع.

الواقعة مثلت المجتمع العراقي ليس كواقعة أحادية ، وهذا ما نلمحة من خلال ترديدالمقطع
التالي :


الدخان
يتسكع في المدينة


الرصاص
في الأجساد


الملثمون
في السماء


الدموع
في العيون


الأغاني
الرديئة في الأذان ...


وعلى
أرصفة ذاكرتنا


يتسكع
جيش من التائهين .


هذا
المقطع احتوى مفردات دالة تحيلنا على الضياع ، ضياع المجتمع.

معطى آخر أستدعى الوقوف عنده وهو التكرارية في العرض المسرحي وقد غلب على جل هذا
العرض، إن التكرارية برزت بوضوح في المسرحية والتي بدأت بوجود شخصيتين على خشبة المسرح يلفهما القلق والترقب والحذر
وهذا يعني الاختلاف بينهما ، في حين أن المسرحية انتهت أيضا بوجود هاتين الشخصيتين.

إن التكرارية وإن كان المراد بها استمرارية الحالة والتعبير عن الألم والتقاتل إلا أنها قد تقتل العرض ، لكنني سأعتمد الرؤية الأولى.
ربما باستطاعة المخرج أن يملأ الفجوات التكرارية بلوحات صامتة وتعبيرات جسدية ، مبتعدا
عن التكرارية.
الجمالية المتأتية من هذا العرض - وإن كان الموضوع مكرورا – هي التأكيد على الحالة السوداوية، والتي تأخذ المتلقي لتشكيل موقف ورؤية مما يدور في العراق ، ليكتسب
العرض التعاطف.

الاشارة الثانية وهي تلك الشخصيات التي تحمل الحقائب وهي تبدو في حالة تنقل دائم من
مكان إلى آخر ، وقد كرر هذا المشهد مرة أخرى قبيل انتهاء المسرحية لتؤكد على تلك
الحالة " السفر " والرحيل ، وكأن تلك الصفة هي الصفة التي تصبغ الحياة
في العراق .

وفي الإشارة ذاتها إلى الحقائب ، في البداية كانت الحقائب محمولة من قبل أشخاص يتنقلون بها في الأمكنة ، وفي نهاية المسرحية الحقائب استقرت ولكن من دون شخصيات ، وربما هنا تقرأ هذه اللحظة بشكل مغاير عما كانت عليه حالة السفر الأولى التي تمثلت
بالتنقل ، أما الحالة الثانية فهي قد تقرأ على أن اصحابها لم يعودوا موجودين ، ولكني أميل لغاية في نفس المخرج كما يبدو لي هي حالة الأمل ، وهو يستدعي استحضار
السكون والهدوء ليعود العراق، فتعلن نهاية المسرحية.
إن في المسرحية جملة من المفردات التي شكلت العرض وعملت على تأثيثه ، فالمخرج حاول بناء المسرحية على الشكل الفجائعي الحزين ، حتى في حالة الضحك التي تخللت المسرحية فهي تمثل حالة من الاضطراب والارتباك ، وهي بالتالي لا تعني السعادة ، وهذا ما تكرر، وتكرر مرة أخرى في حالة الضحك وهو يتحدث عن موت الأب وهذا الحديث الذي يبين أن سبب قتل الأب هي الدولة ، فيضحك لأنه يشفق ويرفق بالدولة ، وهذا ضحك
حزين لأن الدولة هي متورطة بما يحدث سواء بإراداتها أم بالرغم عنها ، وهي غير قادرة على إيقاف هذا الموت ، فجعل الممثل يرفق بالدولة إلى حالة الاشفاق ، ولكن
الاشفاق هو حالة حزن ، ولو كان ضحكا فهو ضحك أسود.
إن البعد السياسي هو مبعث رئيس لانطلاق هذه المسرحية ، فعمد المخرج في شارع الواقعة على ربط السياسة بالمسرحية ، وقد برز البعد السياسي كمتعدد في العراق مثل البعد الديني والطائفي ، والإيديولوجيا ، والدولة هي بالتالي تمثل رؤى سياسية من خلال الأحزاب التي تتشكل فيها ، وقد أشار المخرج على لسان الممثل إلى الدولة وبصورة تكرارية أيضا ، وهو يدين الدولة والتي تدر الشفقة ، ولكنها تصنع الواقعة أيضا... ولا تقرأ هذه المسرحية بعيدا عن دعوات الانفصال والكونفدرالية.
ومرة أخرى حاول المخرج أن يبني حالة الحزن على بكائية التعزية ، وهي ما يشار إليه على أنه مسرح ما قبل المسرح ونحن نتحدث عن تأصيل المسرح العربي أو المسرح في الوطن العربي ، وكانت هذه البكائية تمثل حالة الفجائعية التي تحمل بطياتها مضمونية الندم
وهذا الندم غير ذاك الندم في التعزية المعروفة ، الندم هنا لماذا نتقاتل ، وليس
الندم لماذا لا نصطف لنتقاتل، وربما يشار إلى ذلك بحالة النحيب التي كانت في البداية والنهاية وهي تعبر عن الندم، الأب مات والابن مات والزوج غائب والزوجة ضاعت... الرصاص والدم الأسود ، والطقس العزائي : لا ، لا ، لا ، تعبر عن حالة الرفض وهذا الرفض يبدو مرفوضا من الاثنين ، الرفض لهذا الموت والقتل.
إن الموسيقى والبكائية مفردة من مفردات العرض المسرحي، وقد شاركت الموسيقى بهذه البكائية من خلال المقطع الموسيقى الحزين ، والذي يعبر عن حدث حزين في بداية
المسرحية ، فكان المقطع الموسيقى هو معطى شعوري تعبيري عما يمكن أن نراه وعما يمكن أن نسمعه، وقد تساوق مع الحالة العامة التي سادت المسرحية من البداية حتى النهاية،
وكرر المقطع مرة ثانية في نهاية المسرحية.

والإضاءة من معطيات المسرحية الأخرى التي تتساوق مع العرض المسرحي ، فالإضاءة بدأت خافتة وانتهت خافتة
، وهي تعبر عن حالة من الخوف والقلق وكأن الضوء هو المفتاح الذي يقود للقتل وليس
للحياة ، الإضاة الخافتة يمكن الاستعانة بأشياء أخرى لزيادة توضيحها ، عندما يضع
كفه قريبا من عينه وهو يتحدث عن الآخرين التائهين في الشارع ، وهي حالة تبين عن
حالة الضياع ... ويمكن قراءة الإضاءة بثلاثية : الحزن ، الحرب ، والتعتيم على ما
يجري لإخفائه... والإضاءة أيضا كانت حالة مكررة من خلال تقطيع الإضاءة .

واللون مثل مفردة أخرى في المسرحية ، وقد بدا ثلاثة ألوان ، ولكن ما يطغى على الثنائية هو اللون الأحمر والأخضر وكل شخصية ارتدت لونا كوشاح ، وتعطي هذه الدلالة في حالة اللون الأخضر عدة دلالات ربما تقرأ على أن هناك جزءا سلميا وتهدأ الأمور ، ولكن
سرعان ما تتبدل باللون الأحمر الذي يعني الموت .

وهذا اللون تم تكراره مرتين في البداية والنهاية ، وربما التمثيل بهذين اللونين أيضا من خلال الإشارة الطائفية ، وهي بالتالي إشارة دينية ، إذا كانت العمامة حمراء ، لماذا لا تكون هناك عمامة خضراء ، فهذه الثنائية تعني الندية من جانب والتي تقود
إلى التصارع في نهاية الأمر وكل واحد سيلزم حده.
إن اللون الأسود كلون لباس للمرأة العراقية ، ولكن هذا اللون لا يمكن أن نقرأه على أنه زي بقدر ما هو دلالة على حالة الحزن ، والقهر أيضا ، فالحزن الذي يدمي النفس نتيجة لهذا الموت المتربص بكل متحرك وهو الإنسان ، ولكن الثوب الأسود قد يعني الحالة القهرية للزوجة التي لم تعد لزوجها فقط ، فهذا الشيء لا يخفى إلا
بالسواد... وهذا اللون كرر مرة أخرى بين الشخصيتين عندما يتصارعان وهي دلالة على غياب الأمل وفقدانه ، وهذا ما تستشعره الزوجه أيضا ، فالليل طويل وبارد ، والزوج غائب
... وهذه الحالة تعبير عن فقدان الأمل.

واللون الأسود مرة ثالثة مفردة ديكورية، بهذا الديكور الذي صبغ خشبة المسرح ليتساوق مع الواقعة، وهذه الأعمدة مرة أخرى والتي تمثل الفاصل بين الأمكنة هي سوداء لأنها حواجز مانعة تمنع التواصل وتتساوق مع الواقعة.
إن إرادة الخروج من هذا المأزق عندما ينادي أمه : أريد الخروج ، لتجيبه دائما
بانتظار الرصاص والموت ,,, وهنا إشارة إلى التخلص من هذه الحرب.

فالشارع هو المجتمع الذي يعبر عن حالة انتقال العراقيين إليه كساحة حرب، وهذه الساحة اتسعت للجميع كي
يتصارعوا .
ومن خلال الصوت الصاخب والمطالبة برحيل الآخر ، تبين المسرحية كإيمان مطلق بالرأي الطائفي والحزبي وبالتالي ينسحب على الجميع افرادا وجماعات ، لأن الذي
سيدفع الثمن في النهاية هم الأفراد والجماعات. هناك أيضا ثنائية الخطاب : فالخطاب الإيديولوجي والذي تحدثت عنه على المستوى الطائفي الديني ، وهناك الخطاب
السياسي الذي توجه المسرحية إليه الشفقة ، هذا الخطاب يزيد الأمر سوءا ، وهناك الخطاب الحزبي مرة ثالثة وهو خطاب إيديولوجي ولكنه متعدد . والصوت مثل بدقات بندول
الساعة التكرارية والتي ابانت عن حالة ترقب ، بعدما سقطت القذيفة عند رأس
الشارع.
إن ثنائية القبول والتحارب بدت مكررة في المسرحية، وتتمثل هذه الثنائية عندما يدير كل منهما ظهره للآخر ، وكل منهما يريد التوقف ، ولكن فجأة في حالة
المواجهة لا يكون هناك إلا الرصاص . .. رفض الآخر والاستمرار بسماع الرصاص يدل على
غياب الحوار ، وربما نقرأ ظهر كل شخصية للأخرى هي حالة رفض التحاور.


فالمرأة
في العرض المسرحي والتي حضرت كتجسيد قام به الممثل – لا توجد شخصية نسائية في
العرض -
تمثل معطى في المسرحية الشخصية المسلوبة والمهانة من قبل الآخر ، وربما المرأة هنا
مرة ثانية التي تعني الأرض فالأرض مغتصبة... ولو مثلت المرأة حقيقة على الركح
لجاءت بتجسيد أكثر تعبيرا عن المسرحية ، وخاصة أن المرأة تملك أدوات تجسد المسرحية
والموضوع ، فهي صوت يختلف عن صوت الرجل ، وهي جسد يختلف عن جسد الرجل ، وهي
بالتالي متشاركة في صنع الحياة مهما كانت قاسية أو لينة ، فحضورها الجسدي ضروري
يبين عن كل الدلالات التي تزيد من تجسيد العرض المسرحي.


إن
المسرحية أبانت عن أن شعرة معاوية لا تحتمل الشد فلا بد أنها تنقطع ، وهي دلالة
سوداوية ، والتي تمثلت بالرصاص المتواصل والقنابل حتى تلك التي تسقط من السماء على
أرض العراق.

فالصوت الطاغي على المسرحية ، وما ردد في المسرحية ، وما جعله المخرج كلمة له على الغلاف
: الدخان يتسكع في المدينة / الرصاص في الأجساد / الملثمون في السماء / الدموع في
العيون / الأغاني الرديئة في الأذان ... وعلى أرصفة ذاكرتنا / يتسكع جيش من
التائهين يذكرنا مرة أخرى بحالة السوداوية والاستغلاق.

الممثل عصب العرض المسرحي في كل أشكال العرض ، فلابد أن يكون الممثل
هو المحرك للعرض المسرحي حتى لو كان في عرض صامت ، أو حركة جسدية ، فكيف به لوكان العرض يعتمد على القول والتلفظ ؟ لهذا كي نريد أن نأخذ العرض المسرحي إلى النجاح أن يثق بالممثل ، وأن يعطى هذه الحرية التي تجعله غير مقيد بخيط مربوط بالمخرج ، وهنا أقصد أن الممثل ليس دمية / ماريونيت ، وبالتالي يجب نزع هذه القيود عنه ،
فالممثل ليس كذابا مهما قام بدور " الهو "... وربما التكرارية في العرض
تبين عن هذا القيد.


فالممثل ليس كذابا ، قد يعني بالضرورة تمثله للشخصية التي يمثلها ، وهي بالتالي ستنعكس
عليه وعلى المتلقي ، وهنا يحدث التواصل إلى درجة المشاركة بالعمل المسرحي.


إن المتلقي والتواصل هو العنصر المهم جدا في العرض المسرحي، فالمسرحية تخاطب المتلقي المتجانس وغير المتجانس ، ليحدد موقفه وهي تطرح عليه السؤال الضمني
ما رأيك ؟ فالموقف لا يتشكل من خلال المسرحية ، إنما يتشكل من خلال المتلقي... والمخرج
يجر المتلقي إلى مصداقية العرض.


فالعرض
المسرحي مثل التواصل مع المتلقي ، والمتلقي متواصل مع العرض من خلال اللعبة
المسرحية التي تبين عن التعاطف، وهذا الشيء يحسب للمخرج ، وإن كانت هذه الثيمة
معروفة من قبل المتلقي إلا أنها ستكسب الكثير من التعاطف مع العرض المسرحي ، وهذا
ما رأيناه من خلال هذا التواجد الذي يرتقب العرض المسرحي متى يبدأ ؟ وربما قد يكون
المتلقي لديه نظرة استباقية عما سيكون عليه العرض ، فالعنوان يحيل إلى هذا
الاستباق ، وخاصة في الكلمة الثانية الواقعة ، وهي ذات مدلول درامي أصلا.


إن
هذه المسرحية تدور حول الحالة العراقية القائمة على التحارب والصراع السياسي ،
وانعكاس كل هذا على الوضع الاجتماعي للعراق، من حيث حالة الترحال والسفر والتغريب
الأسري.


لهذا
وبما أن الحالة لا يبدو فيها انبلاج لبقعة الضوء والتي قد تطول ، تبدو فيها لغة
الحوار غائبة ، لنصنع لنا طاولة مستديرة ويجلس عليها الجميع، فتبين المسرحية عن
استغلاق الحوار، ولماذا نكرر صورة التصارع ، ولماذا الاستغراق بهذا الاغتراب
والسوداوية والتحارب ؟ ولكن من دون نتيجة طوال المسرحية ، ولماذا لا نسمع بدلا من
صوت الرصاص صوت الحوار والرؤى والأحلام ؟ ربما هذه الرؤية هي أجدى من رؤية أنفسنا في المرآة لنبحث عن بثور غير مرغوب بها لإزالتها ، ولكننا قد نبتسم في وجوه بعضنا لنؤكد لأنفسنا وغيرنا أن البثور اندملت ، وربما نغمض أعيننا عنها حتى لو شكلت
وخزات ألم، وخاصة أن الذين يقومون بهذا العمل هم من الشباب.
إن السينوغرافيا قد أعطت الدلالة الواضحة وهي تتساوق مع الموضوع من خلال المفردات التي شكلت بناء المسرحية كما أشرت إليها ، والممثلان اندمجا تماما في موضوع
المسرحية بأشكال تعبيرية وجسدية وحركية وصوتية، ليعبرا عن الموضوع المسرحي على
خشبة المسرح.


المصدر:

منصورعمايرة كاتب مسرحي وروائي أردني [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط]

23-11-2011


الفنان محسن النصار
الفنان محسن النصار
مدير هيئة التحرير

الجنس : ذكر
عدد المساهمات : 3277
تكريم وشكر وتقدير : 5358
تاريخ الميلاد : 20/06/1965
تاريخ التسجيل : 12/10/2010
العمر : 58
الموقع الموقع : http://theatermaga.blogspot.com/

https://theaterarts.yoo7.com

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

مُشاطرة هذه المقالة على: reddit
- مواضيع مماثلة

 
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى