منتدى مجلة الفنون المسرحية
مرحبا بكم في منتدى مجلة الفنون المسرحية : نحو مسرح جديد ومتجدد

انضم إلى المنتدى ، فالأمر سريع وسهل

منتدى مجلة الفنون المسرحية
مرحبا بكم في منتدى مجلة الفنون المسرحية : نحو مسرح جديد ومتجدد
منتدى مجلة الفنون المسرحية
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.
بحـث
 
 

نتائج البحث
 


Rechercher بحث متقدم

المواضيع الأخيرة
» كتاب "الإخراج المسرحي " تأليف د. جميل حمداوي
الحداثة والطليعية والتأصيل في المسرح .. قراءة في كتاب لصباح الأنباري Icon_minitime1السبت 30 مارس 2024, 12:20 am من طرف بلحول واسيني

» الهيئة العربية للمسرح تعلن قائمة العشرين في مسابقة تأليف نصوص الكبار 2023 ثلاثة وعشرون كاتباً أحتلت نصوصهم
الحداثة والطليعية والتأصيل في المسرح .. قراءة في كتاب لصباح الأنباري Icon_minitime1الخميس 23 نوفمبر 2023, 4:43 am من طرف الفنان محسن النصار

» الهيئة العربية للمسرح تعلن قائمة العشرين في مسابقة تأليف النص المسرحي الموجه للأطفال من سن 6 إلى 18 سنة، في العام 2023 (النسخة 16) واحتل ثلاثة وعشرون نصا مسرحيا المراتب العشرين الأفضل
الحداثة والطليعية والتأصيل في المسرح .. قراءة في كتاب لصباح الأنباري Icon_minitime1الخميس 23 نوفمبر 2023, 4:30 am من طرف الفنان محسن النصار

» فتح باب المشاركة في ملتقى بابل الدولي لفنون الشارع الدورة الرابعة مارس 2024
الحداثة والطليعية والتأصيل في المسرح .. قراءة في كتاب لصباح الأنباري Icon_minitime1الثلاثاء 21 نوفمبر 2023, 1:00 am من طرف الفنان محسن النصار

» اختتام مهرجان اللواء الأخضر للمسرح الثنائي في دورته الأولى في اليمن
الحداثة والطليعية والتأصيل في المسرح .. قراءة في كتاب لصباح الأنباري Icon_minitime1الثلاثاء 21 نوفمبر 2023, 12:57 am من طرف الفنان محسن النصار

» اختتام مهرجان اللواء الأخضر للمسرح الثنائي في دورته الأولى في اليمن
الحداثة والطليعية والتأصيل في المسرح .. قراءة في كتاب لصباح الأنباري Icon_minitime1الثلاثاء 21 نوفمبر 2023, 12:57 am من طرف الفنان محسن النصار

» عرض مسرحية " عودة ترشيد " لفرقة مسرح العائلة في الشارقة
الحداثة والطليعية والتأصيل في المسرح .. قراءة في كتاب لصباح الأنباري Icon_minitime1الثلاثاء 21 نوفمبر 2023, 12:54 am من طرف الفنان محسن النصار

» اسماعيل عبدالله :المهرجان في دورته الجديدة منصة مفتوحة للإبداعات العربية الأفضل والأجود
الحداثة والطليعية والتأصيل في المسرح .. قراءة في كتاب لصباح الأنباري Icon_minitime1الأحد 15 أكتوبر 2023, 10:20 pm من طرف الفنان محسن النصار

» "من أجل الجنة إيكاروس" من مصر يفوز بجائزة أفضل عرض مسرحي في الدورة الثلاثين من مهرجان القاهرة الدولي للمسرح التجريبي
الحداثة والطليعية والتأصيل في المسرح .. قراءة في كتاب لصباح الأنباري Icon_minitime1الثلاثاء 12 سبتمبر 2023, 11:05 pm من طرف الفنان محسن النصار

مكتبة الصور


الحداثة والطليعية والتأصيل في المسرح .. قراءة في كتاب لصباح الأنباري Empty
مايو 2024
الأحدالإثنينالثلاثاءالأربعاءالخميسالجمعةالسبت
   1234
567891011
12131415161718
19202122232425
262728293031 

اليومية اليومية

تدفق ال RSS


Yahoo! 
MSN 
AOL 
Netvibes 
Bloglines 


تسجيل صفحاتك المفضلة في مواقع خارجية

تسجيل صفحاتك المفضلة في مواقع خارجية reddit      

قم بحفض و مشاطرة الرابط المسرح الجاد رمز تفتخر به الأنسانية على موقع حفض الصفحات

قم بحفض و مشاطرة الرابط منتدى مجلة الفنون المسرحية على موقع حفض الصفحات

مجلة الفنون المسرحية
مجلة الفنون المسرحيةتمثل القيم الجمالية والفكرية والفلسفية والثقافية والأجتماعية في المجتمع الأنسانيوتعتمد المسرج الجاد اساس لها وتقوم فكرة المسرح الجاد على أيجاد المضمون والشكل أو الرؤية؛ لكي تقدم بأفكار متقدمة من النواحي الجمالية والفلسفية والفكرية والثقافية والأجتماعية وتأكيدها في المسرحية ، وكلمة جاد مرتبطة بالجدية والحداثة التي تخاطب مختلف التيارات الفكرية والفلسفية والسياسية والعقائدية. بدأ المسرح كشكل طقسي في المجتمع البدائي ، وقام الإنسان الذي انبهر بمحيطه بترجمة الطقس إلى أسطورة ، ولتكون الصورة هي مقدمة للفكرة التي ولفت آلية الحراك العفوي ، ثم الانتقال بهذا الحراك إلى محاولة التحكم به عبر أداء طقوس دينية أو فنية كالرقص في المناسبات والأعياد, وولادة حركات تمثيلية أداها الإنسان للخروج عن مألوفه .. وأفكار التقطهاوطورها فيما بعد الإغريق وأسسوا مسرحهم التراجيدي ، ومنذ ذلك الحين والمسرح يشكل عنصرا فنيا أساسيا في المجتمع ، ويرصد جوانب مختلفة من الحياة الأنسانية ، ومع كل مرحلة نجد أن المسرح يواكب تغيراتها وفق رؤى جدية غير تقليدية ، و تبعا للشرط ( الزمكاني ) شهد هذا الفن قدرة كبيرة على التجدد من المسرح التراجيدي الكلاسيكي الى الرومانسي والى كلاسك حديث إلى الواقعي والطبيعي والرمزي والسريالي واللامعقول ومسرح الغضب ، والسياسي وفي كل مرحلة من مراحل تطور المسرح تحمل بدون شك بعدا جديا وتجريبياً تتمثل إشكاليات تلك المرحلة وتعبر عن ظروفها الثقافية والاجتماعية والسياسية والاقتصادية , المسرح الجاد يؤكد قدرة المسرح على أستيعاب التجارب السابقة وإعادة صياغتها ، نحو الحداثة والخروج من العلبة الإيطالية إلى الفضاء المفتوح ، وتناول عناصر العرض المسرحي التي وضعها ستانسلافسكي ( التكامل والتوازن بين الكاتب والمخرج والممثل والجمهور) بطرق جديدة وبما أن أهم سمة في المسرح الجاد هي المعاصرة نحو التحولات المعرفية والتي هدمت كثيرا من الحواجز و كانت مقدمة لولادة الأفكار المعرفية الكونية ، فأثبت المسرح الجاد وجوده ليواكب الحداثة بكل مكوناتها ، و أثبت وجوده في العالم كله ، خلال العقدين الأخيرين من القرن العشرين ، حمل شرف ولادة مسرح اللامعقول على يد يوجين يونسكو وصموئيل بيكت وفرناندوا أرابال .. هو مسرح الكل بامتياز أوربي – عربي – أمريكي.. الكل ساهم ويساهم في تطويره ووضع خصائصه .. و يمتاز المسرح التجريبي بتجاوزه لكل ما هو مألوف وسائد ومتوارث و الإيتان التجريبي إمكانية تجاوز الخطوط الحمراء البنوية والشكلية من خلال ( جسد ، فضاء ، سينوغرافيا ، أدوات ) .. ومنها : - تفكيك النص و إلغاء سلطته ، أي إخضاع النص الأدبي للتجريب ، والتخلص من الفكرة ليقدم نفسه يحمل هم التجديد والتصدي لقضايا معاصرة ويوحد النظرة إليها عبر رؤيا متقدمة ،أو على الأقل رؤيا يمكننا من خلالها فهم ما يجري حولنا عبر صيغ جمالية وفنيةوفلسفية ، لكنها في جوهرها تمثل جزءا من مكاشفة يتصدى لها المسرح كفن أزلي باقٍ مادام الإنسان موجودا . السينوغرافيا والفضاء المسرحي ويتأتى دور التعبير الجسدي في توصيل الحالة الفنية وكأن الحركة هي اللغة التي يضاف إليها الإشارات والأيحاءات والعلامات والأدوات المتاحة لمحاكاة المتفرج .. أسئلة مطروحة أمام المسرح الجاد : تقف أمام المسرح الجاد كثير من الأسئلة ، ويحاول المسرحيون تجاوزها عبر المختبر المسرحي ، ومن هذه الأسئلة : لماذا لا تكون اطروحات العرض أكثر منطقية عبر توظيف عناصر العرض وفق توليفة متكاملة للغة والحركة والإشارة والعلامة ؟ لماذا لا يستفيد من التراث الشعبي ؟ ماذا عن الغموض ؟ - لماذا القسرية في إقصاء الخاص لصالح العام ؟ وهل يمكن أن ينجح ذلك ؟ - ماذا عن اللغة ؟ وهل هي عائق أمام انتشاره العالمي ؟ يبقى المسرح الجاد تجريب لضرورة من ضرورات الحياة بمجملها ، والمسرح يطرح أسئلة كبيرة وهذه إحدى مهامه الأساسية ، ويعكس إلى حد كبير الهواجس التي تعتري باطن الإنسان قبل ظاهره ، ورغم الأسئلة المطروحة وجديتها ، تجد المسرحية أفكارا وفلسفة للنص ،وبالتالي خلق فضاء أوسع للأداء عبر صيغ جمالية مؤثرة ذات دلالة معبرة .. كما توظف الإضاءة والحركة والموسيقى والرقص على حساب النص , المخرج هو المحور في العرض , الممثل هو أداة في تشكيل العرض الحركي . .
تصويت

الحداثة والطليعية والتأصيل في المسرح .. قراءة في كتاب لصباح الأنباري

اذهب الى الأسفل

02122013

مُساهمة 

الحداثة والطليعية والتأصيل في المسرح .. قراءة في كتاب لصباح الأنباري Empty الحداثة والطليعية والتأصيل في المسرح .. قراءة في كتاب لصباح الأنباري




في كتابه (التأصيل والتجريب) الصادر مؤخرا عن اتحاد الكتاب العرب بدمشق يبدو صباح الأنباري مهموما بنفس الإشكال الأساسي الذي شغل شيوخ التنوير والنهضة، وأشير بذلك لأولوية الصعود على متن القطار السريع للحداثة دون التفريط بمقومات شخصيتنا. وأعتقد أن وراء هذه الدعوة نوع من الكبت السياسي الذي فرضته ظروف الإمبراطورية العثمانية المزرية. فقد كان الخوف هو وراء فكرة المحافظة على الجذور والرعب هو وراء فكرة التحديث. كان شيوخ النهضة خائفين من أن يفوتهم القطار (وهذا هو طرف الصراع الأول - الرغبة بالحياة والتحديث) وخائفين أيضا من التاريخ القهري والظلامي ومن عواقب الانقطاع في تيار المعرفة النظامية (وهو طرف الصراع الثاني- الرغبة بالحياة والاحتفاظ بخط للعودة). ولذلك يمكن أن نضع مجمل التاريخ الرسمي للمسرح العربي تحت مظلة المأساة.
و عليه أرى أن اتهام المسرح في المغرب بالتحديث إلى درجة تشبه الانهيار العصبي، واتهام المسرح في بلاد الشام بأنه يسير في ركاب السياسة والإيديولوجياإالى درجة تشبه البروباغاندا عبارة عن فكرة مجحفة.
لقد انشغل المسرح العربي عموما بالتجديد وفي نفس الوقت لم يتورط بالشعارات. إلا إذا وضعنا في الحسبان المسرح الترفيهي التجاري المشكوك بقيمته الفنية أو المسرح الذي وظفه النظام بلا دراية كافية بأصول الفن حتى تحول إلى ما يشبه البيانات والأخبار كما هو حال المسرح المدرسي الذي له غاية تربوية وحسب اسقاطات مسبقة.
مجمل القول إن المسرح العربي قد بدأ من نقطة النهاية. من لحظة المواجهة المخيفة مع المصير الغامض والمتعثر. ولا غرابة في ذلك باعتبار أنه نشأ في ظروف تخلف وثورة وبحث عن طريق مع العناية بتوضيح حالته الطارئة في الوجود. وهي حالة ارتداد ونكوص واستهلاك للذكريات والماضي. وأرى أن هذا ينطبق تماما على الأستاذ عبدالفتاح رواس قلعجي موضوع الكتاب. لقد اختار في معظم أعماله شخصيات صنفها الدكتور عبدالرحمن بدوي في زمرة الشخصيات الاسلامية القلقة. فهو في حوالي عشرة نصوص لم يبتعد عن إطار التصوف وأئمته أو القادة العسكريين الذين يمثلون إشكالية تاريخية. وكلنا يعلم ماذا يعني التصوف سواء في حاضره أو ماضيه، فهو تجربة شخصية ذات بعد اجتماع سياسي له منظور روحي لفكرة التطور. ومثله الذهنية العسكرية التي حاربت للتبشير برسالة تؤمن بنظرية الدولة. لقد كان الصراع في الحالتين يدور ضمن حدود تجربة ذات، وبشيء من التوضيح إنه صراع داخلي ضمن ذات الفرد الذي ينتمي لنفسه. والنفس هنا لها بعد خاص متفرد داخل حدود العصاب الجماعي للبيئة الإسلامية المنتجة.
لقد كتب القلعجي عن النسيمي والسهروردي وخير الدين الأسدي من جهة وعن تيمورلنك والحجاج من جهة ثانية. وهؤلاء جميعا هم خير من يمثل ديالكتيك القطيعة والرابطة المعرفية مع شروط القوة (أو خطاب النظام إن شئت التوضيح)، ولكن من ضمن إطار البنية العالمة للمعرفة. وبعبارة أخرى إنهم الرموز التي حملت هم المحافظة على المكونات ولكنها كانت متاثرة بالدوافع وضرورة الحركة.
وهذه هي أطروحة الكتاب العامة التي استطاع صباح الأنباري أن يقرأ ألغاز مكوناتها.
يتألف الكتاب من أربعة فصول تناولت موضوع السيرة الافتراضية لذات الفنان، والتأصيل، والتجريب، ثم الخطاب المعرفي للشكل في المسرح.
و بشكل عام يمكن أن نفهم من مجمل الفصول أن صباح الأنباري يتعامل مع الحداثة والأصول وكأنهما جدلية الصورة والفكرة، وكلاهما في حالة حركة ونشاط في النص الذي كتبه القلعجي. ولذلك إن هذه التجربة الخاصة في المسرح كانت تقترب من طرفي معادلة الخيال الفني وليس الدراما فقط.. لأنها اهتمت بتحديث الأصول وتأصيل الحداثة.
و لكن خلال تقليب صفحات الكتاب والتي بلغت مائة صفحة يخطر للذهن السؤال التالي:
هل إن التجريب هو التعبير المشروع عن الرغبة بالتحديث أو تجاوز السكون والدخول في نوع متحرك وغير محدود من أصول الكتابة المسرحية؟..
لقد كانت كتابات الغيطاني هي الأقرب لهذا المعنى.. أقصد توظيف رموز من التراث لنقل أفكار لها علاقة بأزماتنا المعاصرة، كما فعل في الزيني بركات التي تحدث فيها عن القمع والتعذيب والدسائس والصراعات الجانبية على حساب تطوير المجتمع ورفاهيته.
ولئن كان القلعجي قد فعل ذلك في عدة مسرحيات يجب أن ننتبه إلى أنه كان يدور ضمن المعنى المعاصر لفن الدراما، ببنيته وحساسياته. ولم يذهب لأبعد من ذلك مثل الغيطاني الذي وظف الكتابة الديوانية وكل أنواع البلاغة التي تركت علاماتها الفارقة طوال فترة الانحطاط.
لا تجد في مسرح القلعجي ظاهرة تدارك اللفظ في إطار التراكيب. وأقصد بذلك السجع والاستعارات القريبة المحسوسة والصور التي لها رصيد مادي في حياة العامة والنخبة.
و لذلك أعتقد أنه كان أقرب ما يكون للتجريب وأبعد ما يكون عن التحديث. ولنتوصل إلى اتفاق حول مسألة التصنيف والمصطلحات يمكن أن نقول إنه كان طليعيا. ويتعامل مع الدراما من منظور ذاتي وليس على خلفيات خطاب له من العمر ألوف السنوات.
وهذا ينطبق أيضا على قراءة الأنباري لمسرحية الفصل الأخير والتي يرى أنها محاكاة فنية لسيرة الكاتب نفسه. وأنها في الأعماق تفكيك للتركيب الطبقي للمجتمع. وبهذا المعنى يقول: لقد لفت أنظارنا بطريقة ذكية لواقع التناقض الطبقي. ثم يضيف في مكان آخر: إنه عكس من خلال التناقض الطبقي التفاوت بين فئات المجتمع الحلبي وربما المجتمع العربي.
لقد كان القلعجي في هذا النص قريبا من الحالة العامة للشخصيات الإسلامية القلقة. فهو مثل بطل مسرحيته متعدد النشاطات ويكتب في كل الفنون الأدبية. وهو مثل بطل مسرحيته أيضا لا يعرف لمن ينتمي للخطاب أم لأدوات الخطاب، للإيديولوجيا أم للدولة.
ولذلك أستبعد أنه كان يحلل مشكلة الطبقات في المجتمع. إن هذه العمومية في رسم الشخصيات تضع مسافة تفصل الكاتب عن ذاته وعن البنية التحتية للذهن الاجتماعي.
لقد اهتم القلعجي في كل مسرحياته بالتفسير فوق التاريخي. والواقع لديه عبارة عن محاكاة طبيعية للذهن. بمعنى أن كتاباته هي إعادة إنتاج لما يدور في الذهن من أفكار. وكلنا يعلم ماذا قال الجاحظ أبو عثمان عن ذلك.. الأفكار موجودة على قارعة الطريق والصياغة هي المعول عليها.
وبالتالي إن الفرضية التي وردت في الكتاب عن استلهام القلعجي لجزء غير يسير من مادته من التراث (والمادة هنا هي الأسماء والملابس والوقائع) لا تحول النص المسرحي المعاصر إلى نص في رأسه بذرة التراث. إنها عبارة عن استعارة تعكس ارتباطات القلعجي الوجدانية وجوه الفكري. إن لم نقل ارتباطاته مع الأطروحة المعاكسة للمطدرس التي كانت تنشط في سوريا وفي المقدمة الواقعية الطليعية، وقبلها الواقعية الإشتراكية وفق نمط ستانيسلافسكي أو بريخت.
 وفي أفضل تقدير يمكن أن نرى أن شخصياته المأزومة هي انعكاس للقلق الإيديولوجي الذي يضطره للابتعاد عن العناصر ومكونات الواقع. وللاختباء بمرحلة تالية خلف أدوات النخبة كالطرب والتاريخ والتنظير وهلم جرا، كما تفضل ولاحظ الأنباري في كتابه.
لقد صنعت النخبة المحافظة في سوريا بين الخمسينات وحتى بوادر الألفية الثالثة ما يشبه الكونتون، والذي ترادف بمضمونه وشكله مع غيتو ذهاني معارض. وقد كان يستمد هذا الغيتو ذخيرته من التراث (ليلغي الاتجاهات الواقعية المادية) ومن البيئة المحلية (ليضرب بها الشعار اليساري المدعوم من ذهن أممي أو قومي اجتماعي). ولم يكن القلعجي بعيدا عن هذه التوجهات وإن لم يكن رمزا من رموزها. وهذا يفسر لماذا كان ممنوعا من الكتابة ولماذا هرب بقلمه ومخطوطاته من سوريا إلى بيئة حاضنة في بيروت (كما ذكر الأنباري في مستهل الكتاب وبحروف عريضة وواضحة).
عموما، وبلغة النقد الفني لم تكن مسرحيات القلعجي تراثية، ولكنها ضمن حركة مختصة بإحياء جزئيات من التراث، كما أنها اعتراف من الكاتب بموقفه المتعاطف مع الماضي ومع المخزون التاريخي لما نسميه عادة بالإسلام العربي. لا شك هناك فارق ملحوظ بين الإسلام السياسي وتمجيد الإسلام بنسخته العربية. إنه نفس الفرق الذي تعكسه مسرحيات علي أحمد باكثير بالمقارنة مع مسرح عبدالرحمن الشرقاوي. والقلعجي يأخذ مكانا بينهما. بين العقدة التي تعتقد أن الاسلام هو الحل والعقدة التي تحاول احتواء الإسلام وهضمه وابتلاعه.
وعليه أرى أن القلعجي مثل أبطال مسرحياته لا يعرف كيف يندمج بواحد من الطرفين، وهو غالبا ما يهرب في اللحظة الحاسمة من المواجهة. ويفضل أن يعيش مأساته الخاصة في بلاط كالحجاج أو في وجد روحي وفناء إيماني كالسهروردي. وهذا هو مكان تشكل الدراما لديه. إنها لحظة رفع الستار عن المسرحية التي يعيشها بأبعادها المؤلمة، وأقصد بذلك نار الشك بالذات وصعوبة التوصل لقرار أو نتيجة. ولذلك يمكن أن نقول إن مسرحياته مغلقة. إنها مسرحيات دائرية تؤمن بمعنى البداية والنهاية. بعكس مسرح وليد خلاصي أو سعد الله ونوس الذي يتحرك ضمن مربع له حدود واضحة.
و لذلك إن المكونات الاجتماعية في مسرح القلعجي هي عبارة عن استطراد لذهن مسبق. وليست ناجمة عن حركة المجتمع. ويمكن أن تجد أبعادها الرؤيوية في محاكاة دون كيخوتة لقصص المغامرات التاريخية.
ويؤكد على ذلك طبيعة الرموز الخلابة التي يستعيرها من بطون الكتب. إنها رموز معرفية بعيدة عن الاحتراق بنار التجربة. فهو لم يعاصر الحجاج ولم يعايش السهروردي. ولم تكن لديه صلة بالمجتمعات المنتجة لهما. حتى أن البنية الفنية متباعدة عن معنى الشرط الموضوعي. فهي خارج نسق الكتابة وخارج حدود الذهن الفني. ولن تجد أثرا لسطر واحد له شكل كتابة الدواوين والمقامات، والتكنيك يوظف أدوات حديثة تجد مثلها في المسرح الأوروبي.
و حتى بالنسبة لمسرحية الفصل الأخير إن الكاتب وقرينه هما أقرب لحالة رواية (هذيان) في العمل المعروف لأنطونيو تابوكي والتي يتكلم فيها عن لحظات النزع الأخير لرائد الشعر الرومنسي في إسبانيا (فرناندو بيسوا).
و لئن ليس في ذلك ما يعيب فهو تعبير كما ذكر الأنباري عن الاشمئزاز من السقوط الاجتماعي للسلوك المعاصر الذي يعاني من الجدب واليبوس ومن قلة الإيمان بالمبادئ. وبالتالي من لا جدوى الواقع نفسه.
و كانت وسيلة القلعجي للالتفاف حول هذا الواقع العقيم والمرفوض اللجوء للأدوات والصور الشعبية. مثل الحكواتي والقرة قوز وخيال الظل وصندوق الدنيا (وقد لاحظ الأنباري ذلك في معرض حديثه عن مسرحية سيد الوقت). ولنضع تحت هذه العبارة خطا أحمر.
لقد كان القلعجي يعيد أصولا بناء ذاكرتنا الشعبية وليس ذاكرتنا التاريخية ذات البعد النخبوي.
و هنا أرى أنني مضطر للتعليق.
كانت اختياراته عاطفية ولها بعد محلي. فخطاب القلعجي لم يغادر مدينة حلب. إنه في الموسيقا تخصص بالأوبري. وفي التصوف استطرد مع الشيخ العلامة الأسدي مؤلف موسوعة حلب المقارنة. وفي فن العمارة وتخطيط المدن تكلم عن أحياء وأسواق حلب. وخص بالذكر الشعبية منها.
و لذلك أرى أن مرجعيته لم تكن للتاريخ السياسي عند العرب ولا للتجربة الروحية للمتصوفة. وإنما للبنية النفس اجتماعية للطبقات دون المتوسطة أو عامة الشعب التي تتأثر وجدانيا بصور ومكونات ميتة: منها عبر ودروس التاريخ المنصرم. ومنها شخصيات مشتركة وبسيطة تتحلى بالكرامات والمعجزات التي تعتبر من الأسانيد القوية للشخصيات المريضة والضعيفة نفسيا وثقافيا. أضف لذلك الإطار الوجداني الجامع للإسلام، ليس لأنه دين أو فقه ولكن لأنه يحتفظ من الماضي بصورة ذهبية تغذي إحساسنا المفقود بالكرامة وعزة النفس.
ختاما لقد كان صباح الأنباري في كتابه، كما عهدناه دائما، يتكلم قليلا في الأمور النظرية ويستغرق كل الوقت في التطبيقات من تفسير وتأويل وتفكيك. لقد ركز الأنباري اهتمامه في كتابه على ثلاث نقاط:
1-  قراءة المنصوص عنه، أو تأويل مسرحيات بعينها.
2- دور المخرج بالانطلاق من توجيهات الكاتب. وقد كان مروره سريعا على هذه الناحية الهامة والإبداعية التي تشبه ما نفعله في تحويل نص روائي إلى مسرحي. فالإخراج مهم مثل الكلمات المكتوبة لأنه رؤية قبل أن يكون ترجمة حرفية.
3- لم يعمد للمقارنة وكأن عبدالفتاح قلعجي ظاهرة تعمل بمفردها في ميدان فن المسرح. والذكر الخاطف لوليد إخلاصي وفرحان بلبل لا يشفي غليل أحد. وهذا ديدنه دائما. ففي دراساته عن بيكة سي وزنكنة لم يربط الحساسية الخاصة بالجو الإنساني العام. وقل نفس الشيء عن الصور والمعاني المشتركة التي دخلت في الفضاء العام للذهن. من ذلك العرافة وعقوبة الصلب. لم يحاول الأنباري أن يربط أيا منهما بالبروتوتايب الخاص كمفهوم شكسبير للعرافة والتفسير المسيحي للإعدام على الصليب. وينسحب ذلك على الخلفيات التي تعمل من وراء الكاتب. فهو لم يفسر معنى إلحاح القلعجي على الشخصيات التاريخية. هل إن دوافعه مثل دوافع علي الطنطاوي مؤلف شخصيات من التاريخ؟.. وكذلك لم يفسر اهتمامه بمدينة حلب كعاصمة لشمال سوريا ودورها المنافس على تحديد مصير هذا البلد.
إن هذه المسألة المنهجية التي هي في صلب بناء الخيال الفني وموجهاته وموجباته قد تجاوزها الأنباري، وكأنه أراد أن يكون من طرف نظرية (موت المؤلف) و(موت النص)، لو لا النذر اليسير من الإشارات في المقدمة. ولم تخرج على هذه القاعدة الذهبية غير مشكلة (الرقابة) وما توحي به من عقاب وقسوة غاشمة. لقد تجاوز الأنباري كلما اقترب من فرضية فوكو عن الرقابة والعقاب حدود المربع الافتراضي للخطاب، ودخل في تحليلات وتعليقات تعكس تحربته الشخصية وجزءا من ماضيه أو ذاته. لقد كسر الأنباري أولوية الموضوع على الذات في هذا المجال فقط.
4 - ولكن يدعم اهتماماته بالموضوع قراءة العناوين قراءة سيميائية، وقد أضفى ذلك على الكتاب خطا يفترض أنه محايد. بحيث لا يعلو صوت ورأي الناقد على صوت ومفهومات الكاتب. لقد كان الأنباري يقرأ المسرحيات بالشكل المعروف للنقد الفني. إنه يهتم بالموضوع ومعنى التراكيب والشخصيات ثم بالمفردات التي قد تكون مدخلا شرعيا للنص. ويبدو أن منهج صباح الأنباري هو هو في معظم دراساته، سواء عن الشعر أو الرواية أو المسرح. إنه يعول كثيرا على اللفظ ويعود بك مرارا وتكرارا للمعاجم ولجذر المفردات واشتقاقاتها. وهذا يضعه في دائرة الامتنان للأجداد، ولما تركوه لنا من تقاليد وقوانين بذل الغالي والرخيص في سبيل الدفاع عنها.
 
كانون الأول 2013
د. صالح الرزوق
المثقف 
الفنان محسن النصار
الفنان محسن النصار
مدير هيئة التحرير

الجنس : ذكر
عدد المساهمات : 3277
تكريم وشكر وتقدير : 5358
تاريخ الميلاد : 20/06/1965
تاريخ التسجيل : 12/10/2010
العمر : 58
الموقع الموقع : http://theatermaga.blogspot.com/

https://theaterarts.yoo7.com

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

مُشاطرة هذه المقالة على: reddit

 
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى