منتدى مجلة الفنون المسرحية
مرحبا بكم في منتدى مجلة الفنون المسرحية : نحو مسرح جديد ومتجدد

انضم إلى المنتدى ، فالأمر سريع وسهل

منتدى مجلة الفنون المسرحية
مرحبا بكم في منتدى مجلة الفنون المسرحية : نحو مسرح جديد ومتجدد
منتدى مجلة الفنون المسرحية
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.
بحـث
 
 

نتائج البحث
 


Rechercher بحث متقدم

المواضيع الأخيرة
» كتاب "الإخراج المسرحي " تأليف د. جميل حمداوي
الهوية الاحتفالية:من الاتباع إلى الابداع " الاحتفالية المتجددة" Icon_minitime1السبت 30 مارس 2024, 12:20 am من طرف بلحول واسيني

» الهيئة العربية للمسرح تعلن قائمة العشرين في مسابقة تأليف نصوص الكبار 2023 ثلاثة وعشرون كاتباً أحتلت نصوصهم
الهوية الاحتفالية:من الاتباع إلى الابداع " الاحتفالية المتجددة" Icon_minitime1الخميس 23 نوفمبر 2023, 4:43 am من طرف الفنان محسن النصار

» الهيئة العربية للمسرح تعلن قائمة العشرين في مسابقة تأليف النص المسرحي الموجه للأطفال من سن 6 إلى 18 سنة، في العام 2023 (النسخة 16) واحتل ثلاثة وعشرون نصا مسرحيا المراتب العشرين الأفضل
الهوية الاحتفالية:من الاتباع إلى الابداع " الاحتفالية المتجددة" Icon_minitime1الخميس 23 نوفمبر 2023, 4:30 am من طرف الفنان محسن النصار

» فتح باب المشاركة في ملتقى بابل الدولي لفنون الشارع الدورة الرابعة مارس 2024
الهوية الاحتفالية:من الاتباع إلى الابداع " الاحتفالية المتجددة" Icon_minitime1الثلاثاء 21 نوفمبر 2023, 1:00 am من طرف الفنان محسن النصار

» اختتام مهرجان اللواء الأخضر للمسرح الثنائي في دورته الأولى في اليمن
الهوية الاحتفالية:من الاتباع إلى الابداع " الاحتفالية المتجددة" Icon_minitime1الثلاثاء 21 نوفمبر 2023, 12:57 am من طرف الفنان محسن النصار

» اختتام مهرجان اللواء الأخضر للمسرح الثنائي في دورته الأولى في اليمن
الهوية الاحتفالية:من الاتباع إلى الابداع " الاحتفالية المتجددة" Icon_minitime1الثلاثاء 21 نوفمبر 2023, 12:57 am من طرف الفنان محسن النصار

» عرض مسرحية " عودة ترشيد " لفرقة مسرح العائلة في الشارقة
الهوية الاحتفالية:من الاتباع إلى الابداع " الاحتفالية المتجددة" Icon_minitime1الثلاثاء 21 نوفمبر 2023, 12:54 am من طرف الفنان محسن النصار

» اسماعيل عبدالله :المهرجان في دورته الجديدة منصة مفتوحة للإبداعات العربية الأفضل والأجود
الهوية الاحتفالية:من الاتباع إلى الابداع " الاحتفالية المتجددة" Icon_minitime1الأحد 15 أكتوبر 2023, 10:20 pm من طرف الفنان محسن النصار

» "من أجل الجنة إيكاروس" من مصر يفوز بجائزة أفضل عرض مسرحي في الدورة الثلاثين من مهرجان القاهرة الدولي للمسرح التجريبي
الهوية الاحتفالية:من الاتباع إلى الابداع " الاحتفالية المتجددة" Icon_minitime1الثلاثاء 12 سبتمبر 2023, 11:05 pm من طرف الفنان محسن النصار

مكتبة الصور


الهوية الاحتفالية:من الاتباع إلى الابداع " الاحتفالية المتجددة" Empty
مايو 2024
الأحدالإثنينالثلاثاءالأربعاءالخميسالجمعةالسبت
   1234
567891011
12131415161718
19202122232425
262728293031 

اليومية اليومية

تدفق ال RSS


Yahoo! 
MSN 
AOL 
Netvibes 
Bloglines 


تسجيل صفحاتك المفضلة في مواقع خارجية

تسجيل صفحاتك المفضلة في مواقع خارجية reddit      

قم بحفض و مشاطرة الرابط المسرح الجاد رمز تفتخر به الأنسانية على موقع حفض الصفحات

قم بحفض و مشاطرة الرابط منتدى مجلة الفنون المسرحية على موقع حفض الصفحات

مجلة الفنون المسرحية
مجلة الفنون المسرحيةتمثل القيم الجمالية والفكرية والفلسفية والثقافية والأجتماعية في المجتمع الأنسانيوتعتمد المسرج الجاد اساس لها وتقوم فكرة المسرح الجاد على أيجاد المضمون والشكل أو الرؤية؛ لكي تقدم بأفكار متقدمة من النواحي الجمالية والفلسفية والفكرية والثقافية والأجتماعية وتأكيدها في المسرحية ، وكلمة جاد مرتبطة بالجدية والحداثة التي تخاطب مختلف التيارات الفكرية والفلسفية والسياسية والعقائدية. بدأ المسرح كشكل طقسي في المجتمع البدائي ، وقام الإنسان الذي انبهر بمحيطه بترجمة الطقس إلى أسطورة ، ولتكون الصورة هي مقدمة للفكرة التي ولفت آلية الحراك العفوي ، ثم الانتقال بهذا الحراك إلى محاولة التحكم به عبر أداء طقوس دينية أو فنية كالرقص في المناسبات والأعياد, وولادة حركات تمثيلية أداها الإنسان للخروج عن مألوفه .. وأفكار التقطهاوطورها فيما بعد الإغريق وأسسوا مسرحهم التراجيدي ، ومنذ ذلك الحين والمسرح يشكل عنصرا فنيا أساسيا في المجتمع ، ويرصد جوانب مختلفة من الحياة الأنسانية ، ومع كل مرحلة نجد أن المسرح يواكب تغيراتها وفق رؤى جدية غير تقليدية ، و تبعا للشرط ( الزمكاني ) شهد هذا الفن قدرة كبيرة على التجدد من المسرح التراجيدي الكلاسيكي الى الرومانسي والى كلاسك حديث إلى الواقعي والطبيعي والرمزي والسريالي واللامعقول ومسرح الغضب ، والسياسي وفي كل مرحلة من مراحل تطور المسرح تحمل بدون شك بعدا جديا وتجريبياً تتمثل إشكاليات تلك المرحلة وتعبر عن ظروفها الثقافية والاجتماعية والسياسية والاقتصادية , المسرح الجاد يؤكد قدرة المسرح على أستيعاب التجارب السابقة وإعادة صياغتها ، نحو الحداثة والخروج من العلبة الإيطالية إلى الفضاء المفتوح ، وتناول عناصر العرض المسرحي التي وضعها ستانسلافسكي ( التكامل والتوازن بين الكاتب والمخرج والممثل والجمهور) بطرق جديدة وبما أن أهم سمة في المسرح الجاد هي المعاصرة نحو التحولات المعرفية والتي هدمت كثيرا من الحواجز و كانت مقدمة لولادة الأفكار المعرفية الكونية ، فأثبت المسرح الجاد وجوده ليواكب الحداثة بكل مكوناتها ، و أثبت وجوده في العالم كله ، خلال العقدين الأخيرين من القرن العشرين ، حمل شرف ولادة مسرح اللامعقول على يد يوجين يونسكو وصموئيل بيكت وفرناندوا أرابال .. هو مسرح الكل بامتياز أوربي – عربي – أمريكي.. الكل ساهم ويساهم في تطويره ووضع خصائصه .. و يمتاز المسرح التجريبي بتجاوزه لكل ما هو مألوف وسائد ومتوارث و الإيتان التجريبي إمكانية تجاوز الخطوط الحمراء البنوية والشكلية من خلال ( جسد ، فضاء ، سينوغرافيا ، أدوات ) .. ومنها : - تفكيك النص و إلغاء سلطته ، أي إخضاع النص الأدبي للتجريب ، والتخلص من الفكرة ليقدم نفسه يحمل هم التجديد والتصدي لقضايا معاصرة ويوحد النظرة إليها عبر رؤيا متقدمة ،أو على الأقل رؤيا يمكننا من خلالها فهم ما يجري حولنا عبر صيغ جمالية وفنيةوفلسفية ، لكنها في جوهرها تمثل جزءا من مكاشفة يتصدى لها المسرح كفن أزلي باقٍ مادام الإنسان موجودا . السينوغرافيا والفضاء المسرحي ويتأتى دور التعبير الجسدي في توصيل الحالة الفنية وكأن الحركة هي اللغة التي يضاف إليها الإشارات والأيحاءات والعلامات والأدوات المتاحة لمحاكاة المتفرج .. أسئلة مطروحة أمام المسرح الجاد : تقف أمام المسرح الجاد كثير من الأسئلة ، ويحاول المسرحيون تجاوزها عبر المختبر المسرحي ، ومن هذه الأسئلة : لماذا لا تكون اطروحات العرض أكثر منطقية عبر توظيف عناصر العرض وفق توليفة متكاملة للغة والحركة والإشارة والعلامة ؟ لماذا لا يستفيد من التراث الشعبي ؟ ماذا عن الغموض ؟ - لماذا القسرية في إقصاء الخاص لصالح العام ؟ وهل يمكن أن ينجح ذلك ؟ - ماذا عن اللغة ؟ وهل هي عائق أمام انتشاره العالمي ؟ يبقى المسرح الجاد تجريب لضرورة من ضرورات الحياة بمجملها ، والمسرح يطرح أسئلة كبيرة وهذه إحدى مهامه الأساسية ، ويعكس إلى حد كبير الهواجس التي تعتري باطن الإنسان قبل ظاهره ، ورغم الأسئلة المطروحة وجديتها ، تجد المسرحية أفكارا وفلسفة للنص ،وبالتالي خلق فضاء أوسع للأداء عبر صيغ جمالية مؤثرة ذات دلالة معبرة .. كما توظف الإضاءة والحركة والموسيقى والرقص على حساب النص , المخرج هو المحور في العرض , الممثل هو أداة في تشكيل العرض الحركي . .
تصويت

الهوية الاحتفالية:من الاتباع إلى الابداع " الاحتفالية المتجددة"

اذهب الى الأسفل

20082021

مُساهمة 

الهوية الاحتفالية:من الاتباع إلى الابداع " الاحتفالية المتجددة" Empty الهوية الاحتفالية:من الاتباع إلى الابداع " الاحتفالية المتجددة"




مجلة الفنون المسرحية
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط]



[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط]
                                                       
إن الحديث عن الهوية الاحتفالية، ووضعها في إطارها الجمالي، و تعميق الرؤية لهذه الحركة المسرحية بمقوماتها الدرامية و تصوراتها الفكرية و منطلقاتها الفلسفية، و بعدها التمسرحي يقتضي منا مساءلتها ، و الإحاطة بمدلولها الجمالي و قيمها الفكرية، و منطلقاتها الفلسفية التي ملأت الدنيا و شغلت الناس، و أثارت زوبعة من الجدل الفكري و الجمالي و الايديولوجي أفضى  في النهاية إلى تخصيب الساحة الثقافية و الفكرية و المشهد المسرحي المغربي و العربي عامة. و لاشك في أن ملامسة حقيقة المسرح الاحتفالي، و جوهر الفكر الاحتفالي يقتضي – بالضرورة- طرح مجموعة من الأسئلة التي نعتبرها مفاتيح لفك مغالق هذه المنظومة  المتكاملة تنظيرا و ممارسة و إبداعا . 
فما معنى أن تكون احتفاليا؟ و ماذا تعني الاحتفالية؟
هل الاحتفالية مجرد شكل مسرحي؟ هل هي تقليعة أو موضة مسرحية؟
هل هي تقنيات و آليات فنية مغايرة. أم هي رؤية و تصور يستشرف أفقا منفتحا على الفكر و الجمال و الابداع؟
ما هي الأسس الجمالية و المنطلقات الفكرية للاحتفالية؟
ماهي حدود الاستمرارية و القطيعة في الفكر و التمسرح الاحتفالي؟
ما هي حدود الاتباع و مظاهر الابداع في الاحتفالية؟
أين يكمن التجدد في جوهر الممارسة الفكرية و الدرامية الاحتفالية؟
إن الإجابة عن هذه الأسئلة تدفعنا منذ البداية إلى الإقرار بأن الاحتفالية ليست مجرد شكل مسرحي قائم على أسس و تقنيات فنية مغايرة، و هي، بتعبير برشيد، ليست دفوفا و أعراسا، بل هي رؤية فلسفية و جمالية تحمل تصورا جديدا للوجود و الانسان و التاريخ و الفن و الأدب و السياسة و الصراع. و هي بذلك تتجاوز في مدلولها الجمالي و الفكري التنظير المغلق على فن الركح لتنفتح على الفضاء الرحب للحياة و الانسان و الوجود. فالاحتفالية منظومة فكرية و فلسفية تؤسس لتمسرح مغاير، لكنه أصيل يمتلك عمقه من الرصيد الثقافي و الدرامي العربي، و ينفتح على الجذور الافريقية  للمغرب، و يمتد للثقافة المتوسطية المحملة بالتراث الموريسكي. إنها نظرية درامية و فلسفية شاملة غايتها الانسان بغض النظر عن أصله و جنسه و لونه، و لغته و دينه. لذلك رامت العودة بالمسرح إلى مظانه الانسانية، و فطرته و نقائه الطفولي، فهي ترفض قولبته في نماذج و أشكال جاهزة تفقده روحه و طبيعته التلقائية. فالمسرح في المنظور الاحتفالي " موعد عام، موعد يجمع في مكان واحد، و زمن واحد بين فئات مختلفة و متباينة من الناس انطلاقا من وجود قاسم مشترك يوحد بينهم داخل فضاء الاحتفال . و بذلك فإن المسرح الاحتفالي يتجاوز الوظيفة الايهامية للمسرح  التقليدي ليؤسس لوظيفة أصيلة مغرقة في القدم، و هي الوظيفة التواصلية التي هي الاحتفال البشري، و جوهر الممارسة الدرامية في صيغتها و طابعها الانساني. فالاحتفالية بهذا المعنى تعود بالمسرح إلى طبيعته و جوهره النبيل، و هو التواصل التلقائي بين الذوات من أجل التجاوز و البحث عن الغد و الأفضل. 
و إذا كانت الاحتفالية قد رسخت العودة إلى الأصيل و الثابت في الممارسة الدرامية الانسانية، فإنها بالمقابل قد أعلنت الثورة على القواعد و الأشكال السائدة في المسرح المعاصر و رفضت كل تطابق و ظيفي مع الممارسات المسرحية القائمة كالواقعية و الطبيعية و الملحمية، و مسرح العبث، و مسرح القسوة و غيرها من الأشكال و الطرائق و المذاهب و التيارات المسرحية السائدة. فالنزوع التحرري للفعل الاحتفالي ينبذ المعايير الجمالية للمسرح الغربي القائم على معمارية ضيقة و مغلقة " تعتقل العين، و تصادر الخيال، و تسلب الارادة" و تجهز على الفعل، و تكرس الوظيفة الإيهامية بدل التواصلية. و تمعن في الفصل بين المبدع/ الفاعل و المتلقي الذي يتحول إلى مستهلك و منفعل و متلق سلبي.فالاحتفالية تحتاج إلى متلق / فاعل  لا يكتفي باستهلاك المادة الفنية ، بل يؤسس من خلال فعله التشاركي ، و انصهاره العقلي و الوجداني و النفسي و الحركي، و انخراطه في اللحظة و المحفل الاحتفالي ليؤسس لبديل مبتغى و منشود، يتجاوز الكائن و يستشرف الممكن.
إن الاحتفالية تعتبر المسرح ممارسة تواصلية إرادية ، فهو تجمع شعبي يقوم على وجود حرية الارادة، و هو احتفال نحياه جماعيا ، نحن ، الآن ، هنا  . و ذلك بحس إبداعي تشاركي ينعدم فيه وجود متفرج من جهة، و ممثل من جهة ثانية. و من ثم، فإن المشاركة تقوم على صناعة إبداع تتماهى فيه الذوات، و تتحقق فيه إنسانية الإنسان. و هكذا ، فإن النزوع التحرري يتجاوز المعطى الدرامي ليتأسس على تصور إنساني جوهره و هدفه الأسمى إنسانية الإنسان، و مدنية المدينة . فالغاية من تحويل الإنسان من طابعه الاتباعي و القطيعي إلى إنسان مدني ديمقراطي تواصلي و تشاركي يؤمن بالاختلاف و التعدد و الحوار و التشارك.
فالاحتفال في عمقه " صرخة قوية ضد كل ألوان الاستغلال و القهر، و ضد كل أشكال العنصرية، و التعصب المذهبي و الايديولوجي و الديني و القومي" فهو ضد كل ما يشيء الإنسان ، و يفقده حقيقته المتمثلة في الحرية و العدالة و القدرة و الكرامة ( البيان الثالث )  .
و عليه ، فإن الاحتفالية تتحدد باعتبارها مشروعا تحرريا يستهدف الارتقاء بالانسان ، و يرمي إلى تغيير الواقع المباشر و الآني، و خلخلة الساكن ، و تكسير المألوف و الثابت و تجاوز الجاهز و النمطي، و ذلك برفض الوصاية و الاحتواء المؤسساتي ، و الدعوة إلى مسرح شمولي جماهيري و شعبي و إنساني يقوم على التواصل بين الذوات و التلقائية و الفعل ، و ينهض على حرية الإرادة.
إن  هوية الاحتفالية بهذا المعنى هي التجدد ، فهي فعل معرفي و جمالي و إبداعي قائم على الخرق و التدمير و الانتهاك ، فقد فجرت عبر مسارها التنظيري الأسئلة ، و قفزت على الحواجز ، و دخلت في تحد سافر للذات و الآخر . و هي بذلك مارست سلوكا صداميا قائما على الانتهاك الجمالي ، و الخرق الابداعي . و التحدي للذات عبر التمرد على ضعفها و محدوديتها . كما دخلت في صراع مفتوح مع سلطتها المفروضة عليها و التي تمثلها بياناتها و كتابتها و ابداعاتها السابقة .كما انخرطت في مواجهة ضارية مع الآخر مسنودة بقيمها الفنية المتجددة و رؤيتها الدينامية المتحركة . و هي تؤمن بأن العنف الإبداعي و الجمالي " سمة ملازمة للحقيقة و للحركات التجديدية المختلفة " بيد أن عنفها انحصر في طابعه و مسلكه الفني و الإبداعي بما هو عنف قائم على الجدل الفكري و الكتابة النظرية و النقدية و الإبداعية التي تتغيا صوغ أفاق انتظار جديدة و رؤى مخالفة غير مهادنة لواقع ما فتئ يفرز عناصر سلبيته و تراجعه.  
لقد كان قدر الاحتفالية أن تنشأ في أواخر السبعينات من القرن الماضي في ظل متغيرات تاريخية و سياسية و ثقافية محكومة بسلطة الانغلاق و التحجر الايديولوجي، و كان قدرها ثانيا أن تحمل جريرة نزعتها الانسانية ، لذلك كانت ضحية غبن في التلقي و مؤامرة استهدفت تحويل الفعل الاحتفالي من ثورة شاملة على التخلف و التبعية و الاستغلال و الذوق الهجين إلى مجرد ظاهرة عابرة و شطحات أسماء تسعى إلى إرضاء نزواتها في التميز و التفرد. و بذلك اختارت الاحتفالية المواجهة و الصراع مع الواقع و الطبيعة و الشرط الانساني في حدوده السكونية و مع أنماط المفاهيم المعلبة و المنظومات المعرفية و الجمالية و الأخلاقية و السياسية الوثوقية و المتحجرة في سبيل بناء احتفالية انسانية شاملة و متجددة. و التجدد في عمقه يفصح عن البعد الثوري في الاحتفالية التي ترفض التدجين و المجاملة و المهادنة و تبني مواقفها على قناعات فكرية و اختيارات جمالية قائمة على وعي نقدي شامل، إن ثورية الاحتفالية قادتها للرفض و المواجهة و الصراع . ذلك أن مواقفها تجسد ثورة على البيروقراطية و الأنظمة الشمولية، و الأنظمة ذات الحزب الواحد، و الاستبداد الحزبي ، و المافيا الثقافية و كل ما يمثل قوى تسلطية من منابر اعلامية و جهات سياسية  تحلم  بشاعر البلاط، و مثقف العشيرة، من هنا كان منطقيا أن ترفض الاحتفالية ما يسمى " بالعولمة" باعتبارها حركة تستهدف تنميط الانسان ، و سلبه حركية التفكير ، و سمة التعدد ، لصوغه في قالب واحد و شكل جاهز، و تحويله إلى كائن استهلاكي هجين، مسلوب الإرادة ، و فاقد لجوهره الانساني، و طابعه الابداعي الخلاق و المتجدد. لذلك كانت ثوريتها مؤسسة على منطق الصراع و المواجهة، و من ثم تشكلت هويتها و كينونتها المتجددة التي عبرت عن رؤية للعالم، و تصور للمسرح باعتباره مسارح فالمسرح الغربي، في المنظور الاحتفالي ، ليس أكثر من صيغة واحدة للاحتفال، و يبقى أن هناك امكانات بلا حدود لايجاد صيغ و طرائق جديدة و متجددة للاحتفال، و صيغ متعددة للتفكير، و الرؤية للواقع و متغيراته التاريخية و السياسية و الثقافية.
و هكذا يكون الفعل الاحتفالي فعلا ابداعيا قائما على تدمير الجاهز و النمطي ، و انتهاكا فنيا يرسم حدود التجديد ، و يفجر الأسئلة نحو ضفاف أخرى قادمة. بيد أن هذا الفعل يندرج في سياق منظومة متكاملة ، و بالأحرى نظرية شاملة و متجددة تنزاح عن القيم الجمالية الموروثة و المنظور الغربي للمسرح المستهلك المتجاوز لتأسيس  رؤية متجددة منفتحة على اللحظة التاريخية و الذات الحضارية و الزمن العربي و الكوني بتحولاته و متغيراته، و المكان العربي بخصوصياته و ملامحه ، و ذلك من خلال المعادلة الثلاثية الأقطاب" نحن، هنا ، الآن" التي تجعل التمسرح الاحتفالي مشدودا إلى انطولوجية الذات و هويتها و خصوصية المكان و الزمان العربيين باعتبارهما جزءا من الذات و مظهرا لعمق الكينونة في علاقتها بالماضي و الحاضر و المستقبل.
و على المستوى الركحي ذهبت الاحتفالية في مسعاها التجديدي إلى البحث عن معيار جديد لكنه، في الآن ذاته ، يستجيب لخصوصية الهندسة العربية ، و يلغي ميتافيزقا الخشبة اليونانية. وهكذا ، فجرت الاحتفالية فضاء العرض / الخشبة و حولته إلى فضاء مفتوح على الساحات العامة و الأسواق و غير ذلك من الفضاءات الشعبية. و هذه الرؤية التجديدية على المستوى السينوغرافي واكبتها تصورات جديدة على مستوى التمثيل و المنظور للجمهور الذي تحول من وضعه السلبي كمتفرج في العرض إلى مشارك و صانع للفرجة / الاحتفال. و هكذا زاوجت الاحتفالية بين الذات الحضارية الأصيلة و اللحظة التاريخية المتجددة، في قالب حداثي يستوعب الكيان الحضاري التليد، و ينفتح على العصر و الراهن بمتغيراته التاريخية و السياسية و الثقافية و الحضارية عامة.   و هذا ما يمنح النظرية الاحتفالية هويتها الابداعية و سمتها المتجددة التي عكستها بياناتها الناضجة، و ممارستها الركحية / الابداعية المتميزة. غير أن هذه البيانات و ان امتلكت بعدها المعرفي و الجمالي ، فهي، من جهة ثانية، كتابة عبدية احتفالية تعبر عن وجود استثنائي ، و زمن استثنائي ، فهي عرس الكتابة و عيدها، و بهاء اللفظة و جماليتها ، و بلاغة الكلمة و عنفوانها في المنجز الابداعي و التنظيري و الاحتفالي.
نخلص ، إذن ، إلى أن الاحتفالية ليست ممارسة و شكلا دراميا مستهلكا و عاديا ، بل هي رؤية مستقبلية للمسرح ، و قفزة نوعية على مستوى الممارسة الجمالية و الانجاز الركحي و الرؤية المتجددة للعالم و الكون. فتحية تقدير لرائد الاحتفالية المتجددة ، و تحية للاحتفاليين في ربوع الوطن العربي الكبير، تحية للابداع المنكتب بالروح و الجسد و الكلمات، تحية للابداع الاحتفالي المتألق المتجدد و المجدد.


 *ناقد و باحث  من المغرب
الفنان محسن النصار
الفنان محسن النصار
مدير هيئة التحرير

الجنس : ذكر
عدد المساهمات : 3277
تكريم وشكر وتقدير : 5358
تاريخ الميلاد : 20/06/1965
تاريخ التسجيل : 12/10/2010
العمر : 58
الموقع الموقع : http://theatermaga.blogspot.com/

https://theaterarts.yoo7.com

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

مُشاطرة هذه المقالة على: reddit
- مواضيع مماثلة

 
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى