منتدى مجلة الفنون المسرحية
مرحبا بكم في منتدى مجلة الفنون المسرحية : نحو مسرح جديد ومتجدد

انضم إلى المنتدى ، فالأمر سريع وسهل

منتدى مجلة الفنون المسرحية
مرحبا بكم في منتدى مجلة الفنون المسرحية : نحو مسرح جديد ومتجدد
منتدى مجلة الفنون المسرحية
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.
بحـث
 
 

نتائج البحث
 


Rechercher بحث متقدم

المواضيع الأخيرة
» كتاب "الإخراج المسرحي " تأليف د. جميل حمداوي
تساؤلات مسرحية – راشد مصطفي بخيت  Icon_minitime1السبت 30 مارس 2024, 12:20 am من طرف بلحول واسيني

» الهيئة العربية للمسرح تعلن قائمة العشرين في مسابقة تأليف نصوص الكبار 2023 ثلاثة وعشرون كاتباً أحتلت نصوصهم
تساؤلات مسرحية – راشد مصطفي بخيت  Icon_minitime1الخميس 23 نوفمبر 2023, 4:43 am من طرف الفنان محسن النصار

» الهيئة العربية للمسرح تعلن قائمة العشرين في مسابقة تأليف النص المسرحي الموجه للأطفال من سن 6 إلى 18 سنة، في العام 2023 (النسخة 16) واحتل ثلاثة وعشرون نصا مسرحيا المراتب العشرين الأفضل
تساؤلات مسرحية – راشد مصطفي بخيت  Icon_minitime1الخميس 23 نوفمبر 2023, 4:30 am من طرف الفنان محسن النصار

» فتح باب المشاركة في ملتقى بابل الدولي لفنون الشارع الدورة الرابعة مارس 2024
تساؤلات مسرحية – راشد مصطفي بخيت  Icon_minitime1الثلاثاء 21 نوفمبر 2023, 1:00 am من طرف الفنان محسن النصار

» اختتام مهرجان اللواء الأخضر للمسرح الثنائي في دورته الأولى في اليمن
تساؤلات مسرحية – راشد مصطفي بخيت  Icon_minitime1الثلاثاء 21 نوفمبر 2023, 12:57 am من طرف الفنان محسن النصار

» اختتام مهرجان اللواء الأخضر للمسرح الثنائي في دورته الأولى في اليمن
تساؤلات مسرحية – راشد مصطفي بخيت  Icon_minitime1الثلاثاء 21 نوفمبر 2023, 12:57 am من طرف الفنان محسن النصار

» عرض مسرحية " عودة ترشيد " لفرقة مسرح العائلة في الشارقة
تساؤلات مسرحية – راشد مصطفي بخيت  Icon_minitime1الثلاثاء 21 نوفمبر 2023, 12:54 am من طرف الفنان محسن النصار

» اسماعيل عبدالله :المهرجان في دورته الجديدة منصة مفتوحة للإبداعات العربية الأفضل والأجود
تساؤلات مسرحية – راشد مصطفي بخيت  Icon_minitime1الأحد 15 أكتوبر 2023, 10:20 pm من طرف الفنان محسن النصار

» "من أجل الجنة إيكاروس" من مصر يفوز بجائزة أفضل عرض مسرحي في الدورة الثلاثين من مهرجان القاهرة الدولي للمسرح التجريبي
تساؤلات مسرحية – راشد مصطفي بخيت  Icon_minitime1الثلاثاء 12 سبتمبر 2023, 11:05 pm من طرف الفنان محسن النصار

مكتبة الصور


تساؤلات مسرحية – راشد مصطفي بخيت  Empty
مايو 2024
الأحدالإثنينالثلاثاءالأربعاءالخميسالجمعةالسبت
   1234
567891011
12131415161718
19202122232425
262728293031 

اليومية اليومية

تدفق ال RSS


Yahoo! 
MSN 
AOL 
Netvibes 
Bloglines 


تسجيل صفحاتك المفضلة في مواقع خارجية

تسجيل صفحاتك المفضلة في مواقع خارجية reddit      

قم بحفض و مشاطرة الرابط المسرح الجاد رمز تفتخر به الأنسانية على موقع حفض الصفحات

قم بحفض و مشاطرة الرابط منتدى مجلة الفنون المسرحية على موقع حفض الصفحات

مجلة الفنون المسرحية
مجلة الفنون المسرحيةتمثل القيم الجمالية والفكرية والفلسفية والثقافية والأجتماعية في المجتمع الأنسانيوتعتمد المسرج الجاد اساس لها وتقوم فكرة المسرح الجاد على أيجاد المضمون والشكل أو الرؤية؛ لكي تقدم بأفكار متقدمة من النواحي الجمالية والفلسفية والفكرية والثقافية والأجتماعية وتأكيدها في المسرحية ، وكلمة جاد مرتبطة بالجدية والحداثة التي تخاطب مختلف التيارات الفكرية والفلسفية والسياسية والعقائدية. بدأ المسرح كشكل طقسي في المجتمع البدائي ، وقام الإنسان الذي انبهر بمحيطه بترجمة الطقس إلى أسطورة ، ولتكون الصورة هي مقدمة للفكرة التي ولفت آلية الحراك العفوي ، ثم الانتقال بهذا الحراك إلى محاولة التحكم به عبر أداء طقوس دينية أو فنية كالرقص في المناسبات والأعياد, وولادة حركات تمثيلية أداها الإنسان للخروج عن مألوفه .. وأفكار التقطهاوطورها فيما بعد الإغريق وأسسوا مسرحهم التراجيدي ، ومنذ ذلك الحين والمسرح يشكل عنصرا فنيا أساسيا في المجتمع ، ويرصد جوانب مختلفة من الحياة الأنسانية ، ومع كل مرحلة نجد أن المسرح يواكب تغيراتها وفق رؤى جدية غير تقليدية ، و تبعا للشرط ( الزمكاني ) شهد هذا الفن قدرة كبيرة على التجدد من المسرح التراجيدي الكلاسيكي الى الرومانسي والى كلاسك حديث إلى الواقعي والطبيعي والرمزي والسريالي واللامعقول ومسرح الغضب ، والسياسي وفي كل مرحلة من مراحل تطور المسرح تحمل بدون شك بعدا جديا وتجريبياً تتمثل إشكاليات تلك المرحلة وتعبر عن ظروفها الثقافية والاجتماعية والسياسية والاقتصادية , المسرح الجاد يؤكد قدرة المسرح على أستيعاب التجارب السابقة وإعادة صياغتها ، نحو الحداثة والخروج من العلبة الإيطالية إلى الفضاء المفتوح ، وتناول عناصر العرض المسرحي التي وضعها ستانسلافسكي ( التكامل والتوازن بين الكاتب والمخرج والممثل والجمهور) بطرق جديدة وبما أن أهم سمة في المسرح الجاد هي المعاصرة نحو التحولات المعرفية والتي هدمت كثيرا من الحواجز و كانت مقدمة لولادة الأفكار المعرفية الكونية ، فأثبت المسرح الجاد وجوده ليواكب الحداثة بكل مكوناتها ، و أثبت وجوده في العالم كله ، خلال العقدين الأخيرين من القرن العشرين ، حمل شرف ولادة مسرح اللامعقول على يد يوجين يونسكو وصموئيل بيكت وفرناندوا أرابال .. هو مسرح الكل بامتياز أوربي – عربي – أمريكي.. الكل ساهم ويساهم في تطويره ووضع خصائصه .. و يمتاز المسرح التجريبي بتجاوزه لكل ما هو مألوف وسائد ومتوارث و الإيتان التجريبي إمكانية تجاوز الخطوط الحمراء البنوية والشكلية من خلال ( جسد ، فضاء ، سينوغرافيا ، أدوات ) .. ومنها : - تفكيك النص و إلغاء سلطته ، أي إخضاع النص الأدبي للتجريب ، والتخلص من الفكرة ليقدم نفسه يحمل هم التجديد والتصدي لقضايا معاصرة ويوحد النظرة إليها عبر رؤيا متقدمة ،أو على الأقل رؤيا يمكننا من خلالها فهم ما يجري حولنا عبر صيغ جمالية وفنيةوفلسفية ، لكنها في جوهرها تمثل جزءا من مكاشفة يتصدى لها المسرح كفن أزلي باقٍ مادام الإنسان موجودا . السينوغرافيا والفضاء المسرحي ويتأتى دور التعبير الجسدي في توصيل الحالة الفنية وكأن الحركة هي اللغة التي يضاف إليها الإشارات والأيحاءات والعلامات والأدوات المتاحة لمحاكاة المتفرج .. أسئلة مطروحة أمام المسرح الجاد : تقف أمام المسرح الجاد كثير من الأسئلة ، ويحاول المسرحيون تجاوزها عبر المختبر المسرحي ، ومن هذه الأسئلة : لماذا لا تكون اطروحات العرض أكثر منطقية عبر توظيف عناصر العرض وفق توليفة متكاملة للغة والحركة والإشارة والعلامة ؟ لماذا لا يستفيد من التراث الشعبي ؟ ماذا عن الغموض ؟ - لماذا القسرية في إقصاء الخاص لصالح العام ؟ وهل يمكن أن ينجح ذلك ؟ - ماذا عن اللغة ؟ وهل هي عائق أمام انتشاره العالمي ؟ يبقى المسرح الجاد تجريب لضرورة من ضرورات الحياة بمجملها ، والمسرح يطرح أسئلة كبيرة وهذه إحدى مهامه الأساسية ، ويعكس إلى حد كبير الهواجس التي تعتري باطن الإنسان قبل ظاهره ، ورغم الأسئلة المطروحة وجديتها ، تجد المسرحية أفكارا وفلسفة للنص ،وبالتالي خلق فضاء أوسع للأداء عبر صيغ جمالية مؤثرة ذات دلالة معبرة .. كما توظف الإضاءة والحركة والموسيقى والرقص على حساب النص , المخرج هو المحور في العرض , الممثل هو أداة في تشكيل العرض الحركي . .
تصويت

تساؤلات مسرحية – راشد مصطفي بخيت

اذهب الى الأسفل

13022012

مُساهمة 

تساؤلات مسرحية – راشد مصطفي بخيت  Empty تساؤلات مسرحية – راشد مصطفي بخيت





تساؤلات مسرحية – راشد مصطفي بخيت




بين (حيز المعرفة و (حيز الفهم).

تساؤلات مسرحية

راشد مصطفي بخيت


نبرة عالية الصوت تلك التي تكلَّمت بها التجارب المسرحية المعاصرة تجاه الحساسيات الجديدة في التفكير الفلسفي المنتمي لأفق اللسان. فبعد عصر التجارب الكبيرة التي خلفتها الموجة الفكرية العارمة لسيادة الواقعية، حتى نهاية النصف الأوَّل من القرن العشرين، بدأت التقاليد المرعية التي كرَّستها هذه السيادة علي مستوى
(التأليف) المسرحي – وهي صيغة المسرحية المحكمة الصُنع – تتهاوى بهدوء أمام وابل الضربات الموجعة التي وجهتها لها أيادي (العبث) الفرنسي مع بداية عرض مسرحية (صمويل بيكيت) الشهيرة (في انتظار غودو) في العام 1952.
مشهدنا المسرحي المعاصر في السودان، انقطع عن الأسس الفكرية والفلسفية لهذا التحول الكبير وما تمخَّض عنه من فتوحات لاحقة علي مستوي (صورة العرض المسرحي)، أو علي مستوى مفاهيمه الجديدة وفق التطورات التي حدثت في النظرية النقدية نفسها. ففي اقتفاءه لأثر صيغة المسرحية الواقعية راهناً، اختار النص المسرحي السوداني في الغالب صيغة
(المسرحية المهلهلة الصنع). فهذه الواقعية السودانية علي سبيل المثال لا تقدم (شريحة من الحياة)، إلا بعد عطنها في مستنقع آسن من الأكليشيهات والصور النمطية التي تفرض علي الواقع صوراً هي ليست منه بالأساس، إنما تمَّاختراعها كلياً لتطابق صورة متوهمة لإنسان الأطراف، يتم ترسيخها وإعادة إنتاجها عن طريق الترسيخ التكراري. هذه الصورة التي تقذفها تجاهنا خشبة المسرح لنمط (عربي الجزيرة) بحواراته السمجة المتكلفة، وأقدامه التي لا تكف عن القفز الأبله، هي مثال حي لتأكيد هذا (الوهم) الواقعي. أنظر مثلاً
لصورة إعلان حجارة البطارية ماركة (نايل بور) أو (زيوت فوكس) (الريَّحَت المزارعين)! وستعرف مدي انتشار هذا (النمط) حتى علي مستوي تصميم الدعاية الإعلانية.
واقعيتنا فوق هذا وذاك لا تنزل إلي مجر القاذورات لا للاستحمام به؛ ولا حتى لتنظيفه! فهي تنزل فحسب.
لكن ذلك يتم بلا هدف في أغلب الأحيان. هل هذه الصورة صورة تخبر عن الواقع؟ أم تخترعه؟
مع دخولنا عصر الصورة – والمسرح هو أحد وسائل صناعتها – انتقل تأثير وسائل الإعلام والفنون البصرية من حيز صناعة الوعي و الأفكار والتصورات، إلي حيز التأثير علي الإدراك والرؤية. فإذا كانت هذه الصور التي تصنعها وسائل الإعلام والفنون هي بالأساس صور زائفة، “هذا يعني ببساطة، انتقال آليات التزييف من الاشتغال
علي (ملكة الفهم)، إلي الاشتغال علي (ملكة الحس) والإدراك الحسي”[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط]. وبهذه الكيفية المخاتلة، تصبح صورة الواقع، صورة أبعد ما تكون عنه لكنها تمهد لصناعته وفق صور زائفة، يعتمدها الواقع بعد حين كصور تعكس الحقيقة
ويتعرف عبرها علي خصائص هذا (النمط).
ما نود مناقشته هنا، ليس هذا القصور البائن في التأليف المسرحي المعاصر الذي لا يمكن مقارنته بالتأليف المسرحي العربي أو العالمي علي سبيل المثال. فذلك شأن تجاوزته نسبياً النظرية النقدية المعاصرة وفق صورته التقليدية التي تبحث عن شروط للنص تتم مطابقتها ببساطة مع سمات الأجناس المسرحية المختلفة كما درجنا علي
ذلك.
فقد دشَّنت الدراسات المسرحية المعاصرة اتجاهات جديدة في النظرية النقدية لم تعد تولي النص المسرحي ذات العناية التي أولتها له من قبل. فمع (نظرية العرض المسرحي) وما
تلاها من فتوحات في جوانب دراسة الثقافة (السمع مرئية) و ( دراسات
الأداء) “لم يعد النص في حد ذاته موضع اهتمامنا، إنما كيفية توليد هذا النص
وتأويله أو ترجمته، وكيفية أدائه سواء علي خشبة المسرح أو حتى في ذهن
القارئ، هو الذي أصبح يشكل موضع اهتمامنا”[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط] الجديد.

انفتح المسرح علي خبرات
جديدة لدراسة (صورة العرض المسرحي) بمعزل عن الارتهان لسلطة النص. لكن ذلك
تمَّ بشروط جديدة اتسعت دوائر قراءتها وتحليلها لتشمل مختلف جوانب العلوم
الإنسانية و دراسات التلقي المسرحي عبر محطات فلسفة التأويل.

أصبح العرض المسرحي يشمل
وفق منطق الدراسات (العبر تخصصية) علي (نصوص شارحة) أخرى و (خطاب للإخراج)
ليس مشروطاً بمعني واحد كما كان من قبل. وقد أمدَّت هذه الدراسات التأويلية
المسرح بمعارف جديدة بلغ تعقيدها ما لا يحصى. و “إن أحد محاولات إمداد
المسرح ببدائل جديدة نابعة من التطورات الحديثة في النظرية النقدية تكمن في
تحرير المؤدي من استبداد المخرج. وباستخدام إحدى مقولات التنوير الشائعة
نقول: أنه آن الأوان بالنسبة للمؤدي أن يستعيد مرة أخرى شجاعته في إعمال
عقله، إذ لم يعد في حاجة أو لم يعد مضطراً إلي الاعتماد علي مخرج يخبره بما
يعنيه النص.


يستدعي هذا تفهماً لمبدأ
(التوازي) في الممارسة الأدائية والذي يعني استيعاب الطبيعة الدينامية
المتغيرة للمعني ذاته. كما أن الوقت قد حان أيضاً للعودة إلي روح مسرح عصر
النهضة ومسرح العصور الوسطي حين كان يشكل المؤدي وما يؤديه لحمة العرض
وسداه”[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط].


وإذا كان لزاماً علينا
الخضوع لسلطة النص أو الإخراج بمفهومه، فذلك الآن لم يعد يتم بتلك البساطة
التي يكتفي عندها المخرج بمقولة (هذا ما كُنت أعنيه)! فهنالك علي الضفة
الأخرى مما تعني، تقف (دراسات التلقي) و (المسافة التأويلية) و (نظرية
العرض). وبجماع هذه المعارف الجديدة لم يعد من اللائق أبداً أن نتحدث عن ما
هو دقيق بالأصل بعمومية بائخة.


” إن آفاقاً جديدة فُتحت
أمام المسرح في الوقت الحاضر، خاصةً فيما يتعلق بتوظيف نظريات مثل نظرية
النسبية التي أطاحت بكل المفاهيم الثابتة التي كوناها عن المكان والزمان،
وذلك لتطوير بناءً استعارياً يتميز عن المنطق الملازم للمسرحية الكلاسيكية
كما وضعه أرسطو. وهكذا تمَّ التشكك في المفاهيم الدرامية التقليدية مثل
مفهوم الحبكة التي لا بد أن تكون خطية، منطقية، وخاضعة لمبدأ السبب
والنتيجة. ومفهوم الشخصية التي لا بد أن تكون ذات طبيعة أخلاقية، تعليمية،
أو حتى مفهوم الرسالة الدرامية التي من المفترض فيها أن تكون حقيقة جوهرية.
إلا أن التكيف مع مثل هذه الآفاق الخصبة لن يكون سهلاً وسريعاً.


يميز فولتير بين شيئين:
اكتشاف مجال جديد، والاستيعاب الكامل لهذا المجال. في حالة الاكتشاف نوجد
في حيز المعرفة، أما في حالة الاستيعاب الكامل فإننا نتقدم إلي حيز الفهم “[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط].
فلنتقدم إذن خطوة تجاه حيز المعرفة، أملاً في الوصول إلي حيز الفهم
الفعلي. ذلك لأن الأخير علي وجه الدقة هو ما يمكننا من صناعة تجارب مسرحية
يؤبه لها علي مستوى الصورة المسرحية وعلي مستوى الآفاق الفكرية التي
تعالجها أيضاً.


هل المسرح السوداني المعاصر إذن، مسرح تجارب؟

أسفرت الخبرة التجريبية
للمسرح المعاصر في مستواه العالمي منذ لحظة (آنتونين آرتو) الباحثة عن أصل
للحياة، عن تجارب عديدة في صناعة العرض المسرحي لا تقل مسئولية عن صناعة
البنسلين. فمثلما تقدمت حقول الشعر والرواية والقصة مثلاً، في صناعة وتحليل
اللغة لأقصي درجاتها الممكنة، وفي بعض الأحيان لما هو غير ممكن! نهض هذا
التحول في حقل الدراسات المسرحية علي فقدان الثقة باللغة نفسها كما أكَّدت
ذلك تجربة العبث الفرنسي علي سبيل المثال.


“فاللغة في مسرح العبث وفي
مسرحيات (بيكيت) خاصة تصبح مجرَّد أصوات جوفاء، الهدف الوحيد منها هو درء
غائلة الصمت الموحش الذي يلف الإنسان في وحدته الوجودية”[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط]. يقول (آرتو) واصفاً المسرح الكلاسيكي: “علي هذا المسرح أن يتجاوز مبدئياً فكرة اللغة من أجل الاقتراب من أصل الحياة”.[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط]


يرغب آرتو إذن في الاقتراب
من أصل الحياة، وأصل الحياة عنده يعني “العودة بلغة المسرح إلي المرحلة
البدائية – مرحلة ما قبل اللغة – ليحقق بها رؤيته. لذلك يعتبر وظيفة المسرح
الجامد التقليدي هي وظيفة ثانوية. لأن الوظائف النفسية والأخلاقية لم تحل
أزمة الإنسان”[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط] كما رآها بعيونه.


بعد آرتو ظهرت تجارب عديدة
علي مستوى صياغة العرض الجديد، أبرزها تجارب (بيتر بروك) (جيرزي غروتو
فسكي) و (أوجينيو باربا) و (أوغستو بوال).


جميع هذه التجارب خلَّفت
وراءها وابلاً من المفاهيم الجديدة التي تركت بصماتها واضحة علي صورة العرض
المسرحي الجديد. لكن هل استفدنا من هذه المفاهيم في صناعة صورة العرض
المسرحي السوداني علي طريقتنا الخاصة؟


المتتبع لمسيرة المسرح
السوداني علي الأقل منذ بداية الألفية الثالثة، يلحظ أن مساره التجريبي
ينزع نحو اللعب بالصور والأجساد ليس بحثاً عن إجابات محددة أو استناداً علي
أسئلة كبري ينتوي الإجابة عليها كما فعلت معظم هذه التجارب. فالتجريب في
المسرح السوداني لا يختلف كثيراً عن طريقة اقتفاء أثر المسرحية المحكمة
الصنع السابق ذكرها. حيث ينتج في أغلب الأحيان وباستثناءات قليلة تجريباً
(لا صلة له بأصل لحياة). إنه يجرِّب فقط، لأجل التجريب!


” جاء المشهد المسرحي عند
(جروتوفسكي) عبارة عن لغة بدائية تعتمد علي الأصوات والإشارات بحيث يمكن
التعرف علي دلالاتها من خلال القيمة الدلالية لكل مفردة من مفردات العرض”[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط].


استهدف (بيتر بروك) “توحيد
المجتمع العالمي من خلال المسرح، ذلك من خلال محاولاته الدائبة لاكتشاف
الخبرات الإنسانية المشتركة داخل الثقافات المختلفة، ومن ثم مزج هذه
الخبرات وتوحيدها بغرض التوصل إلي لغة عالمية للأداء، حتى إنه قام بتكوين
فرقة من مجموعة من الممثلين الذين ينتمون لثقافات مختلفة”[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط].


إن الميول المعاصرة للتجريب
في المسرح، لم تجد فكاكاً من الأسئلة الفكرية والفلسفية الصعبة في عصر
التحولات الكبيرة. ولقد زاوجت جميع هذه التجارب بين سؤال البحث عن صورة
مسرحية جديدة تقنياً وبين ضرورة البحث المنفتح علي أفق العلوم الإنسانية،
وبرزت أسئلة الثقافة البشرية وأسئلة التعدد الثقافي والاختلاف الثقافي
والتهميش بمفهومه الأكثر عمقاً كما تجلى ذلك في تجارب أنثربولوجيا المسرح
مع (أوجينيو باربا).


“أصبح علي المسرح الجديد أن
يبدأ في بناء علاقات جديدة مع المتلقي. الأمر الذي دفع رجال المسرح
المعاصر في العقود الأخيرة من القرن العشرين، ومنهم باربا إلي البحث عن
مسرح أو نوع من النشاط المسرحي يلتقي من خلاله أو فيه الفرد مع الفرد
الآخر، والمختلف عن المختلف الآخر. مسرح يبحث في التعبير عن تلك العلاقات
الاجتماعية الجديدة التي فرضتها التغيرات العالمية المعاصرة. لذا سار باربا
بحثاً عن مسرح للمهمشين وللمختلفين ممن يحلمون أو ينشدون حياة أفضل وأعمق
وسط هذا العالم المتغير. ومن ثم فإن جوهر التجارب المسرحية التي قدمها
باربا في المسرح الثالث لا تكمن في مجموعة من العروض فحسب، بل تكمن كما
يقول هو نفسه في عيشَهُ كعلامة ملموسة لمجموعة من الأشخاص المعزولين
المهمشين من مختلف الأديان ومختلف اللغات، وفي الواقع كمجموعة من غير
المتكيفين الذين امتلكوا الشجاعة للانسحاب من الأراضي الثابتة حيث يبدوا
الناس وكأنهم يقومون بحرثها من أجل فائدة ما”[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط].


ومنذ باربا وإلي الآن، أصبح
المسرح لا يهتم فحسب بالجموع الغفيرة من المجتمع، بل تحول الاهتمام أيضاً
ليشمل حتى دائرة (الأقليات) السياسية التي “أشار لها فيلسوفان من فلاسفة
السياسة عند دراستهما للنظام السياسي الديمقراطي، فأشارا إلي طغيان
الأغلبية السياسية الديمقراطية وطمس معالم وحقوق الأقلية – وذلك من أخطر
عيوب الديمقراطية – أما الفيلسوف الأول فهو المفكر الفرنسي الشهير (أليكس
دي توكفيل) الذي كان أول من لفت الأذهان إلي طغيان الأغلبية، ومن ثم طمس
معالم الأقلية أو علي الأقل إهمال حقوقها وذلك في كتابه الهام (الديمقراطية
في أمريكا)، والثاني هو الفيلسوف الإنجليزي (جون ستيوارت ميل)[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط].
أما مع باربا، فقد اتسع مفهوم الأقلية ليشمل حتى الفرد الإنساني بتجريد
دقيق. ولأجل تحقيق هذا “يسلك باربا درب (الكوميديا ديلارتي) التي ظهرت في
القرن الخامس عشر الميلادي نتيجة لحاجة بعض الأفراد المهمشين، ممن يعيشون
خارج الأعراف الاجتماعية المألوفة إلي صورة أخرى من خلال تجمعهم في مجموعة
واحدة يشترك أفرادها في التطلع لهدف واحد، هو تحويل عدم اجتماعيتهم هذه إلي
اجتماعية”[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط].


أسئلة الحقوق المدنية و
أسئلة التعدد الثقافي، بل والاختلاف الثقافي كانت هي الأسس الفكرية التي
استندت عليها تجارب المسرح المعاصر كما بينا ذلك في بعض تجلياتها. وفي
المسرح السوداني المعاصر اقتفى أثر هذه الأسئلة المخرج المسرحي الراحل
(مجدي النور). فقد كتب علي إحدى قصاصاته الموزعة هنا وهناك عن عرض مسرحيته
(عجلة جادين الترزي) عن دوافع كتابته لها قائلاً: ” كنت دائماً أري الحياة
السودانية بعيدة عن خشبات المسرح. ذلك الهامش الممتلئ بالحياة في أطراف
المدينة، معاناة الإنسان في بيت من الخيش من جوالات أسمنت عطبرة أو كنانة،
فبدأت الكتابة عن ترزي بسيط موجود في (كرتون كسلا) وكل أحداث المسرحية تدور
هنالك”[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط].
وقد حاول الراحل في كل معظم مسرحياتها التي أخرجها للمسرح مقاربة أسئلة
هذا الهامش بصور مختلفة كتبنا عنها – مع آخرين – في الكتاب المخصص لتجربته
والصادر عن منشورات المسرح الوطني في العام 2007.


كثيراً ما نتحدث عن
(الجمهور) في منابرنا المسرحية وكثيراً ما يثير هذا الحديث لغطاً كثيفاً
مثلما حدث في الندوة التي عقدها الاتحاد قبل أشهرٍ قليلة وقدم فيها الممثل
القدير محمد عبد الرحيم قرني ورقة بذات العنوان. ينتج هذا اللغط في تقديري
من إشكاليتين أساسيتين:

الأولي هي أن سبل دراسة
الجمهور في عصرنا الراهن، توفرها نظرياً هذه الدراسات المتصلة بفتوحات
النظرية النقدية نفسها في مجال (دراسات التلقي) و (فلسفة التأويل) وبعض
التطبيقات المستمدة من علوم الإحصاء. ونحن لم نزل بعد نعتبرها ترفاً لا
لزوم له لذا فمن الطبيعي أن لا يصبح الجمهور بالنسبة لنا عنصراً معلوماً
نتخبط في دراسته ونكتفي فقط بتوصيفه ككتلة عامة متجانسة غير قابلة للوصف
الدقيق و تحكمه انطباعات لا (معارف).

علي سبيل المثال بتنا نعلم
الآن أنه ” تمَّ إخضاع تصفيق الجمهور واستحسانه للقياس، هذا فضلاً عن تسجيل
وتحليل ردود الأفعال الفردية للمتفرجين وذلك باستخدام العديد من طرائق
البحث مثل التصوير بالأشعة تحت الحمراء واستخدام أجهزة القياس عن بعد، التي
تسجل التغيرات في الوظائف البيولوجية لأفراد الجمهور مثل درجة حرارتهم،
ونبضهم وتنفسهم وما إلي ذلك” [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط].
كما بتنا نعلم أيضاً أن هنالك دراسات جادة تمت لتدعيم هذا الاتجاه في ”
مجال تصنيف عمليات الضحك. فبعض الباحثين توصل إلي وجود سبعة عمليات أو
أشكال مختلفة للضحك بينما توصل البعض الآخر منهم إلي وجود إحدى عشر نوعاً
من هذه العمليات” [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط]. تؤشر كل واحدة من هذه العمليات علي نوع استجابة معروف مسبقاً. فهل سنتقدم تجاه هذه الطرائق أم نكتفي بما نطلقه من عموميات فجة؟


أما الإشكالية الثانية فهي
تكنولوجية بحتة. فمعمار خشبات المسارح في السودان – علي قلتها – ليست مجهزة
بطرق تسمح بمثل هذه الأنواع من الدراسات. ذلك لأنها في الحقيقة ليست مؤهلة
حتى لتنفيذ إضاءة مدروسة أو أجهزة صوت غير تلك الشبيهة (بالمشنقة) وهي
تتدلي من أعلي المسرح. لم يعد هذا الأمر مكلفاً ولا صعباً؛ فهل سنفكر في
طرق أخرى – غير الدولة بالطبع – لتحقيقه؟ أم سنظل نلعن الظلام إلي ما لا
نهاية؟


في الختام لم أرغب في تقديم
ورقة مضبوطة صارمة البناء بقدر ما تعمدت كتابة ورقة إشكالية تحيل إلي
الشيء ولا تشخصه بتدقيق. تقفز من مشكلة إلي أخرى بخيط ناظم لا يخلو من
تعرجات. تطرح الأسئلة وتدل علي إجاباتها فقط. هي أسئلة غير مكتملة الإجابات
ولا ينبغي لها. ومن خلال ما تثيره من نقاش. سأعلم حقاً هل نجحت في مسعاي
هذا أم لا.






14 / يناير 2011.







[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط]1- أشرف حسن منصور – الفلسفة وأيديولوجيا الإعلام: إسهام الفكر المعاصر في دراسة وسائل الإعلام – موقع الحوار المتمدن – 2010 – [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط]



[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط] 2
– جوليان هيلتون – اتجاهات جديدة في المسرح - ترجمة د. أمين الرباط/سامح
فكري – القاهرة – أكاديمية الفنون وحدة الإصدارات – المسرح – 7 – ص 14.




[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط] - المرجع نفسه – 19.[iii]



[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط] - المرجع نفسه – ص 17.[iv]



[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط] - د. نهاد صليحة – التيارات المسرحية المعاصرة – هلا للنشر والتوزيع – القاهرة – الطبعة الأولي – 1999 – ص 110.[v]



[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط] 5
– ضمن د. مدحت كاشف – المسرح والإنسان: تقنيات العرض المسرحي المعاصر من
الملحمية إلي أنثربولوجيا المسرح – القاهرة – الهيئة المصرية العامة للكتاب
– الطبعة الأولي – 2008 – ص 26.




[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط] 6
– عادل حربي – محاور في المسرح العالمي: الأفكار والتقنية – منشورات
الخرطوم عاصمة للثقافة 2005 – الخرطوم – الطبعة الأولي – 2004 – ص39.




[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط] 7
– د. إبراهيم عبد الله غلوم – الخاصية المنفردة في الخطاب المسرحي: دراسات
نقدية – منشورات المجمع الثقافي – أبو ظبي – الطبعة الأولي – 1997 – ص
42.




[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط] - ضمن مدحت كاشف – مرجع سابق – ص 46.[ix]



[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط] - المرجع نفسه – ص 69.[x]



[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط] 10
– ويل كيميلكا – أوديسا التعددية الثقافية: سبر السياسات الدولية الجديدة
في التنوع – ترجمة إمام عبد الفتاح إمام – سلسلة عالم المعرفة – الكويت –
المجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب – يونيو 2011 – ص 13.




[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط] - مدحت كاشف – مرجع سابق – ص 69.[xii]



[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط] - صحيفة المنضرة – لسان حال المسرح القومي السوداني والفرقة القومية للتمثيل – العدد 15 – 2007 – ملف عن مجدي النور.[xiii]



[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط] - جوليان هيلتون – مرجع سابق – ص 110.[xiv]



[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط] - المرجع نفسه – ص 110.[xv]

* باحث مسرحي من السودان

ورقة مقدمة الى مهرجان أيام الخرطوم المسرحية 2012

المصدر :المسرح دوت كوم



الفنان محسن النصار
الفنان محسن النصار
مدير هيئة التحرير

الجنس : ذكر
عدد المساهمات : 3277
تكريم وشكر وتقدير : 5358
تاريخ الميلاد : 20/06/1965
تاريخ التسجيل : 12/10/2010
العمر : 58
الموقع الموقع : http://theatermaga.blogspot.com/

https://theaterarts.yoo7.com

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

مُشاطرة هذه المقالة على: reddit
- مواضيع مماثلة

 
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى