منتدى مجلة الفنون المسرحية
مرحبا بكم في منتدى مجلة الفنون المسرحية : نحو مسرح جديد ومتجدد

انضم إلى المنتدى ، فالأمر سريع وسهل

منتدى مجلة الفنون المسرحية
مرحبا بكم في منتدى مجلة الفنون المسرحية : نحو مسرح جديد ومتجدد
منتدى مجلة الفنون المسرحية
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.
بحـث
 
 

نتائج البحث
 


Rechercher بحث متقدم

المواضيع الأخيرة
» كتاب "الإخراج المسرحي " تأليف د. جميل حمداوي
"على ظلال الطف".. مسرحية ملحمية حسينية /‏ د. محمد حسين حبيب‏  Icon_minitime1السبت 30 مارس 2024, 12:20 am من طرف بلحول واسيني

» الهيئة العربية للمسرح تعلن قائمة العشرين في مسابقة تأليف نصوص الكبار 2023 ثلاثة وعشرون كاتباً أحتلت نصوصهم
"على ظلال الطف".. مسرحية ملحمية حسينية /‏ د. محمد حسين حبيب‏  Icon_minitime1الخميس 23 نوفمبر 2023, 4:43 am من طرف الفنان محسن النصار

» الهيئة العربية للمسرح تعلن قائمة العشرين في مسابقة تأليف النص المسرحي الموجه للأطفال من سن 6 إلى 18 سنة، في العام 2023 (النسخة 16) واحتل ثلاثة وعشرون نصا مسرحيا المراتب العشرين الأفضل
"على ظلال الطف".. مسرحية ملحمية حسينية /‏ د. محمد حسين حبيب‏  Icon_minitime1الخميس 23 نوفمبر 2023, 4:30 am من طرف الفنان محسن النصار

» فتح باب المشاركة في ملتقى بابل الدولي لفنون الشارع الدورة الرابعة مارس 2024
"على ظلال الطف".. مسرحية ملحمية حسينية /‏ د. محمد حسين حبيب‏  Icon_minitime1الثلاثاء 21 نوفمبر 2023, 1:00 am من طرف الفنان محسن النصار

» اختتام مهرجان اللواء الأخضر للمسرح الثنائي في دورته الأولى في اليمن
"على ظلال الطف".. مسرحية ملحمية حسينية /‏ د. محمد حسين حبيب‏  Icon_minitime1الثلاثاء 21 نوفمبر 2023, 12:57 am من طرف الفنان محسن النصار

» اختتام مهرجان اللواء الأخضر للمسرح الثنائي في دورته الأولى في اليمن
"على ظلال الطف".. مسرحية ملحمية حسينية /‏ د. محمد حسين حبيب‏  Icon_minitime1الثلاثاء 21 نوفمبر 2023, 12:57 am من طرف الفنان محسن النصار

» عرض مسرحية " عودة ترشيد " لفرقة مسرح العائلة في الشارقة
"على ظلال الطف".. مسرحية ملحمية حسينية /‏ د. محمد حسين حبيب‏  Icon_minitime1الثلاثاء 21 نوفمبر 2023, 12:54 am من طرف الفنان محسن النصار

» اسماعيل عبدالله :المهرجان في دورته الجديدة منصة مفتوحة للإبداعات العربية الأفضل والأجود
"على ظلال الطف".. مسرحية ملحمية حسينية /‏ د. محمد حسين حبيب‏  Icon_minitime1الأحد 15 أكتوبر 2023, 10:20 pm من طرف الفنان محسن النصار

» "من أجل الجنة إيكاروس" من مصر يفوز بجائزة أفضل عرض مسرحي في الدورة الثلاثين من مهرجان القاهرة الدولي للمسرح التجريبي
"على ظلال الطف".. مسرحية ملحمية حسينية /‏ د. محمد حسين حبيب‏  Icon_minitime1الثلاثاء 12 سبتمبر 2023, 11:05 pm من طرف الفنان محسن النصار

مكتبة الصور


"على ظلال الطف".. مسرحية ملحمية حسينية /‏ د. محمد حسين حبيب‏  Empty
مايو 2024
الأحدالإثنينالثلاثاءالأربعاءالخميسالجمعةالسبت
   1234
567891011
12131415161718
19202122232425
262728293031 

اليومية اليومية

تدفق ال RSS


Yahoo! 
MSN 
AOL 
Netvibes 
Bloglines 


تسجيل صفحاتك المفضلة في مواقع خارجية

تسجيل صفحاتك المفضلة في مواقع خارجية reddit      

قم بحفض و مشاطرة الرابط المسرح الجاد رمز تفتخر به الأنسانية على موقع حفض الصفحات

قم بحفض و مشاطرة الرابط منتدى مجلة الفنون المسرحية على موقع حفض الصفحات

مجلة الفنون المسرحية
مجلة الفنون المسرحيةتمثل القيم الجمالية والفكرية والفلسفية والثقافية والأجتماعية في المجتمع الأنسانيوتعتمد المسرج الجاد اساس لها وتقوم فكرة المسرح الجاد على أيجاد المضمون والشكل أو الرؤية؛ لكي تقدم بأفكار متقدمة من النواحي الجمالية والفلسفية والفكرية والثقافية والأجتماعية وتأكيدها في المسرحية ، وكلمة جاد مرتبطة بالجدية والحداثة التي تخاطب مختلف التيارات الفكرية والفلسفية والسياسية والعقائدية. بدأ المسرح كشكل طقسي في المجتمع البدائي ، وقام الإنسان الذي انبهر بمحيطه بترجمة الطقس إلى أسطورة ، ولتكون الصورة هي مقدمة للفكرة التي ولفت آلية الحراك العفوي ، ثم الانتقال بهذا الحراك إلى محاولة التحكم به عبر أداء طقوس دينية أو فنية كالرقص في المناسبات والأعياد, وولادة حركات تمثيلية أداها الإنسان للخروج عن مألوفه .. وأفكار التقطهاوطورها فيما بعد الإغريق وأسسوا مسرحهم التراجيدي ، ومنذ ذلك الحين والمسرح يشكل عنصرا فنيا أساسيا في المجتمع ، ويرصد جوانب مختلفة من الحياة الأنسانية ، ومع كل مرحلة نجد أن المسرح يواكب تغيراتها وفق رؤى جدية غير تقليدية ، و تبعا للشرط ( الزمكاني ) شهد هذا الفن قدرة كبيرة على التجدد من المسرح التراجيدي الكلاسيكي الى الرومانسي والى كلاسك حديث إلى الواقعي والطبيعي والرمزي والسريالي واللامعقول ومسرح الغضب ، والسياسي وفي كل مرحلة من مراحل تطور المسرح تحمل بدون شك بعدا جديا وتجريبياً تتمثل إشكاليات تلك المرحلة وتعبر عن ظروفها الثقافية والاجتماعية والسياسية والاقتصادية , المسرح الجاد يؤكد قدرة المسرح على أستيعاب التجارب السابقة وإعادة صياغتها ، نحو الحداثة والخروج من العلبة الإيطالية إلى الفضاء المفتوح ، وتناول عناصر العرض المسرحي التي وضعها ستانسلافسكي ( التكامل والتوازن بين الكاتب والمخرج والممثل والجمهور) بطرق جديدة وبما أن أهم سمة في المسرح الجاد هي المعاصرة نحو التحولات المعرفية والتي هدمت كثيرا من الحواجز و كانت مقدمة لولادة الأفكار المعرفية الكونية ، فأثبت المسرح الجاد وجوده ليواكب الحداثة بكل مكوناتها ، و أثبت وجوده في العالم كله ، خلال العقدين الأخيرين من القرن العشرين ، حمل شرف ولادة مسرح اللامعقول على يد يوجين يونسكو وصموئيل بيكت وفرناندوا أرابال .. هو مسرح الكل بامتياز أوربي – عربي – أمريكي.. الكل ساهم ويساهم في تطويره ووضع خصائصه .. و يمتاز المسرح التجريبي بتجاوزه لكل ما هو مألوف وسائد ومتوارث و الإيتان التجريبي إمكانية تجاوز الخطوط الحمراء البنوية والشكلية من خلال ( جسد ، فضاء ، سينوغرافيا ، أدوات ) .. ومنها : - تفكيك النص و إلغاء سلطته ، أي إخضاع النص الأدبي للتجريب ، والتخلص من الفكرة ليقدم نفسه يحمل هم التجديد والتصدي لقضايا معاصرة ويوحد النظرة إليها عبر رؤيا متقدمة ،أو على الأقل رؤيا يمكننا من خلالها فهم ما يجري حولنا عبر صيغ جمالية وفنيةوفلسفية ، لكنها في جوهرها تمثل جزءا من مكاشفة يتصدى لها المسرح كفن أزلي باقٍ مادام الإنسان موجودا . السينوغرافيا والفضاء المسرحي ويتأتى دور التعبير الجسدي في توصيل الحالة الفنية وكأن الحركة هي اللغة التي يضاف إليها الإشارات والأيحاءات والعلامات والأدوات المتاحة لمحاكاة المتفرج .. أسئلة مطروحة أمام المسرح الجاد : تقف أمام المسرح الجاد كثير من الأسئلة ، ويحاول المسرحيون تجاوزها عبر المختبر المسرحي ، ومن هذه الأسئلة : لماذا لا تكون اطروحات العرض أكثر منطقية عبر توظيف عناصر العرض وفق توليفة متكاملة للغة والحركة والإشارة والعلامة ؟ لماذا لا يستفيد من التراث الشعبي ؟ ماذا عن الغموض ؟ - لماذا القسرية في إقصاء الخاص لصالح العام ؟ وهل يمكن أن ينجح ذلك ؟ - ماذا عن اللغة ؟ وهل هي عائق أمام انتشاره العالمي ؟ يبقى المسرح الجاد تجريب لضرورة من ضرورات الحياة بمجملها ، والمسرح يطرح أسئلة كبيرة وهذه إحدى مهامه الأساسية ، ويعكس إلى حد كبير الهواجس التي تعتري باطن الإنسان قبل ظاهره ، ورغم الأسئلة المطروحة وجديتها ، تجد المسرحية أفكارا وفلسفة للنص ،وبالتالي خلق فضاء أوسع للأداء عبر صيغ جمالية مؤثرة ذات دلالة معبرة .. كما توظف الإضاءة والحركة والموسيقى والرقص على حساب النص , المخرج هو المحور في العرض , الممثل هو أداة في تشكيل العرض الحركي . .
تصويت

"على ظلال الطف".. مسرحية ملحمية حسينية /‏ د. محمد حسين حبيب‏

اذهب الى الأسفل

15112013

مُساهمة 

"على ظلال الطف".. مسرحية ملحمية حسينية /‏ د. محمد حسين حبيب‏  Empty "على ظلال الطف".. مسرحية ملحمية حسينية /‏ د. محمد حسين حبيب‏




[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]
ما الذي يمنع فناني العاصمة بغداد من السفر الى المحافظات العراقية لمشاهدة عروضها المسرحية؟.. لماذا العكس دائما ؟.. لقد ولى زمن (VIP) مسرحيا وثقافيا، وشطبنا منذ اكثر من عشر سنوات على (وهمية) المركز والهامش، لان الابداع الحقيقي هو الفيصل الذي نحتكم اليه حتما.
وتعتبر "على ظلال الطف" تاليف بارعة مهدي البديري، واخراج علي الشيباني أحد العروض المسرحية التي خسرت بغداد مشاهدتها بفنانيها وبمثقفيها والمهتمين بالشان المسرحي فيها، كونه يمثل المستوى الابداعي الحالي للمشهد المسرحي العراقي في كربلاء، والحال نفسه مع عروض مسرحية عراقية مهمة اخرى مثلت (سابقا و حاليا) المشهد المسرحي العراقي في محافظات مثل (البصرة و الموصل و بابل و النجف الاشرف وذي قار وكركوك والفلوجة والمثنى وواسط وميسان والشطره.
"على ظلال الطف" مدونة نصية ولدت من المسابقات الثقافية التي تقام سنويا برعاية العتبة العباسية والحسينية تشجيعا للمؤلف المسرحي العراقي او العربي، ومن هنا جاء انتصار المسابقة باختيار المخرج علي الشيباني لهذه المدونة النصية بوصفها خطاطة مشروعه الاخراجي برؤية مسرحية تجريبية واعية.
ويعتبر العرض الانطلاقة الحقيقية للتجريب في المسرح الحسيني عراقيا وبامتياز .. بل يستحق هذا العرض وصفه بالملحمة المسرحية الحسينية التي شكلت علامة فارقة في تاريخ المسرح العراقي برمته.
وسط فضاء مسرحي متعدد المستويات والمرتفعات والممرات الجانبية والخلفية والامامية يظهر الممثل وهو ذاته المخرج علي الشيباني مع شخصية الطفل لاعبا فرضيته الاخراجية مسرح داخل مسرح لان المكان موحش الان، فمن"سيضيء هذا المسرح .. بقايا اصدقاء ..بقايا من محبين .. واخرون اندحروا في المنافي؟".
وبعد لحظات من تأمل المخرج (الشخصية) والمخرج الاصل في احتدام خيالي رؤيوي لانه يناجي الامام الشهيد، ويصارع ذاته الاخراجية متسائلا عن الكيفية التي سيطرح من خلالها انتمائه لقضية الامام الحسين.
وتأسس الفضاء اصلا ليضاء "بحبك يا سيدي .. يا حسين" لكن العجز والاندحار يهيمنان عليه فيقرر المغادرة ، الا ان الطفل يمنعه من ترك هذا الفضاء خاليا .. وفجأة نسمع نداء مدويا ياتي من خلف القاعة " لبيك يا حسين .. لبيك يا حسين" لنكتشف انهم اكثر من خمسين ممثلا اعتلوا خشبة المسرح ليحركوا الساكن فيه من الكتل المنظرية والضوئية. وليفجروا في المخرج الحائر منذ دقائق كوامن كانت دفينة متصارعة، فيعطي لهم اشارة بدء العرض.
وينطلق العرض من لحظة اختيار الرحيل من مكة ورفض البيعة .. الامام الحسين مع ابن عباس معلنا رحيله مع اهل بيته جميعا. ونشهد مباشرة صورة في خيال الظل للسبايا وسط القافلة الراحلة الى مصيرها المجهول.
وتختزل رؤية علي الشيباني الاحداث صوريا اكثر من استنادها على الملفوظ الحواري فضلا عن تنوع هذه الصورية المتحركة دائما بالضوء ولون الازياء وبساطة الكتل المنظرية واحجامها المختلفة سعيا الى ذاك الحلم الاول للمخرج في مسعاه المبتعد عن التقليدية.
واحالنا في استدعائه شخصيات الواقعة تباعا وبحسب ضرورة رؤيته المعاصرة الى فرضيات نصية مجاورة تناصت مع رؤيته مباشرة مثل: مسرحية "عطيل يعود" لنيقوس كازانتزاكي، و"ست شخصيات تبحث عن مؤلف" لبيراندللو و"مسرحية "المهرج" لمحمد الماغوط.
وتستمر لغة الحوار في العرض ما بين المخرج والمؤلف المعترض على سير احداث نصه هنا والتي تتناص ايضا مع مسرحية "السماح على ايقاع الجيرك لوليد اخلاصي" .الا ان هذه التناصات بتقاطعاتها واقترابها مع ما ذكرنا من امثلة لم تعط للعرض الا ايقاعا متوترا ومشدودا حقق تواصلية انفعالية مع المتلقي منذ البداية ومر بتراتبية المواقف الدرامية المتفق عليها بين المخرج والمؤلف وصولا الى نهاية العرض.
ويطلب ممثل شخصية الحر تبديل شخصيته باخرى، مسوغا طلبه هذا لعدم قدرته على تحمل هذه الثنائية في الصراع ما بين الخير والشر وبين ان يكون مع الحسين أم عليه. ويسعى المخرج لاقناعه بتوجيهات احالتنا ايضا الى توجيهات "هاملت" شكسبير الى ممثلي الفرقة التمثيلية التي زارت القصر الملكي ليضعهم في الصورة التي يسعى هو اليها.
وبعد تجاوز هذا الاقناع بمهارة يطلب المخرج من المؤلف الولوج الى وسط الكوفة مباشرة لمعرفة ماذا يجري هناك؟ فتتحرك فرضية المكان والزمان وتذهب بنا الى شخصية "ابن زياد" و "عمر بن سعد " الذي لا يتنازل هذا الاخير عن حلمه في ملك الري عبر حوارية توضح خفايا نوازع ذاتية مقيتة ضد الامام الحسين".
وياتي القطع الادائي للمخرج وعلى الطريقة الملحمية البريختية في سؤاله المؤلف بظرافة مقصودة عن عمر بن سعد: من هذا ؟. ولتعميق هذه البريختية اكثر راح المخرج يناقش المؤلف كيف بمكن ان يسع هذا المسرح ألف مقاتل بحسب المصادر؟ شارحا واحدة من تخيلاته التي توحي للاشياء مثلا في صناعة نهر وسط القاعة الى وسط المشهد ومفصلا لنا مفردات اخراجية اخرى محصورة كانها في ميزانسين خاص لا تتواءم الا وهذا العرض.
ووفرت هذه الالتماعات الاخراجية على التلقي فسحة كبيرة للفكر اولا والتواصل ثانيا، الامر الذي اسهم في الامساك بلعبة العرض وايقاعه بتجريبية عالية ومحسوبة، وهي جزء لا يتجزء من فكرة التنظيم الاساسي للفحوى الاخراجي- لا النصي- المراد تقديمه. وتتناغم الموسيقى التصويرية هنا مع المقاطع المنشودة والمختارة بدقة لتكون في لحظتها المحتومة من زمن العرض. وينتقي الاخراج اللحظات الدرامية لا عبر تسلسلها التاريخي بل بحسب الحاجة الدرامية لرؤية العرض، فينتفض المؤلف هنا معترضا على ما يجري، الا ان المخرج يحاول اقناعه بانه يريد تقديم الواقعة كما يراها في احلامه المسرحية وسط هذا الضجيج في بلده (العراق) الآن لا ان يقدمها كما هي تاريخيا.
ويحيل النص مباشرة الى رؤية (تشيخوف) في نصه (طائر البحر) وعلى لسان شخصية (تريغورين) : " علينا على لانصور الحياة كما هي او كما ينبغي ان تكون، بل كما نراها في احلامنا". وهي افادة ذكية من المخرج والاجمل فيها هو كيف يقدم هذا الحلم المسرحي لواقعة الطف وسط هذا الالم والجرح العراقي المستمر الى لحظة هذا العرض.
وتعامل العرض مع المجموعة بوصفها بطلة العرض معاملة تجريبية، فنراهم تارة يؤدون جماعة الامام الحسين، وتارة الجماعة المضادة اختصارا وتكثيفا وخروجا عن المالوف الى جانب ايحاءات دلالية مكثفة كمشهد تقديم الاموال بهدف تحول المواقف او سماع صوت (الشمر بن ذي الجوشن) باحثا عن عمر بن سعد.
وتحضر مشاهد الايحاء والتكثيف الذي لم يرد العرض الوقوف عندها طويلا لالمام المتلقي بها هي وبقية احداث الواقعة برمتها. لان المهم الاساس كان هنا تقديم الحلم بالواقعة مسرحيا، لا الواقعة بعينها، حيث كان المخرج يبحث مع المؤلف عن حل اخر للقضية غير الحرب.
ويتابع المخرج شخصياته وهي تؤدي امامنا، يحاورها ويناقشها بالاختلاف مرة وبالاتفاق مرة اخرى مهووسا بفكرة الابتعاد عن المعركة والدم والموت لانه واحد من هؤلاء الناس "لا يريد ان يرى الموت والدمار يصيب آل بيت النبوة الطاهرة. وعلى مسرحه شهدنا مواقف القتل والموت هنا بأروع لحظات صمت مسرحية، القتل كان صامتا وموحيا ودلاليا.اذ تتحلق المجموعة برماحها وبقعتها الضوئية الحمراء حول الشخصية المقتولة من أهل الامام الحسين او اصحابه، بحركة دائرية بسيطة لتخفي الشخص المقتول وبصمت مطبق لكنه صمت دموي مؤثر ومتفجر، خال من اصوات السيوف وضربات الطبل الصاخبة وصرخات مدوية كالتي نشهدها كثيرا في عروض مماثلة.
وهذه تجريبية اخرى في التعامل مع مثل هذه المشاهد التي اعتدنا تقليدتها، الا ان المخرج الشيباني هنا حلق بها الى ارفع مستويات حلمه وانقاها. كل شيء في هذا العرض كان من منطقة الحلم .. ولهذا كل شيء كان يتحرك على غير العادة .. الضوء والمناظر والممثلين والخشبة وحتى الكواليس المظلمة كانت تتحرك على طريقتها الخاصة وتمد خيوطها كآصرة متصلة مع فضاء الركح.
فجأة ونتيجة للتغييرات التي يجريها المخرج دائما نشهد ان الممثلين ينوون مغادرة العرض غير مهتمين لصيحات المخرج خلفهم .. الا ان لحظة ظهور الممثل الذي يؤدي شخصية الامام الحسين حاملا رضيعه غيرت الاجواء واعادت للخشبة هيبتها القدسية.فاداء الممثل وصوته وفعله السايكولوجي قد جود بالمكان واضفى روحية غرائبية لم نشهدها في مواقف اخرى من العرض. وبرغم المقولات التاريخية الماثورة التي لم يستطع نص العرض مغادرتها الا انها كانت تأتي تباعا ووفق اللحظة المنسجمة وخط العرض.
وكذلك كانت شخصية "المرأة" التي لعبت هنا كل ادوار النساء، وتالقت ادائيا في مشهد حملها للرضيع الذي كان عبارة عن (باقة زهور) وهي تجهد في منع سهام (حرملة) عن اصابة هذه الباقة النبوية المعطرة صائحة بالناس: "ابعدو اطفالكم عن سهام حرملة" .
ويعتبر المشهد اشارة واضحة الى توالد حرملة زمنيا وما يصيب اطفال العراق اليوم من سهام المفخخات والعبوات الناسفة ما هي الا امتداد لحرملة القاتل الماجور. واتسمت التجريبية هنا في ايصال رسالتها المسرحية للجميع دون استثناء، لانها لم تكن مقدمة للنخبة على حساب الجمهور العام، برغم وجود الشفرة والدلالة والتركيب والتصوير والايحاء، الا ان كل هذه اشتغلت لايصال رسالة مسرحية موحدة تفاعل معها الجميع. 
وحتى في لحظات محاورة المخرج مع المؤلف مثلا عن مسميات كالذروة والحبكة والصراع، كان المخرج خلالها مصرا على ايصال حلمه ورسالته عبر الكيفية التي ننظر من كنهها الى هذا الغريب الذي تسيد مدينة كربلاء حتى صارت سيدة العالم باجمعه. واحتلت اثارة الاسئلة هنا الجزء الاكبر من معرفة الاجابات، وهذه فضيلة تجريبية اخرى تحسب للعرض ولمخرجه، او لحظة خلاف المخرج مع مؤدي شخصية القائد عمر بن سعد الذي يفاخر كونه قائد حرب كبير ليرد عليه المخرج بجملة : "وانا مخرج مسرحي لهذا انا اشرف من جميع قادة الحروب امثالك"..
وبعد كم من لحظات الصمت المعبرة بالموت والاستشهاد لاصحاب الامام الحسين واهله ومرورا عند مقتل (علي الاكبر) الذي كان وبحسب لسان العرض: " مزدحم بالموت ومثقل بالحياة " يتوعد المخرج المؤلف بانتظار القادم لانه اكثر وجعا وانكسارا. ويعود بنا العرض الى ذلك الطفل الذي يطلب شربة ماء .. ماء .. حتى لحظة الجلال والوحدة القدسية حيث الامام يناجي ربه وحيدا :"صبرا على قضائك يا رب .. لا معبود سواك".
وتتحول الرماح الى مجموعة ايادي نحو السماء متضرعة وملوحة بالمأساة بالفاجعة.. بالحدث الجلل .. بتراجيديا الموت والدم المستمرة منذ لحظتها تلك الى اليوم.. لكن هنا كان موتا تجريبيا بجدارة .. الموت وقوفا ظل الامام الحسين واقفا شامخا برغم قتله على يد اعدائه وبحسب ذاك الحلم الاخراجي. وهذه كانت اخر لمحة تجريبية يفتننا بها العرض الذي يعود بنا في النهاية الى لحظة البداية لنشهد المخرج مع طفله وراية الامام بوصفها الرمز الخالد، مقدما المخرج اعتذاره وعجزه عن بلوغ حلمه بما يليق بصورة أبهى وأسمى .. وربما ستبقى منتظرة من قبلنا ومؤجلة الى حلم آخر وجديد.
هذا العرض لم يخرج من عباءة احترافية، بل خرج من ورشة مسرحية قادها المخرج ومن سانده من المخلصين في الادارة والانتاج لشهور عديدة كان الشباب هم ابطالها، بل ان العدد الاكبر منهم يرتقي منصة المسرح المرة الاولى. فكانوا مثالا للمواهب الواعدة التي ستحقق شانها المسرحي المستقبلي بجدارة اذا ما استمرت مثل هذه الرعاية المهمة والكبيرة من قبل جهة الانتاج المتمثلة هنا بالعتبة العباسية المقدسة في مدينة كربلاء.
وتسعى العتبة العباسية الى تصحيح "مسار بعض المفاهيم المتوارثة، التي طالما ابتدعتها ايادي الختل التي ارادت بركب النبوة سوءا، ليطل علينا المشهد الحسيني نابضا بالمصداقية والكرامة، يحدو بنا صوب مدركات ثقافية جديدة وبناءة، فيها من الاصالة والتجديد الشيء الكثير.. راويا ظمأ المتلهفين لهذا المعين .. لذا كان لزاما على ابناء عتبات الخير والاصلاح تبني مشروع نهضوي شامل،يحمل بين ثنايا قسماته الولائية، رسالة خير ومحبة".
الفنان محسن النصار
الفنان محسن النصار
مدير هيئة التحرير

الجنس : ذكر
عدد المساهمات : 3277
تكريم وشكر وتقدير : 5358
تاريخ الميلاد : 20/06/1965
تاريخ التسجيل : 12/10/2010
العمر : 58
الموقع الموقع : http://theatermaga.blogspot.com/

https://theaterarts.yoo7.com

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

مُشاطرة هذه المقالة على: reddit
- مواضيع مماثلة

 
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى